كان الشعور السائد في أرجاء ألمانيا هو الارتياح أكثر منه السعادة أمس (الثلثاء) بعد تأهل منتخب البلاد الأوّل لكرة القدم إلى دور الثمانية لبطولة الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2008» في النمسا وسويسرا، إذ أن الفوز الصعب 1/ صفر على البلد المضيف النمسا مساء أمس الأول (الاثنين) لم يكن مصدر تفاؤل على الإطلاق للجماهير الألمانية.
واحتفل عشرات الآلاف من الجماهير الألمانية مساء أمس الأول (الاثنين) بتأهل منتخبها لدور الثمانية في «يورو 2008» في مناطق التجمعات الجماهيرية بألمانيا أثناء مباراة منتخب بلادهم مع النمسا، ولكن ما أن انتهت المباراة حتى تضاءلت احتفالات الجماهير بشكل كبير بسبب الأداء الباهت الذي قدمه المنتخب الألماني في فيينا أمس الأوّل ولم يشهد لحظات تألق من جانب الفريق إلا عندما أحرز قائد ألمانيا مايكل بالاك هدف الفوز لبلاده من ضربة حرة مباشرة.
وكتبت مجلة «كيكر» الألمانية الرياضية في موقعها على الانترنت تقول:»يحقق بالاك أقل أهدافنا» واصفة أداء ألمانيا بأنه كان «بعيدا تماما عن الإقناع».
بينما تحدثت صحيفة «بيلد» اليومية عن «الأخطاء الفردية العديدة» التي شهدتها مباراة أمس قبل تأهل ألمانيا لدور الثمانية الذي ستلتقي فيه مع البرتغال غدا (الخميس).
وجاء تعليق أسطورة كرة القدم الألمانية فرانز بيكنباور على مباراة أمس الأوّل مشابها في مقاله بصحيفة «بيلد».
فقد تساءل بيكنباور «هل توجد لدينا فرصة للتغلب على كريستيانو رونالدو وبقية زملائه في المنتخب البرتغالي بمثل هذا الأداء؟ لا بالتأكيد، لا نملك فرصة. يجب أن يتطور أداء جميع لاعبي فريقنا على نحو مقبول من أجل الوصول للدور قبل النهائي للبطولة. بدا خط وسط المنتخب الألماني خاليا من أي أفكار. لم نر تمريرات إلا بالكاد».
بينما أعربت صحيفة «سويدويتشه تسايتونج» عن مخاوفها من عودة المنتخب الألماني من جديد إلى «الكرة الهزيلة» التي كان المنتخب الألماني يقدمها في بداية هذا العقد.
وكتبت الصحيفة الألمانية تقول «ستنتظر البرتغال يوم الخميس فريق ألمانيا الباهت بقيادة المدرب يواخيم لوف، والذي يبدو قريبا من العودة لفترة الكرة الباهتة التي اعتقدنا أننا تجاوزناها بالفعل».
وعبر الإعلام الألماني عن مشاعر مختلطة تجاه البرتغال إذ أشار البعض إلى أن ألمانيا أنهت مشوارها الرائع في بطولة كأس العالم 2006 التي استضافتها على أرضها بالتغلب على البرتغال 3/1 في مباراة تحديد المركز الثالث بالبطولة. ولكن الإعلام الألماني لم ينس أيضا هزيمة بلاده المهينة صفر/ 3 في «يورو 2000».
كما أثير القلق حول قدرة لوف على إدارة الفريق الألماني من خارج الملعب يوم الخميس المقبل بعد طرد المدرب الألماني (مع مدرب النمسا جوزيف هيكرشبيرغر) في مباراة أمس الأول لتشاجرهما مع الحكم الرابع بالمباراة.
وقد قرر اتحاد الكرة الأوروبي أمس (الثلثاء) إيقاف لوف خلال مباراة ألمانيا أمام البرتغال ببازل.
وكما لم يثر أداء منتخب ألمانيا الإعجاب داخل بلاده أمس الأول فهو لم يثر الإعجاب خارج ألمانيا أيضا.
فقد أبدت النمسا حزنها على خروجها من الدور الأوّل من البطولة التي تستضيفها ولكن صحيفة «كرونينتسايتونج» النمساوية أشارت إلى أن «المهارة الفردية لبالاك هي وحدها ما رجح كفة ألمانيا أمس الأول».
كما أبرزت الصحف العالمية الأخرى دور بالاك في فوز ألمانيا أمس الأوّل إذ وصفت صحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» الايطالية مباراة أمس الأول بأنها «لم تكن مباراة كبيرة، ولكن بالاك كان كبيرا» بينما كتبت صحيفة «صن» البريطانية تقول «إنها كرة الشهرة، نجم تشلسي كان اللاعب الأبرز».
ولكن صحيفة «جارديان» البريطانية لم تستبعد تحسن أداء ألمانيا في المرحلة المقبلة مشيرة إلى أن بالاك بوسعه أن يصبح العامل الفاصل لألمانيا في مشوارها نحو تحقيق هدفها ببلوغ أبعد المراحل في «يورو 2008».
وكتبت الصحيفة البريطانية: «تملك ألمانيا واحدا من أكثر اللاعبين تأثيرا في بطولة «يورو 2008» وهذا وحده كفيل بمنحهم الأمل في بقية مشوارهم في البطولة التي نجحوا حتى الآن في البقاء بها من دون أنْ يقدّموا عروضا كبيرة حقا».
العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ