العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ

تأزم يسبق انتخابات نقابة طيران الخليج

لم يسفر اللقاء الذي جمع الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين واللجنة المشرفة على انتخابات نقابة طيران الخليج صباح أمس (الأربعاء) عن أية حلول تنبئ بحل الأزمة الحالية بخصوص عملية الإشراف على الانتخابات.

ورفض الاتحاد الدعوة المشروطة من قبل اللجنة، مصرّا على حقه في الإشراف على الانتخابات بالطريقة التي يراها مناسبة وفق ما نص عليه النظام الأساسي لنقابة طيران الخليج.

وأدى إصرار الاتحاد على موقفه إلى خلق انشقاق بين أعضاء لجنة الانتخابات التي لم تستطع الخروج بقرار نهائي بعد، إذ أكد الاتحاد أن عدم الإشراف على الانتخابات بوجود ممثلين عن الجمعيات الأهلية سيشكك في نزاهة الانتخابات ويفتح الباب لقبول الطعونات نتيجة مخالفة اللجنة المشرفة للنظام الأساسي.


غياب «النقابي» مخالف للنظام الأساسي... ورفض للدعوة «المشروطة»


انشقاق في لجنة «انتخابات نقابة طيران الخليج» بشأن إشراف الاتحاد

الوسط - هاني الفردان

علمت «الوسط» أن انشقاقا حدث بين أعضاء لجنة الإشراف على انتخابات نقابة طيران الخليج، وذلك بعد اللقاء الذي جمع الأمانة العامة للاتحاد برئاسة نائب الأمين العام للاتحاد إبراهيم حمد بأعضاء اللجنة الإشرافية أمس (الأربعاء).

ومن جانبه نقل حمد إلى لجنة الإشراف تأكيدات الاتحاد على عدم قانونية الانتخابات النقابية في طيران الخليج في ظل غياب إشراف الاتحاد، وفقا لما نصت عليه المادة الثانية في النظام الأساسي للنقابة التي جاء فيها «تجرى عملية الانتخابات بحضور مندوب أو أكثر عن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين»، مؤكدا أن الاتحاد هو من يحدد عدد المندوبين وليس لجنة الانتخابات.

ورفض الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين أي دعوة مشروطة من قبل لجنة الإشراف على انتخابات طيران الخليج لحضور الاتحاد، مشيرا إلى أن حضوره بالإضافة إلى تواجد الجمعيات الأهلية من أجل ضمان العملية الانتخابية وعدم الطعن في نزاهتها.

وقال حمد: «جلسنا مع اللجنة المشرفة على الانتخابات، أخبرناهم بأنه رغم تحفظنا على ما جرى في الجمعية العمومية، إلا أن الاتحاد يريد لسفينة نقابة طيران الخليج أن ترسو على بر الأمان عبر انتخابات نزيهة وعادلة يشارك فيها الجميع».

وقد أحدث حديث الاتحاد للجنة المشرفة انشقاقا بين صفوف اللجنة المشرفة على الانتخابات والتي تتكون من أربعة أعضاء محسوبين على إدارة النقابة الحالية وثلاثة أعضاء محايدين، من حركة التصحيح النقابي.

ووضح الاتحاد إلى لجنة الإشراف على الانتخابات تبعات عدم دعوة الاتحاد للإشراف على العملية الانتخابية لانتخاب مجلس إدارة النقابة، والتي من شأنها أن تشكك في عدم صحة الانتخابات، مما قد يفتح الباب للطعونات التي ستقبل بشكل فوري نتيجة مخالفة اللجنة المشرفة للنظام الأساسي وتغييب الاتحاد عن الإشراف على عملية الانتخابات.

وأكدت المصادر أن لجنة الانتخابات حضرت اللقاء وكانت متمسكة بتمثيل شخص واحد فقط من الاتحاد للإشراف على الانتخابات، وهو ما رفضه الاتحاد، على أساس أنه ليس من حق أحد يشترط عدد المشرفين على العملية الانتخابية وأن الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين من حقه انتداب من يشاء للإشراف على الانتخابات لضمان نزاهتها.

وطالب الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين من اللجنة المشرفة على الانتخابات بتوجيه دعوة رسمية للاتحاد للإشراف على العملية الانتخابية بالإضافة إلى تزويده بقوائم الناخبين قبل بدء الانتخابات.

وانتهى اللقاء بين الأمانة العامة للاتحاد وأعضاء لجنة الإشراف على الانتخابات من دون التوصل إلى أي شيء، وترك الأمر إلى اللجنة التي فضلت عقد اجتماع منفصل لأعضائها لبحث قضية إشراف الاتحاد على الانتخابات.

يأتي ذلك في ظل انقسام واضح تشهده النقابة منذ فترة طويلة بشأن مجلس إدارة النقابة والتي استقال منها عدد كبير نتيجة ما اعتبروه سيطرة أفراد على النقابة، ما أدى إلى تشكيل حركة الإصلاح النقابية داخل النقابة، وذلك من أجل إرجاع النقابة إلى مسارها الصحيح ووفق وتيرة العمل النقابي على حد قول المصدر.

وأكد المصدر أن حركة الإصلاح باتت قوية جدا وذلك بعد أن استطاعت تحريك المياه الراكدة في الشركة وإقناع أكثر من 350 عاملا بالدخول إلى عضوية النقابة وذلك على دفعات من أجل إعادة تشكيل مجلس إدارة النقابة من جديد وفق منظور إصلاحي يسعى إلى خدمة الطبقة العاملة في الشركة بعيدا عن المصالح الشخصية.

وتأتي الحركة الإصلاحية التي يقودها نقابيون فصلوا من النقابة سابقا لأسباب سياسية للمطالبة بعقد جمعية عمومية ثالثة للنقابة منذ ستة أعوام لم تنعقد فيها إلا مرتين، الأولى شرعية والثانية اعتبرها البعض غير شرعية.

وأشارت المصادر النقابية في شركة طيران الخليج إلى أن الحركة الإصلاحية بدأت تحركاتها بحملة تعبوية توعوية لجميع الموظفين في الشركة بضرورة التحرك والدخول في الجمعية العمومية للنقابة من أجل إحداث التغيير الحقيقي، وذلك بعد أن تبين أن الحركة وبعد أن تستطيع فرض سيطرتها على الجمعية العمومية ستسعى إلى طلب عقد الجمعية العمومية والانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

وبين المصدر أن النقابة التي يترأسها محمد سالم خميس وافقت من قبل على عضوية 123 موظفا، مشيرا إلى أن الإدارة الحالية تعمل هي الأخرى من أجل كسب تأييد أعضاء الجمعية العمومية وذلك بعد أن أقامت حفل تكريم لأبناء الموظفين لم يحضره بحسب المصدر سوى 15 عائلة فقط كرم فيها 21 طفلا، من أصل أكثر من خمسة آلاف موظف في الشركة.

ومن جانب آخر مازالت الإدارة الحالية للنقابة والتي يقودها محمد سالم خميس ونائبه خالد العرادي تؤكد على سلامة العمل النقابية في طيران الخليج، داعين الجميع للالتفاف حول ما أسماه بـ «القيادة التاريخية».

وكان خميس قد أعلن في يوليو/ تموز 2005، أن إدارة الشركة فصلته من عمله إثر انتخابه رئيسا للنقابة في يونيو/ حزيران من نفس العام، وكانت تلك هي المرة الثانية التي تقوم فيها إدارة الشركة بفصل خميس، إذ فصل العام 2004 إثر تصريحات أدلى بها في الصحف المحلية.

واعتبرت الشركة في ذلك الوقت أسباب فصل خميس نتيجة «إخلال خميس بتعهد وقعه عندما قامت الشركة بإعادته للعمل قبل أشهر يقضي بعدم التصريح لوسائل الإعلام وعدم ترشيح نفسه لانتخابات نقابة الشركة».

وكانت آخر انتخابات لنقابة عمال شركة طيران الخليج قد جرت في 8 يونيو 2005 وفاز فيها محمد سالم الذي انتخب في ما بعد رئيسا للنقابة، ومنذ ذلك الوقت شهدت النقابة الكثير من الصراعات والانقسامات والخلافات، ومنها عقد للجمعية العمومية في مارس/ آذار من العام 2006 في نادي الخريجين بهدف فصل عدد من أعضاء مجلس إدارة النقابة السابقة وهو ما رفضه عدد من النقابيين الذين طالبوا بعقد الجمعية العمومية في مكان العمل ووقت العمل وفقا للأعراف النقابية

العدد 2302 - الأربعاء 24 ديسمبر 2008م الموافق 25 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً