فجر الفريق الروسي مفاجأة كبيرة من العيار الثقيل في الدور ربع النهائي (الثمانية) في بطولة يورو 2008 بالفوز الكبير الذي حققه على المرشح الأكبر للبطولة هولندا بثلاثية أذهلت الطاحونة في أمسية لم يتوقع لها أكثر المتشائمين من الهولنديين بخسارة فريقهم ولكن قتالية وإمكانات الفريق الروسي التكتيكية والفنية والمهارية التي تفوقت على أصحاب الكرة الشاملة ليؤكدوا أحقية في التأهل إلى الدور قبل النهائي.

قدم الفريق الروسي واحدة من مبارياته الرائعة وصفق له كل من شاهد مباراته أمام هولندا عندما لعب بتنظيم كبير وإمكانات هائلة وبلياقة بدنية عالية فاقت ما لدى الهولنديين فرقهم في مقتل وخرجت الجماهير الهولندية التي زحفت إلى الملعب مبكرا قبل ساعات من بدء المباراة ولكن دموعهم سبقتهم إلى ذرف الحسرة والندم جراء الخسارة والثقيلة والمؤلمة.

عن هذا اللقاء المثير المفاجأة الكبيرة وقف «الوسط الرياضي» مع المدرب الوطني سيدحسن شبر ليسلط الضوء الفني عن هذه المباراة الرائعة قائلا: «شاهدنا مباراة قمة في الروعة والفنيات والتكتيك وفعلا نجح الفريق الروسي في القيام بأداء كبير وبلاعبين مغمورين بأدائهم الراقي».

وأضاف «أعتقد أن القوة البدنية لدى الفريق الروسي كانت هائلة، وقد يكون معدل الاعمار الصغيرة لها الدور البارز في مثل هذه الإمكانات التي كان لها الدور في التفوق. ولكن أنا أرى أن هولندا أخطأت بشكل كبير وهذا ليس سرا وتناقلته وكالات الأنباء عن طريق المحللين عندما أكدوا أن هولندا أخطأت عندما لعبت مباراتها الأخيرة في مجموعتها من الدور التمهيدي بالصف الثاني، وهذا الأمر اثر بشكل كبير على أداء الفريق الهولندي الذي غاب 9 لاعبين تقريبا عن أجواء المباريات فأوجد ثغرة كبيرة في صفوف الفريق، وأعتقد أن هذا درس كبير يتعلم منه المدربون في العالم كله وليس في أوروبا فقط بأنهم سيعيدون النظر عند التأهل المبكر بألا يعيدوا الأساسيين عن أجواء البطولة».

وتابع «للمدرب الروسي هيدينك الهولندي الجنسية استطاع أن يجعل الفريق الروسي ان يلعب كرة جماعية جميلة وشاملة وقد ساعده على ذلك وجود لاعبين مغمورين الا ان إمكاناتهم هائلة ونتائج فرقهم في كأس أوروبا للأندية أعطتهم الدافع القوي للبروز في بطولة يورو 2008 والآن تعيش الكرة الروسية الانتعاش ولديه أكثر من 6 لاعبين في درجة ممتاز والمهارة العالية وساعدت المدرب المحنك الذي لديه لمسات مع أكثر من منتخب ولديه الخبرة الكافية والفلسفة الفنية والتكتيكية وحقق مع هذا الفريق الانجاز في بلوغ الدور قبل النهائي لان خلال 20 سنة لم يستطع الفريق الروسي أن يصل لمثل هذا الدور».

وقال أيضا: «من الصعب جدا أن يكرر الفريق الروسي الأداء الرائع نفسه الذي قدمه أمام هولندا لأن ظروف مباراته المقبلة تختلف كثيرا عن مباراته أمام هولندا».

فالتكتيك يختلف تماما والظروف أيضا تختلف ومن المستحيل أن يلعب الأداء نفسه والمباراة ستكون حساسة وخصوصا الفريق لعب أمام هولندا 120 دقيقة، وهذا يسبب له ضغطا نفسيا ولكن يعتبر الفريق الروسي من أفضل الفرق.

والسبب الأكبر وراء خسارة هولندا كما قلت واكرر القول في عدم إشراك 9 لاعبين أساسيين في مباراته الأخيرة من الدور التمهيدي، وهذا خلق نوعا من البرود للفريق الهولندي وغياب عن الجو التنافسي.

والأمر الآخر أن الفريق الروسي عطل كل الحلول في الطرف الآخر ودافع من الهجوم وقطع المساعدة من الخلف حتى هدف هولندا جاء من ثابتة وهو صعب.

الفريق الهولندي يمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين الجيدين والفريق الروسي أعجبني فيه المهاجم المتميز ارشافين فهو لاعب ممتاز ومتميز.