ستكون الاحتمالات مفتوحة على مصراعيها في جائزة فرنسا الكبرى، المرحلة الثامنة من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا 1 على حلبة «مانيي كور»، إذ ستتركز الأنظار بشكل خاص على 3 سائقين هم بطل العالم الفنلندي كيمي رايكونن (فيراري) والبريطاني لويس هاميلتون (ماكلارين مرسيدس) والبولندي روبرت كوبيتسا (بي ام دبليو ساوبر).
ولن يكون التركيز على هؤلاء الثلاثة لأنهم الأقرب والأكثر جاهزية للمنافسة على اللقب فقط، لأن البرازيلي فيليبي ماسا (فيراري) والإسباني فرناندو ألونسو (رينو) وغيرهما يمكنهم إسقاط الترشيحات أيضا، لكن هذا التركيز يأتي لناحية الوضع غير التقليدي الذي يعيشه كل منهم في الفترة الحالية.
رايكونن يحاول استعادة التوازن
وفي قراءة لحظوظ السائقين المذكورين يظهر أن رايكونن قد يخرج متوجا بالمركز الأول في حال سارت الأمور بطريقة طبيعية، إذ ان «الرجل الجليدي» كان قد سطر ثنائية رائعة لفيراري مع زميله ماسا العام الماضي، وكانت وقتذاك الأولى للفريق الإيطالي منذ 11 شهرا، أي منذ جائزة ألمانيا الكبرى التي فاز بلقبها البطل الألماني المعتزل مايكل شوماخر أمام ماسا نفسه، وقد مهدت الطريق للفنلندي من أجل إحراز اللقب العالمي في نهاية الموسم.
ويمكن التصويب على أمر آخر هو أن رايكونن خرج خالي الوفاض في السباقين الأخيرين في موناكو ومونتريال، ما جعله يتقهقر إلى المركز الرابع على لائحة ترتيب السائقين بفارق 7 نقاط عن كوبيتسا المتصدر، وبالتالي سيكون مصرا على التعويض لإحياء آماله من جديد في البقاء على مقربة من المركز الأول أو حتى استعادته في حال تعثر منافسيه المباشرين.
ولم يتخلف رايكونن عن المجاهرة بأنه سيدخل السباق الفرنسي بإصرار وغضب في آن معا، وذلك على خلفية انتهاء سباقه في كندا بسبب اصطدام هاميلتون به من الخلف خلال وجود سيارة الأمان على الحلبة، وفي الوقت الذي كان فيه الضوء الأحمر مضاء.
واعتبر رايكونن أن سيارته كانت في حال ممتازة في كندا ويفترض أن ترتقي إلى المستوى عينه في فرنسا قائلا: «حان الوقت للعودة إلى سكة الانتصارات، هناك طريق طويلة حتى نهاية البطولة، ويبدو الفارق متقاربا بين سائقي مقدمة الترتيب، هنا في فرنسا بدأ موسمي العام الماضي، وهذا ما أنا بحاجة إليه الآن بعد سباقين عجاف».
وعوض رايكونن في «مانيي كور» الموسم الماضي الإخفاق الذي لاحقه في المراحل السابقة، إذ فشل في الصعود إلى منصة التتويج منذ المرحلة الرابعة عندما حل ثالثا في البحرين، وكان فوزه في فرنسا الثاني فقط بعد سباق أستراليا.
انطلاقة صعبة لهاميلتون
وسيواجه هاميلتون التحدي الأصعب له هذا الموسم كونه سينطلق متأخرا 10 مراكز إلى الوراء عقب فرض عقوبة عليه على خلفية اصطدامه برايكونن في كندا، وهو ما أدخل البريطاني الشاب في حال ارتباك دفعته إلى الاعتراف بأنه بدأ يشعر بضغوط الفئة الأولى بعكس موسمه الأول في 2007 إذ عاش أجمل اللحظات وكان قريبا من إحراز اللقب الذي خسره في المرحلة الأخيرة على حلبة انترلاغوس البرازيلية.
وقال هاميلتون: «وضعت الكثير من الضغوط على نفسي في مستهل الموسم، وهذا أدى إلى ارتكابي الأخطاء، وعندما لا تصيب النجاح لا يكون الشعور جيدا، لكن هناك أيضا أيام النهوض من جديد وهي التي تجعلك أقوى».
إلا أن سائق ماكلارين أكد أن العقوبة المفروضة عليه لن تؤثر على سعيه لإحراز مركز متقدم في سباق الأحد لأن استراتيجية الفرق تلعب دورها عادة في فرنسا.
كوبيتسا يسعى للتمسك بالصدارة
وفي موازاة غضب رايكونن وارتباك هاميلتون، يترقب الجميع إمكان ترجمة كوبيتسا لطموحه بالتمسك بصدارة البطولة التي حصل عليها في كندا عبر تحقيقه فوزا تاريخيا شخصيا وانجازا غير مسبوق لفريقه.
وعلى رغم تربعه على قمة الترتيب فإن كوبيتسا يعيش ضغوطا اقل من رايكونن وهاميلتون؛ لان أحدا لم يطالبه أو يتخيل وقوفه في الصف الأول بالنظر إلى تفوق فيراري وماكلارين مرسيدس المنطقي على بي ام دبليو ساوبر.
ولا يستبعد أن يكرر البولندي انجاز كندا، إذ ان تجربته الأخيرة في فرنسا العام الماضي كانت جيدة بحلوله في المركز الرابع، وهو أضحى يتمتع بثقة كبيرة دفعته إلى مطالبة فريقه منحه سيارة أفضل للإبقاء على موقفه القوي في المنافسة على اللقب.
واعترف كوبيتسا قائلا: «لم أتوقع أن أقف في صدارة البطولة بعد 7 سباقات، إذ ان سيارتنا لم تكن الأسرع، ولا نزال نعيش بعض المشكلات من العام الماضي، لكن لا شك في اننا سجلنا تقدما كبيرا، وهذا يعود إلى مجهود الجميع في الفريق».
وتابع «آمل تقديم أداء قوي آخر، والواضح اننا أجرينا تحسينات معينة على سيارتنا، وهي ستساعدنا على تضييق الهوة مع فيراري وماكلارين. هدفي هو تسجيل النقاط كما فعلت في السباقات الماضية هذا الموسم وذلك للبقاء في موقف قوي»
العدد 2114 - الخميس 19 يونيو 2008م الموافق 14 جمادى الآخرة 1429هـ