قد يخطف المنتخب التركي الأضواء من نظيره الألماني عندما يتعلق الأمر بالروح المعنوية، ولكن ما زال المنتخب الألماني قادرا على تحقيق الفوز في المباراة المرتقبة مع نظيره التركي يوم الأربعاء المقبل في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) لأنه يضم بين صفوفه حارس مرمى أفضل من نظيره التركي.
وأعلن حارس مرمى أرسنال الانجليزي والمنتخب الألماني ينز ليمان تحديه جميع منتقديه من خلال المستوى الجيد في اللحظات العصيبة، بينما سيتعين على المنتخب التركي التعامل بشكل جيد مع المباراة أمام ألمانيا في ظل إيقاف حارس المرمى الأساسي فولكان ديميريل وغيابه عن المباراة بين الفريقين والأداء المهتز من الحارس البديل روستو ريشيبير.
وظل كلا من ليمان وريشيبير لفترات طويلة على مقاعد البدلاء في الموسم المنقضي 2007/2008 إذ كان ليمان حارسا بديلا في فريق أرسنال كما كان ريشيبير بديلا في فريق فنربخشة التركي.
ولكن ليمان (38 عاما) ارتقى إلى مستوى الحدث وكان عند حسن الظن في المباراة التي فاز فيها الفريق على نظيره النمسوي 1/صفر في الدور الأول للبطولة وكذلك في المباراة الصعبة أمام نظيره البرتغالي والتي فاز فيها المنتخب الألماني 3/2 في دور الثمانية للبطولة.
وقال مدرب حراس مرمى المنتخب الألماني أندرياس كوبكه: «كلما زاد الضغط عليه كلما ظهر ينز ليمان بشكل أفضل. والمباريات الأخيرة أوضحت ذلك».
وأضاف «لا أرى ينز بنظرة الانتقاد نفسها التي يراه بها الآخرون. شاهدنا حراس مرمى آخرين ارتكبوا أخطاء في البطولة الحالية. وكان ينز رائعا للغاية في مواجهة المنتخب النمسوي وقدم مباراة جيدة للغاية أمام البرتغال. إنه يؤدي بالطريقة التي توقعناها منه كما أنه قائد للفريق».
وهدأت أعصاب ليمان بمرور الوقت في هذه البطولة. والتقى ليمان مع وسائل الإعلام الألمانية بأسلوب فظ في بداية البطولة بسبب الانتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام إليه بعد المستوى الذي ظهر عليه في المباريات الودية التي خاضها مع الفريق استعدادا للبطولة. وعلى النقيض تماما بدا ليمان هادئا خلال الأيام القليلة الماضية.
وأصبح ليمان الحارس الأساسي للمنتخب الألماني قبل كأس العالم 2006 بألمانيا مباشرة بينما كان روستو الحارس الأساسي للمنتخب التركي لسنوات عدة وكانت أبرز إنجازاته مع الفريق في بطولة كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان إذ حصل الفريق على المركز الثالث في البطولة.
ولكنه أصبح حاليا الحارس البديل للمنتخب التركي ولم يشارك مع الفريق في البطولة الحالية إلا في مباراته أمام كرواتيا في دور الثمانية؛ نظرا لطرد الحارس الأساسي فولكان ديميريل في مباراة الفريق الأخيرة بالدور الأول أمام المنتخب التشيكي.
وكانت المباراة أمام كرواتيا في دور الثمانية هي المباراة الدولية رقم 117 لروستو مع المنتخب التركي.
وبدا أن روستو سيتحول إلى المذنب الأكبر في تلك المباراة عندما أخطأ في الخروج من مرماه لالتقاط إحدى الكرات العرضية ووصلت الكرة على رأس إيفان كلاسنيتش ليسجل منها هدف التقدم لكرواتيا في الدقيقة 119 ولكن سميح سينتورك سجل هدف التعادل لتركيا في الدقيقة التالية مباشرة وهي الأخيرة في الوقت الإضافي ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح.
وأصبح روستو مجددا بطلا للفريق من خلال ضربات الترجيح إذ تصدى لتسديدة ملادن بيتريتش ليفوز المنتخب التركي 3/1 في ضربات الترجيح ويصعد للدور قبل النهائي في البطولة.
وقال المدافع الألماني أرني فريدريش عن حارس المرمى التركي روستو (35 عاما): «روستو حارس ذو خبرة كبيرة ولكنه لا يظهر بشكل جيد دائما».
وقال روستو إنه سيعتزل اللعب الدولي بعد يورو 2008 وينتظر الكثيرون في ألمانيا التصرف نفسه من ليمان ليفسح الطريق أمام حارس شاب. ويبدو أن أكثر المرشحين لخلافة ليمان بعد البطولة سيكون حارس هانوفر روبرت إنكه (30 عاما) وحارس باير ليفركوزن رينيه أدلر (23 عاما) ليواصل المنتخب الألماني شهرته بالاعتماد على حراس مرمى بارزين.
وأشار كوبكه إلى أن إنكه وأدلر يتدربان جيدا في معسكر الفريق الحالي بيورو 2008 تحسبا لإصابة ليمان.
وأوضح «كلاهما يؤدي مهمته على أكمل وجه. ما من أحد يعرف ما يحدث بعد انتهاء يورو 2008. هذا من أجل توفير البديل الجيد بعد البطولة بالإضافة إلى الاستعداد الجيد تحسبا لحدوث أي شيء لليمان».
العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ