العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ

«سلاطين» الثواني المجنونة هل يخطفون الأضواء من «الماكينات الألمانية»؟

قبل عدة سنوات قال نجم هجوم المنتخب الانجليزي لكرة القدم السابق جاري لينيكر: «كرة القدم لعبة بسيطة. 22 رجلا يطاردون الكرة على مدار 90 دقيقة وفي النهاية يحقق المنتخب الألماني الفوز» وذلك في إشارة إلى شهرة المنتخب الألماني بقدرته على انتزاع الانتصارات وتحويل تخلفه في المباريات إلى فوز مستحق.

ولكن سيكون على لينيكر أن يتابع مباراة المنتخبين الألماني والتركي يوم الأربعاء المقبل لمعرفة ما إذا كان المنتخب الألماني ما زال الأشهر في هذا المجال أم أن الأتراك انتزعوا منه هذه الخاصية.

ويلتقي المنتخبان الألماني والتركي الأربعاء المقبل في الدور قبل النهائي لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا ليتأهل الفائز منهما إلى المباراة النهائية التي تستضيفها العاصمة النمسوية فيينا يوم 29 يونيو/ حزيران الجاري.

ويملك المنتخب الألماني تاريخا مبهرا في تحويل تخلفه إلى انتصارات مثيرة في البطولات الكبيرة ولكن المنتخب التركي نجح في يورو 2008 في التفوق على الألمان في هذا المجال قبل المواجهة المرتقبة بينهما يوم الأربعاء والتي قد تشهد تأكيد أي منهما على استحواذه على هذه الخاصية.

وقاد أردا توران المنتخب التركي في الدور الأول للبطولة إلى الفوز على نظيره السويسري صاحب الأرض 2/1 بتسجيل هدف الفوز قبل نهاية المباراة مباشرة وبالتحديد في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للمباراة.

كما سجل نجم الهجوم التركي نهاد قهوجي هدفين في الدقيقتين 87 و89 في مرمى المنتخب التشيكي ليقود الأتراك إلى الفوز 3/2 والصعود لدور الثمانية بعد أن كان المنتخب التشيكي متقدما 2/صفر حتى الدقيقة 75.

ولكن ذلك لم يكن على القدر نفسه من الإثارة التي شهدتها مباراة المنتخب التركي أمام نظيره الكرواتي الجمعة الماضي في دور الثمانية للبطولة إذ كانت ليلة الإثارة على استاد العاصمة النمسوية فيينا.

وانتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي ليلجأ الفريقان إلى خوض الوقت الإضافي والذي نجح اللاعب الكرواتي إيفان كلاسنيتش قبل نهايته بدقيقة واحدة في تسجيل هدف التقدم لفريقه بضربة رأس رائعة.

ولكن المنتخب التركي رفض الاستسلام مجددا وسجل سميح سينتورك هدف التعادل في الدقيقة التالية بينما كان لاعبو المنتخب الكرواتي يستعدون لبدء الاحتفال بالفوز والتأهل للمربع الذهبي في البطولة.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أطاح المنتخب التركي بنظيره الكرواتي من البطولة بالتغلب عليه 3/1 في ضربات الترجيح التي احتكم إليها الفريقان بعد انتهاء الوقت الإضافي بالتعادل 1/1.

ووصفت صحيفة «ذي جارديان» البريطانية المنتخب التركي في عددها الصادر أمس الأول (السبت) بقولها «أساتذة فن النجاة في كرة القدم» بينما وصفته صحيفة «بيلد» الألمانية الشهيرة بأنه المنتخب التركي الناهض.

وعلقت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية على ذلك بقولها «أحدث معجزة تركية» بينما ذكرت صحيفة «ذي صن البريطانية» «كما نعلم الآن، مع وجود المنتخب التركي لا ينتهي اللقاء إلا بصفارة النهاية».

وفي تركيا، أشادت صحيفة «تيركش ديلي» الصادرة باللغة الانجليزية بمستوى الفريق ونجاحه في استعادة توازنه تحت عنوان «صانعو المعجزات فعلوها مجددا».

وأعرب المدير الفني للمنتخب التركي المدرب فاتح تريم عن أمله في أن يسجل فريقه في شباك المنتخب الألماني لتجنب الإرهاق مجددا في محاولة تحويل تخلفه إلى فوز.

ولكنه لم يجد سوى الإشادة بما فعله الفريق حديثا في مباراته أمام كرواتيا. وقال: «دائما نبدو قادرين على الرد. إننا نحقق الفوز من الباب الصعب وليس من الطريق السهل. وهذا يوضح مدى جودة فريقنا. أبلغت لاعبي فريقي ضرورة عدم الاستسلام أبدا. هذه هي كرة القدم. لا يجب أن تستسلم أبدا حتى يطلق الحكم صفارة النهاية».

وبدت الدهشة البالغة أيضا على المدرب الشهير روي هودغسون أحد أعضاء اللجنة الفنية للبطولة والمشكلة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).

وقال هودغسون: «إنه شيء لا يمكن تصديقه إذ يستطيعون إظهار الرغبة في استمرار الكفاح. ونال الفريق مكافأته من خلال هدف سميح (سينتورك)».

وأصبح المنتخب التركي هو فريق الأساتذة عندما يتعلق الأمر بأهداف اللحظات الأخيرة ولكن الفرق الأخرى كانت ناجحة في ذلك أيضا إذ شهدت يورو 2008 ثمانية أهداف في الوقت بدل الضائع بالإضافة إلى 10 أهداف أخرى في الدقائق العشر الأخيرة من المباريات التي أقيمت حتى الآن.

وسجل المنتخب الاسباني أهدافا في وقت متأخر من المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول للبطولة ومنها الهدف الذي حقق به الفريق الفوز على السويد 2/1 في الوقت بدل الضائع للمباراة بالإضافة الهدف في الدقيقة 88 ليحقق الفوز على اليونان بالنتيجة نفسها.

كما جاء هدفه الرابع في مرمى المنتخب الروسي في الوقت بدل الضائع ليفوز المنتخب الاسباني 4/1.

وتغيرت نتائج 4 مباريات في الوقت بدل الضائع وهي مباريات تركيا مع سويسرا وتركيا مع كرواتيا واسبانيا مع السويد والنمسا مع بولندا إذ سجل المنتخب النمسوي هدف التعادل 1/1 في الوقت بدل الضائع.

وأكد المنتخب البرتغالي فوزه على تركيا 2/صفر والتشيك 3/1 في الوقت القاتل من المباراتين، كما سجل هدفه الثاني في مرمى المنتخب الألماني بدور الثمانية في الدقيقة 87 لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا 3/2.

والحال نفسه ينطبق على المنتخب الهولندي الذي استغل سرعته ومهارات لاعبيه بأفضل شكل ممكن لحسم المباريات أو تأكيد انتصاراته في الدقائق الأخيرة فسجل ويسلي شنايدر هدفا في الوقت بدل الضائع ليكمل فوز الفريق 4/1 على فرنسا وسجل روبن فان بيرسي هدفا في الدقيقة 87 ليؤكد الفوز على رومانيا 2/صفر.

ولكنه سقط أمام المنتخب الروسي في الوقت الإضافي خلال مباراتهما بدور الثمانية علما أن رود فان نيستلروي سجل هدف التعادل لهولندا قبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بأربع دقائق فقط.

وعلى رغم ذلك تظل معجزات المنتخب التركي هي الأبرز في الذاكرة خلال هذه البطولة سواء في ذاكرة الأصدقاء أو المنافسين.

وقال المدير الفني للمنتخب الكرواتي سلافين بيليتش: «الدقيقتان الأخيرتان في المباراة كانتا رائعتين. ربما أرى شبحهما حتى نهاية حياتي. ولذلك تعتبر كرة القدم هي أفضل رياضة في العالم».

العدد 2117 - الأحد 22 يونيو 2008م الموافق 17 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً