العدد 2119 - الثلثاء 24 يونيو 2008م الموافق 19 جمادى الآخرة 1429هـ

حافلات الأجرة الصغيرة في بغداد تتغلب على الانقسام الطائفي

بدأ سائقو حافلات الأجرة الصغيرة في بغداد العودة إلى الطرق التي كانت مميتة ذات يوم مع تحسن الأوضاع الأمنية في العاصمة العراقية، ما يسمح لهم بالقيادة مجددا بين المناطق السنية والشيعية والربط بين المجتمعات المنقسمة.

فعندما كان العراق على شفا حرب أهلية في العام 2006 ومطلع 2007 أصبحت مناطق كثيرة في بغداد مناطق يستحيل الذهاب إليها بسبب الطائفية. ووجد سائقو حافلات الأجرة الصغيرة أنفسهم على الجبهة حيث استهدفتهم ميليشيات أرادت ترسيخ الانقسامات من خلال بث الرعب.

وقال أبوعلاء الذي يقود حافلة أجرة صغيرة من بلدة التاجي الصغيرة التي يغلب على سكانها العرب السنة قرب العاصمة الى الكاظمية وهي منطقة يغلب على سكانها الشيعة في شمال بغداد «المجرمون حاولوا تفريق وعزل المناطق... لكنهم لم يستطيعوا هذا».

وفي ذروة أعمال العنف كان سائقو حافلات الأجرة الصغيرة يخاطرون باحتمال إيقافهم عند نقاط تفتيش وهمية حيث كانت فرق قتل تخطف السائقين أو الركاب من الجانب الخاطئ للانقسام الطائفي. وكان يعثر على البعض مقتولا بعد عدة أيام من الخطف. ولايزال كثيرون مفقودين.

وذكر سائق آخر يدعى نزار عبدالكريم «المسلحون ركزوا على قتال السائقين للفصل بين أحياء بغداد. لكنهم فشلوا بكل تأكيد».

وتحسنت الأوضاع الأمنية في المدينة منذ منتصف 2007 حين بدأت القوات الأميركية والعراقية اتخاذ إجراءات صارمة ضد الميليشيات وعاد كثير من سائقي حافلات الأجرة الصغيرة الآن للقيادة على الطرق التي كانت تنطوي على مخاطر فيما سبق.

وتقول القوات الأميركية التي غزت العراق العام 2003 للاطاحة بصدام حسين إن العنف في أدنى مستوياته منذ أربع سنوات.

ويعزو أبوعلاء الفضل إلى نقاط التفتيش التي يحرسها أفراد من قوات الأمن العراقية والدوريات التي تجوب الأحياء وتدعمها الولايات المتحدة في التحركات الآمنة على الطرق على رغم أن نقاط التفتيش تسبب ازدحاما مروريا.

وقد يستغرق قطع 15 كيلومترا ما يصل إلى ساعتين في ساعة الذروة.

وعاد عادل عبدالكاظم (30 عاما) إلى الطريق بين الكاظمية والتاجي قبل شهرين بعد أن قرر أن الأوضاع الأمنية تحسنت بما فيه الكفاية. وينقل مزيجا من الركاب من السنة والشيعة.

ويقول عبدالكاظم «يشعر الركاب بالأمان. يرفضون الحديث عن الطائفية أو السياسة على الطريق. حمدا لله أن كل شيء على ما يرام».

وتفجّر التوتر الطائفي في العراق في فبراير/ شباط العام 2006 بعد تفجير ضريح مقدس في مدينة سامراء بشمال العراق. وأنحت الحكومة باللائمة على مقاتلي تنظيم «القاعدة» من العرب السنة في تفجير موجة من الأعمال الانتقامية وإراقة الدماء أودت بحياة عشرات الآلاف من العراقيين.

وبغداد التي كانت تسكنها طوائف مختلفة على مدار معظم تاريخها أصبحت مقسمة بشكل متزايد إلى أحياء للعرب السنة وأخرى للشيعة.

وكانت هذه فترة خطيرة بالنسبة الى سائقي حافلات الأجرة والركاب مثل أم حسن وهي امرأة من العرب السنة طاعنة في السن وتعيش في التاجي.

فقد كانت مريضة لكن ما من سائق حافلة أجرة كان يرغب في أن يقوم بالرحلة التي تنطوي على مجازفة من بلدتها التي يغلب على سكانها العرب السنة إلى المستشفى في حي الكاظمية الذي يغلب على سكانه الشيعة في بغداد. وقالت «مكثنا في المنزل لأكثر من عام. كان وقتا عصيبا» وأضافت أنها مصابة بمرض خطير لكنها لم ترد الكشف عن مزيد من التفاصيل.

ومضت تقول أثناء انتظارها حافلة صغيرة لتغادر الكاظمية «حتى شهرين مضيا لم أكن أستطيع الوصول إلى المستشفى لكنني الآن أستطيع الذهاب والعودة بمفردي». ويقول أحمد عليوي حسين إنه توقف عن قيادة الحافلات الصغيرة بين حي البياع الشيعي في جنوب غرب بغداد وبلدة أبوغريب التي يغلب على سكانها العرب السنة حين اختفى أربعة سائقين بينهم قريب له لايزال مفقودا.

العدد 2119 - الثلثاء 24 يونيو 2008م الموافق 19 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً