العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ

فيراري يسعى لخطف ألونسو على طريقة ريال مدريد

اعتاد نادي ريال مدريد الإسباني في السنوات القليلة الماضية على «خطف» نجوم كرة القدم العالميين، وتحديدا في عهد الرئيس السابق فلورنتينو بيريز الذي نجح في الجمع بين أقطاب اللعبة الأكثر شعبية في العالم إلا انه لم يصب، على رغم ذلك، النجاح المرجو.

واللافت أن سياسة بيريز كانت ترتكز على إجراء مفاوضات سرية مع النجم المنوي ضمه، وفي بعض الأحيان التمسك بنفي الأخبار التي تتحدث عن إمكان التعاقد معه، قبل أن يأتي الموعد المناسب للإعلان صراحة عن الحصول على خدمات اللاعب.

ويبدو أن حظيرة فيراري قررت سلوك الطريق نفسه في ما خص عملية التعاقد مع الإسباني فرناندو ألونسو، سائق فريق رينو الفرنسي، خصوصا بعد الأخبار التي تحدثت عن إمكان اعتزال سائق «الحصان الجامح»، الفنلندي كيمي رايكونن، حامل لقب بطل العالم في سباقات سيارات فورمولا 1، بنهاية الموسم 2009.

بوادر ارتباط

بوادر الارتباط بين ألونسو وفيراري طافت على سطح الأخبار خلال سباق جائزة موناكو الكبرى، المرحلة السادسة من بطولة العالم للفئة الأولى، والذي أقيم في 25 مايو/ أيار الماضي وشهد تتويج سائق ماكلارين مرسيدس البريطاني الشاب لويس هاميلتون.

وفي موناكو، قيل أن «الماتادور الإسباني» وقع العقد مع فيراري بالفعل إلا أن عملية انتقال السائق إلى «الحظيرة الحمراء» لن تتم قبل العام 2010 على رغم أن عقده الحالي مع رينو يشتمل على بند يجيز له الرحيل في حال لم ينه الفريق منافسات الموسم الحالي محتلا احد المراكز الأربعة الأولى في الترتيب النهائي لبطولة العالم للصانعين.

ولا يتوقع أنْ يجري تأكيد خبر الارتباط المزعوم من قبل أيّ من أطرافه قبل عام من اليوم.

وما يرجح أن يكون العقد قد وقع فعليا يتمثل في كون الاتفاقات الكبرى التي شهدتها الفئة الأولى في السنوات الأخيرة غالبا ما كانت تتم سنتين قبل أن تبدأ مفاعيلها بالعمل.

وهذا ما حصل بالذات مع رايكونن الذي انتقل من ماكلارين مرسيدس إلى فيراري ابتداء من العام 2007 على رغم أنّ التقارير تحدثت عن أنه جرى توقيع عقد انتقاله في أكتوبر/ تشرين الأول 2005.

كما أنّ الإعلان عن عقد ألونسو نفسه مع ماكلارين تم في ديسمبر/ كانون الأول 2005 إلا أنّ السائق بدا مسيرته مع الفريق البريطاني - الألماني في العام 2007.

ألونسو: مازال الوقت مبكرا

ولدى سؤاله عن صحة الأخبار، فضل ألونسو التأكيد على أن ما يهمه في الوقت الراهن يتمثل في التركيز على مساعدة فريقه رينو على الخروج من دوامة النتائج غير المشجعة التي يحققها منذ انطلاق بطولة العالم للعام الحالي، وقال: «لدي الرد نفسه دائما على الأسئلة التي تتعلق بمستقبلي. ما زال من المبكر جدا التحدث عن المستقبل. لم نخض سوى سبعة سباقات هذا الموسم وما زال الطريق طويلا أمامنا»، وتابع «في البداية، أود تحسين النتائج مع رينو.هدفنا في الفترة المقبلة يتمثل في الاقتراب أكثر وأكثر من المراكز الثلاثة الأولى. علينا القيام بالكثير من العمل لبلوغ هذا الهدف، لذا أفضل التركيز على واجبي الحالي عوض الحديث عن المستقبل».

ومعلوم أنّ ألونسو أحرز بطولة العالم مرتين مع رينو عامي 2005 و2006 قبل أن ينتقل إلى ماكلارين مرسيدس حيث أمضى الموسم الماضي قبل أن يعود إلى الفريق الفرنسي مطلع الموسم الحالي إثر الخلافات التي شابت علاقاته بزميله هاميلتون وبمدير الفريق رون دينيس.

وكان ألونسو فسخ عقده مع ماكلارين في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 2007، وعلى رغم أن إدارة فيراري وضعت «فيتو» على انتقال السائق إلى حظيرتها نتيجة المشاكل التي عصفت بعلاقته مع إدارة ماكلارين مرسيدس، إلا أنّ الحاجة الماسة إلى سائق - نجم من قماشة فرناندو قد تكون هي التي دفعت بفيراري إلى رمي حبالها بغية جذب البطل الإسباني.

ومنذ توقيعه كشوفات رينو، كان ألونسو واقعيا للغاية إذ أكد مرارا وتكرارا أنّ إحراز اللقب سيكون مهمّة مستحيلة وذكر في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2007 في حوار مع صحيفة «ماركا» الإسبانية انه «من الجنون التفكير في الفوز ببطولة العالم»، إلا أنه بدا بعد فترة وجيزة وتحديدا في 11 فبراير/ شباط الماضي متفائلا بقدرة الفريق على التحسن وقال: إنه يثق بإمكان رينو على تضييق الهوة التي تفصلها عن فريقي المقدمة في حينه فيراري وماكلارين مرسيدس.

وبعد مضي شهر تقريبا على تصريحه الأخير، المح ألونسو إلى أن هناك إمكانية لتركه رينو والانتقال إلى فريق ينافس بجدية على اللقب بنهاية الموسم 2008.

وفي 27 فبراير، أكد أن الفوز باللقب العالمي مع رينو لا تتجاوز نسبته 30 في المئة.

وبعد سباق جائزة البحرين الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم في 6 إبريل/ نيسان الماضي، عاد السائق ليؤكّد انه يريد البقاء مع رينو في الموسم المقبل على أمل أن يزوده الأخير بسيارة منافسة منذ بداية الموسم.

وكان رئيس فريق فيراري لوكا دي مونتيزيمولو أنكر رغبة حظيرته في الجمع بين ألونسو ورايكونن في فريق واحد، وقال في تصريح لصحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» الإيطالية: «إن الجمع بين رايكونن وألونسو في فريق واحد يعني انك تريد تدمير نفسك. أريد سائقين متساويين للعمل معا».

هذا ما كان بيريز ومدير كرة القدم في نادي ريال مدريد يردده قبيل إتمام أية صفقة كبرى، ولا شك في أن تلميح رايكونن إلى رغبته في الاعتزال بنهاية الموسم المقبل، سيدفع فيراري إلى خطف ألونسو «على مراحل» خصوصا أن قاعدة «الهدف الذهبي» الحاسم غير معتمدة في الفئة الأولى.

العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً