تسود أجواء من التفاؤل المشوب بالحذر أوساط الجماهير الإيطالية بعد الفوز الذي حققه المنتخب الأزوري على نظيره الفرنسي 2/صفر أمس الأول (الثلثاء) وتأهله لدور الثمانية لنهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2008) وذلك بسبب المستوى المتواضع للفريق في بداية البطولة.

ووصفت صحيفة «لاجازيتا ديلو سبورت» الفوز الذي حققه المنتخب الإيطالي أمس بأنه «من الجيد للغاية أن يتحقق» مؤكدة أن «الرياح تغيرت» للأزوري بطل العالم أربع مرات الذي يسعى لإحراز لقب الكأس الأوروبية الغائبة عن خزائنه منذ العام 1968 الذي شهد فوز الفريق بلقب البطولة الأوروبية للمرة الوحيدة في تاريخه.

ويعد فوز المنتخب الإيطالي هو الأول على نظيره الفرنسي خلال الوقت الأصلي للمباراة منذ 30 عاما بما في ذلك المباراة النهائية لكأس العالم 2006 والتي انتهت بفوز إيطاليا بركلات الجزاء الترجيحية.

وكانت فرصة المنتخب الإيطالي في التأهل لدور الثمانية عن المجموعة الثالثة تقلصت كثيرا بعد الهزيمة الثقيلة أمام هولندا صفر/3 ثم التعادل 1/1 مع رومانيا التي ودعت البطولة بعد هزيمتها صفر/2 أمام هولندا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات.

وفي ظل استعداداته للمباراة الصعبة أمام إسبانيا بدور الثمانية، اكتسب المنتخب الإيطالي جرعة كبيرة من الثقة بعد التحسن الملحوظ في أداء الفريق عقب المستوى المتواضع الذي ظهر به في بداية البطولة.

ولكن الانتقادات قد تنصب مجددا على الفريق بسبب فقدان المساندة من خط الهجوم الضعيف والذي في فشل في استغلال النقص العددي في صفوف فرنسا بعد طرد لاعبه ايريك ابيدال في الدقيقة 24.

ويبدو أن لوكا طوني نسى لقب متصدر قائمة هدافي الدوري الألماني الذي أحرزه مع فريقه بايرن ميونيخ الموسم الماضي وأمضى أفضل لحظة له في المباراة عندما تعرض لعرقلة من أبيدال داخل منطقة الجزاء ليحصل اللاعب الفرنسي على البطاقة الحمراء ويحتسب الحكم ركلة جزاء لصالح المنتخب الإيطالي.

وتقدم أندريا بيرلو لتسديد الركلة محرزا منها هدف التقدم لإيطاليا.

وأضاف دانيلي دي روسي الهدف الثاني لإيطاليا في الدقيقة 62 إذ حصلت إيطاليا على ضربة حرة من مسافة 35 ياردة وتهيأت الكرة إلى دي روسي الذي سددها صاروخية لترتطم بتييري هنري وتغير اتجاهها قبل أن تسكن شباك كوبيه.

وفي المباريات الثلاث التي خاضها المنتخب الإيطالي في يورو 2008، أحرز الفريق هدفا وحيدا معتمدا على جهوده الذاتية وهو الهدف الذي سجله المدافع كريستيان بانوتشي في شباك رومانيا بمساعدة زميله جورجيو كيليني.

وعلى رغم مبالغة معظم الصحف في تقييم اللاعبين، انتقد فيتوريو زوكوني بشدة المنتخب الإيطالي في عاموده الساخر بالموقع الالكتروني لصحيفة «ريبابليكا».

وقال زوكوني إن إيطاليا فازت على فرنسا «ولعبت مباراة متواضعة للغاية. وافتقدت الكثير من التمريرات والأهداف. مع ارتباك خط الدفاع ومواصلة الاعتماد على حارس المرمى جيانلوجي بوفون. ليثبت فشله في تنظيم هجمة مرتدة واحدة في الـ60 دقيقة التي لعبها أمام نظيره الفرنسي وهو بعشرة لاعبين».

ويواجه المنتخب الإيطالي صعوبة شديدة قبل مباراته أمام إسبانيا التي تقام يوم الأحد المقبل في فيينا إذ يغيب عنه بيرلو وجينارو غاتوسو بسبب الإيقاف بينما أعرب جيانلوكا زامبروتا زميلهما الجديد في فريق ميلان عن ثقته في قدرة الفريق في تحسين أدائه