تدخل بطولة أمم أوروبا اعتبارا من اليوم مراحلها الحاسمة من خلال انطلاقة منافسات الدور ربع النهائي للبطولة، والذي سينطلق بمواجهة من العيار الثقيل تجمع بين مدرستين مختلفتين، الأولى تعتمد على الجماعية والفن والمهارة متمثلة في المنتخب البرتغالي والأخرى تعتمد على القوة البدنية والسرعة والمتمثلة في المنتخب الألماني.

المدرب الوطني الشاب عادل سالم سلط الضوء على أبرز ما يميز كل من المنتخبين، بالإضافة إلى نظرته الفنية لخطوط المنتخبين الثلاثة ونقاط القوة والضعف لدى كل منهما.

وبدأ عادل سالم حديثه عن المباراة ووصفها بأنها ستكون صعبة جدا على الفريقين اللذين يعتبران من أبرز الفرق في القارة الأوروبية، وتعج خطوطهما باللاعبين المميزين من أمثال رونالدو وديكو وبيبي وكاريزما في البرتغال وبالاك وكلوزه وبودلوسكي وفيلب لام في المانيا، مضيفا أن هذه المباراة ستشكل انطلاقة قوية للدور ربع النهائي الذي تأهلت إليه أبرز الفرق في البطولة.

أداء متواضع لألمانيا

وأضاف سالم «المنتخب الألماني فاجأ جماهير ومحبي الكرة الألمانية بأداء غير مقنع في البطولة، وتأهل إلى الدور الثاني بصعوبة كبيرة وفي اللحظات الأخيرة، وهذا من وجهة نظري راجع لعدد من الأسباب أبرزها أن المنتخب الألماني مازال يعتمد على الفكر القديم القائم على الاعتماد على لاعبي الخبرة وكبار السن وتهميش العناصر الشابة التي لا تعطي الفرصة بسهولة في مثل هذه المناسبات، بالإضافة إلى غياب أبرز ما كان يميز الكرة الألمانية سابقا وهو الروح القتالية والاندفاع البدني الكبير، إذ لم تظهر هذه الأمور بالصورة المطلوبة في أداء المنتخب الألماني».

وتابع سالم حديثه قائلا: «حراسة المرمى الألمانية ليست مطمئنة كثيرا وباعتقادي أن لوف أخطأ في اختيار الحارس ليمان الذي يوجد الكثير من الحراس الألمان الذين يفوقونه في المستوى وأصغر منه سنا ويتمتعون بردة فعل عالية وتركيز أكبر من هذا الحارس، أما خط الدفاع الألماني فتوجد به ثغرة واضحة في العمق، إذ إن الثنائي الذي يغطي هذه المنطقة وضح في المباريات الماضية غياب التجانس بينهما بالإضافة إلى بطء حركتهما والسبب في ذلك عامل السن أيضا، وقد يكون خط الوسط الأقوى في المنتخب الألماني إلا أنه مازال بحاجة إلى القيام بدوره الدفاعي بشكل أكبر، إذ إن ارتداده من الهجوم بطيء جدا في الهجوم المعاكس الذي يتعرض له المنتخب الألماني. وفي مواجهة البرتغالي يحتاج هذا الخط للقيام بدوره الهجومي والدفاعي كاملا وإلا ستكون العواقب وخيمة، كما أن لوف أخطأ أيضا في إبعاد بودلوسكي عن مركزه الأصلي كرأس حربة والاعتماد عليه كلاعب وسط في الجهة اليسرى، إذ لم نشاهد من هذا اللاعب أية إنتاجية في خط الوسط، وحتى الأهداف الثلاثة التي أحرزها كانت من خلال المنطقة التي تعود عليها وهي منطقة الجزاء».

أما خط الهجوم فإن كلوزه مازال يبحث عن نفسه ويقاتل كثيرا خلال المباريات، وباعتقادي أن على المدرب منح الفرصة لكوراني للعب كأساسي إلى جانب كلوزه خصوصا بعد عدم توفيق جوميز في المباريات الماضية وعدم ظهوره بالمستوى المطلوب». وقال المدرب الوطني عادل سالم ان المنتخب الألماني يجب أن يكون أكثر انضباطا داخل الملعب في مواجهة البرتغال اليوم، وستكون مسئولية خط وسط الألمان كبيرة في لقاء اليوم من أجل إيقاف وسط البرتغال الذي يتميز بالسرعة والمهارة، مضيفا أن مفتاح فوز الألمان سيكون متوقفا في نجاح هذا الخط بفرض سيطرته على البرتغاليين في هذه المنطقة التي تعتبر الأخطر في المنتخب البرتغالي.

البرتغال سيصل لنصف النهائي

وعن رؤيته الفنية لمنتخب البرتغال، ومدى قدرته في تجاوز هذا الاختبار القوي والجاد قال عادل سالم: «المنتخب البرتغالي أثبت أنه مرشح قوي للفوز باللقب، وبإمكانه مواصلة مسيرته إلى الدور نصف النهائي إذا عرف كيف يتعامل مع المنتخب الألماني، ويسخر إمكاناته للفوز، فالمنتخب البرتغالي يجمع بين المهارة والسرعة والقوة البدنية، وهذا ما يميزه عن المنتخب الألماني، لكن الميزة الأكبر التي يجب أن يحافظ عليها في هذا اللقاء هي اللعب الجماعي، لأن المنتخب الألماني يعتمد على القوة البدنية واللعب الفردي سيسهل من مهمة الألماني في السيطرة على تحركات لاعبي البرتغال، لذلك يجب أن يواصل المنتخب البرتغالي على الجماعية التي ميزته في المباريات الماضية».

وأضاف «سكولاري نجح في تشكيل فريق برتغالي قوي جدا يمزج بين الخبرة والشباب، ويضم لاعبين بدلاء على مستوى عال وربما أفضل من الأساسيين مثل ناني وكوارزيما، وهذا الثنائي بإمكانه تغيير نتيجة أية مباراة في حال دخوله، كما أن سكولاري يجب أن يبعد مهاجمه الخطير رونالدو عن الضغوط، وعن الرقابة اللصيقة التي سيفرضها عليه الألمان، وذلك من خلال منحه حرية أكبر للتحرك للهروب من الرقابة التي ستفرض عليه، بالإضافة إلى عدم الاعتماد عليه كليا وبناء خطته على مهاجم آخر لكي تتم مفاجأة الألمان به ويزعزع خط الدفاع الألماني».

جميع الاحتمالات واردة

وبعد المعطيات التي ذكرها، أكد المدرب الوطني عادل سالم أن المباراة ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات، لأن كل فريق يتيمز عن الآخر ببعض المميزات التي قد تمنحه الفوز في حال استثمرها بالشكل المطلوب