بعد أن لعب المنتخب الروسي دورا كبيرا في جعل بطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) بالنمسا وسويسرا واحدة من أقوى البطولات الأوروبية على مدار تاريخ البطولة الذي يمتد 48 عاما يدخل الفريق تحديا جديدا اليوم الخميس في الدور قبل النهائي للبطولة.
ويلتقي المنتخب الروسي اليوم نظيره الاسباني على استاد إرنست هابل بالعاصمة النمسوية فيينا ليصعد الفائز منهما إلى المباراة النهائية التي تقام على الملعب نفسه يوم الأحد المقبل.
وربما يكون وصول المنتخب الاسباني إلى المربع الذهبي في البطولة الحالية أمرا طبيعيا نظرا لأنه كان أحد المرشحين للفوز باللقب قبل بداية البطولة ولكن وصول المنتخب الروسي يمثل مفاجأة لأنه كان مرشحا للخروج من الدور الأول.
وجاء وصول المنتخبين الروسي والتركي إلى الدور قبل النهائي ليؤكد أن المفاجآت واردة دائما فلا يوجد أي شيء مضمون.
وسبق لمنتخب الاتحاد السوفيتي السابق أن أحرز لقب البطولة الأوروبية الأولى عام 1960 ولكنه خسر المباراة النهائية للبطولة ثلاث مرات لاحقة منها نهائي البطولة الثانية عام 1964 أمام أسبانيا بالذات.
وكان آخر إنجاز للمنتخب السوفياتي السابق هو الوصول للمباراة النهائية في يورو 1988 والتي خسرها أمام المنتخب الهولندي ومنذ ذلك الحين لم يحقق المنتخب الروسي بعد انهيار اتحاد الجمهوريات السوفياتي السابق أن يحقق أي إنجاز على مستوى بطولات كأس العالم أو كأس أوروبا. وشق المنتخب الروسي بقيادة مديره الفني الهولندي جوس هيدينك طريقه بنجاح إلى الدور قبل النهائي للبطولة على رغم البداية السيئة للفريق بالهزيمة الثقيلة 1/4 أمام المنتخب الاسباني بالذات.
ولكن الفريق الروسي استعاد توازنه سريعا بعد هذه الهزيمة وكشف عن مستواه الحقيقي بالفوز على اليونان والسويد في مباراتيه التاليتين بالدور الأول للبطولة ثم أطاح بنظيره الهولندي من البطولة بالتغلب عليه 3/1 في دور الثمانية.
ولذلك ستكون المباراة بين الفريقين اليوم مواجهة ثأرية للمنتخب الروسي الذي يسعى للعبور إلى المباراة النهائية على حساب الاسبان الذين حافظوا على سجلهم خاليا من الهزائم في آخر 20 مباراة.
بينما يسعى المنتخب الاسباني لمحو الصورة السيئة التي انطبعت عنه بأنه فريق لا يجيد تحقيق البطولات ويفشل دائما في إحراز الألقاب.
ويتوقع المنتخب الاسباني مواجهة صعبة أمام المنتخب الروسي في مباراة الغد إذ تختلف تماما عن المواجهة الأولى في دور المجموعات.
وأصبح ثنائي الهجوم الروسي رومان بافليوتشينكو وأندري أرشافين من النجوم البارزين في البطولة بعدما قادا الفريق الروسي إلى جذب الأضواء في البطولة الحالية.
واعترف هيدينك بأن فريقه قطع طريقا طويلا ولكن لم يكن أي من نجوم الفريق معروفا قبل المباراة التي تغلب فيها على نظيره الهولندي 3/1 في دور الثمانية.
وأصبح المنتخب الروسي الحالي مختلفا تماما عن الفريق الذي خسر أمام اسبانيا 1/4 في بداية مشواره بالبطولة وهي المباراة التي غاب عنها أرشافين بسبب عقوبة الإيقاف المفروضة عليه في أول مباراتين بالبطولة الحالية لطرده في آخر مباريات فريقه بالتصفيات.
ويثق هيدينك في قدرة فريقه على الاستمرار في تطوير مستواه. وقال:
«المنتخب الروسي قدم رد فعله بعد الهزيمة أمام اسبانيا في بداية البطولة. وسيظهر رد فعل جديد في مباراة الغد».
وسيتولى الثنائي الدفاعي كارلوس مارشينا وكارلوس بوجول مهمة التصدي للهجوم الروسي القوي بينما سيكون على ماركوس سينا نجم خط وسط المنتخب الاسباني بذل مزيد من الجهد والنشاط مثلما فعل في مباراة الفريق أمام إيطاليا في دور الثمانية والذي أدى لفشل لوكا طوني في تسجيل أي هدف.
وقال سينا: «أرشافين وزملاؤه أدوا بشكل جيد أمام المنتخب الهولندي. تلقينا تحذيرا ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد».
ووصف المدير الفني للمنتخب الاسباني المدرب لويس أراجونيس (69 عاما) منافسه الروسي بأنه «منافس عسير» ولكنه أكد أن المنتخب الاسباني لن يغير طريقة لعبه».
وأضاف «سنحاول طبعا منعهم من الوصول بأدائهم إلى عناصر القوة ولكننا سنقدم أسلوبنا في اللعب لأن هذا الأسلوب هو الذي وصل بنا إلى هذه المرحلة من البطولة... ومع السرعة التي يتميز بها المنتخب الروسي علينا أن نفكر في كيفية إيقاف انطلاقاته وكيفية التغطية الدفاعية بشكل جيد وإذا لم نفعل سنواجه مشكلات في هذه المباراة».
وقال أراجونيس «ولكن فريقي يثق في إمكان وصوله للمباراة النهائية وبعدها سيكون كل شيء ممكن. حضرنا إلى هنا للفوز بلقب البطولة إذا أمكن. والفوز أمر جميل».
وفي الوقت الذي يسعى فيه المنتخب الاسباني إلى إيقاف خطورة أرشافين وبافليوتشينكو يحتاج هيدينك إلى اختيار أفضل لاعب يمكنه أن يحل مكان دينيس كولودين الموقوف بجوار سيرجي إجناشيفيتش في خط الدفاع.
وينتظر أن يكون ذلك المدافع هو فاسيلي بيريزوتسكي نجم سيسكا موسكو الروسي إذ يتفوق على زميله رومان شيروكوف الذي لم يشارك مع الفريق منذ هزيمته أمام اسبانيا.
ويفتقد هيدينك أيضا في هذه المباراة لجهود لاعب خط وسط الفريق المهاجم ديمتري توربينسكي للإيقاف أيضا بينما يحاول إيفان ساينكو التعافي من الإصابة واللحاق بالمباراة.
العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ