لم يكن فوز المنتخب الألماني لكرة القدم على نظيره البرتغالي 3/2 مساء أمس الخميس وتأهله إلى الدور قبل النهائي في بطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) بالنمسا وسويسرا هو المكسب الوحيد للماكينات الألمانية من هذه المباراة بل شهدت المواجهة عودة الألمان إلى أسلوبهم التقليدي وهو القتال داخل الملعب حتى النهاية.
وكان لمباراة الأمس الكثير من المكاسب إذ تخلص المدرب يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني من طريقة اللعب التقليدية 4/4/2 واعتمد على وجود 5 لاعبين في وسط الملعب فاندفع المنتخب الألماني في الهجوم وتناقل لاعبوه الكرة بخفة ورشاقة وبالأسلوب الهولندي.
وأدى المنتخب الألماني مهمته على أكمل وجه وكشف عن نقاط الضعف في الدفاع البرتغالي المهلهل وتحرك المهاجم الوحيد ميروسلاف كلوزه وزميله مايكل بالاك قائد المنتخب الألماني وصانع ألعابه بسهولة ويسر وسط مدافعي البرتغال خصوصا عند تنفيذ الضربات الحرة.
أما المنتخب البرتغالي فتراجع مستواه بشكل غريب وترك الحبل على الغارب للاعبي المنتخب الألماني للتحرك بسهولة.
ولذلك خرج المنتخب البرتغالي بقيادة مديره الفني البرازيلي لويز فيليبس سكولاري من البطولة ولديه شعور أنه كان من الممكن أن يقدم المزيد. وكان المنتخب البرتغالي مرشحا بقوة للفوز باللقب في البطولة الحالية ليكون الأول في تاريخ مشاركات البرتغال في البطولات الكبرى.
وفي الوقت نفسه، يبدو أن المنتخب الألماني استعاد توازنه مجددا وانتفض من غفوته التي كان عليها في الدور الأول ليبرهن من خلال الفوز على البرتغال انه فريق بطولة. وجاء العرض القوي الذي قدمه الفريق في الدور الثمانية أمام البرتغال ليمحو الآثار والانطباعات التي ترتبت على الأداء الهزيل للفريق في الدور الأول والذي بدأه المنتخب الألماني بشكل طيب وتغلب على بولندا 2/صفر لكنه خسر أمام كرواتيا 1/2 ثم فاز بصعوبة على النمسا 1/صفر. وشاهد لوف المباراة من مدرجات استاد سان جاكوب بارك بمدينة بازل السويسرية تنفيذا لعقوبة الإيقاف المفروضة عليه بسبب طرده في مباراة النمسا. وقال لوف أمس (الجمعة) من مقر معسكر الفريق في مدينة تينيرو النمسوية إنه اضطر لإجراء بعض التعديلات والتغييرات في الفريق بعد أداء الفريق في مباراتيه أمام كرواتيا والنمسا مشيرا على أهمية هذه التعديلات في مواجهة خطر خط الوسط البرتغالي. وقال لوف: «كنا نعلم ضرورة القتال في وسط الملعب وغلق الجانبين بقدر الإمكان... نظامنا الأساسي هو طريقة اللعب 4/4/2 ولكننا كنا بحاجة إلى قوة إضافية في خط الوسط. ونجحت الخطة في مباراة الأمس». وأضاف «لعبنا بهجوم نشط وتمريرات سريعة منخفضة. إننا نفعل ذلك دائما بغض النظر عن التشكيل. قلنا اننا نحتاج أن نهاجم من الجانبين وليس من القلب. ولكن المبدأ الخططي كان كما هو : الحصول على الكرة وارتكاب القليل من الأخطاء والاندفاع في الهجوم».
وقال بالاك الذي قدم في المباراة أداء يؤكد أحقيته فعلا بشارة قائد الفريق «أظهرنا قدرتنا على تقديم كرة هجومية جيدة وأن لدينا الابتكار الذي قيل أحيانا أننا نفتقده». وافتقد بالاك في هذه المباراة جهود زميله تورستن فرينجز الذي يلعب على يمين بالاك ولكن لوف اختار كلا من سيمون رولفس نجم باير ليفركوزن وتوماس هيتزلشبيرجر نجم شتوتغارت لتدعيم خط الوسط.
كما شغل نجما بايرن ميونيخ لوكاس بودولسكي وزميله باستيان شفاينشتيجر الفائز بجائزة أفضل لاعب في المباراة الناحيتين اليسرى واليمنى على الترتيب.
ولعب بودولسكي الكرة عرضية إلى شفاينشتيجر ليفتتح بها أهداف الفريق في مباراة الأمس بعد انطلاقة رائعة لبودولسكي من ناحية اليسار. وهذه هي المرة الأولى التي يختار فيها لوف طريقة لعب يفضلها مدربون آخرون مثل سكولاري وماركو فان باستن المدير الفني للمنتخب الهولندي. وقال بالاك: «كان لنا حضور وسيطرة أكبرعلى خط وسط الملعب نتيجة لذلك كما كنا أكثر استحواذا على الكرة... اعتدنا اللعب بطريقة 4/4/2 والتي لعبنا بها على مدار شهور وسنوات. ونجحت هذه الطريقة بشكل جيد ولكنها فقدت بريقها في آخر مباراتين للفريق بالدور الأول».
العدد 2115 - الجمعة 20 يونيو 2008م الموافق 15 جمادى الآخرة 1429هـ