العدد 2118 - الإثنين 23 يونيو 2008م الموافق 18 جمادى الآخرة 1429هـ

البير قصيري

توفي في باريس أمس الأول (الأحد) الروائي المصري الفرنكوفوني البير قصيري عن عمر ناهز الـ 94 عاما.

- ولد قصيري في الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 1913 في القاهرة وتعلم في مدرسة الجيزويت المسيحية في الوقت الذي كانت فيه الفرنسية لغة الطبقة البورجوازية القاهرية في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي.

- على رغم نشأته مع أم لا تعرف القراءة والكتابة وأب «لا يقرأ سوى الصحف»، تعلق البير منذ صغره بالأدب الفرنسي ليتعرف مبكرا على بلزاك وموليير وفيكتور هوغو وفولتير وغيرهم من كبار الكتاب الفرنسيين.

- يوصف قصيري بأنه عاشق للحرية والتحرر من الامتلاك وحياة الكسل، حيث لم يكتب في حياته المديدة سوى ثماني روايات تمجد كلها البسطاء والمهمشين الذين عايشهم في طفولته القاهرية.

- كل كتابات قصيري باللغة الفرنسية «التي أحبها كثيرا» كما كان يقول، موضحا مع ذلك «أنا سأبقى مصريا فرنسي الثقافة واللغة. لذلك فإن كتبي لا تتحدث سوى عن وطني الأم».

- حط قصيري الرحال في باريس العام 1945 إذ تعرف على الحياة البوهيمية وعلى ألبير كامو (رفيقه في مغازلة النساء) وعلى جينيه وغريكو وجياكوميتي وفيان في أوج فترة ما بعد الحرب. وفي مدينة النور استقر في فندق لا لويزيان المتواضع في شارع رو دي سان حيث أمضى كل حياته.

- قصيري أو «فولتير النيل» كان من الوجوه المشهورة في حي سان جيرمان دي بريه الباريسي الراقي حيث أقام في غرفة فندق متواضعة لم يغيرها أبدا منذ 1945 وحتى وفاته.

- لم يملك قصيري أبدا في الغرفة التي كان يعيش فيها أي شيء غير ملابسه ويقول ساخرا «لست في حاجة إلى سيارة جميلة لأثبت وجودي على الأرض».

- اشتهر قصيري في الحي اللاتيني، حيث كان يشاهد دائما في قمة الأناقة ونظراته تراقب كل ما حوله وقد أصبح وزنه بخفة الريشة، عاش حياة بسيطة تتسم إلى حد ما بالخمول من دون أية توهمات سياسية، إذ كان يعرف تماما أن التخلص من طاغية لا يعني بالضرورة القضاء على الطغيان.

- حصل قصيري على جائزة الأكاديمية الفرنسية للفرانكفونية العام 1990 وجائزة البحر المتوسط العام 2000 وجائزة بوسيتون لجمعية الأدباء العام 2005 عن أعماله الكلاسيكية الأسلوب، بعيدا عن الموضة، التي تمجد التحرر من عبودية الملكية باعتباره «فن حياة»، بعيدا عن المجتمع الاستهلاكي المعاصر.

- أشخاص رواياته هم البسطاء والمهمشون الساخرون من السلطة سواء كانوا لصوصا أو عاهرات أو كناسي شوارع.

- من أعماله التي صدرت في فرنسا عن دار جويل لوسفيلد للنشر «مونديان ايه اورغييو» (شحاذون ونبلاء) و «ان كومبلو دو سالتنبانك» (مؤامرة مهرجين) و «لا ميزون دو لا مور سرتان» (منزل الموت الأكيد) و «لا فيولانس ايه لاديريزيون» (العنف والوهم) و «لي فانيون دو لا فاليه فرتيل» (كسالى الوادي الخصب) وآخر أعماله «لي كولور دو لانفامي» (ألوان النذالة) 1999.

- لقيت أولى رواياته «لي زوم اوبلييه دو ديو» (الناس الذين نسيهم الرب) دفاعا كبيرا في الولايات المتحدة من الكاتب هنري ميلر في الأربعينيات.

- في العام 1998 أصيب بسرطان في الحلق حرمه من حباله الصوتية وأفقده القدرة على النطق ما جعله يرد كتابة على أسئلة الصحافيين.

- ترجمت أعماله إلى نحو 15 لغة لكنه لم يكن راضيا عن الترجمة العربية، معتبرا أن الفقرات التي حذفت بسبب الرقابة أضعفت النص.

العدد 2118 - الإثنين 23 يونيو 2008م الموافق 18 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً