قبل مباراة المنتخبين الروسي والهولندي في دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا أعلن المدير الفني للمنتخب الروسي الهولندي غوس هيدينك أنه يتمنى أن يصبح «خائنا» لبلاده في إشارة إلى رغبته في تحقيق الفوز في المباراة.
ولكن بعد تحقيق الفوز في المباراة أبدى هيدينك ندمه على هذا التصريح وحاول تحسين الصورة مشيرا إلى أن كلمة «خائن» تمثل مصطلحا سيئا للغاية من وجهة نظره.
ولذلك قال هيدينك: «دعونا نفكر في الكلمة بشكل أكثر رفقا. نعم، حاولت التفوق على المنتخب الهولندي».
واعترف هيدينك إنه قد ينساق أحيانا وراء انفعالات اللعبة. وفعلا ظل هيدينك واقفا على قدميه ويتحرك بجوار خط الملعب لفترات طويلة في مباراة الفريق أمام هولندا لتوجيه لاعبيه.
وقال هيدينك «لم أقل انني لم أذنب قليلا... ولكن ذلك كله جزء من اللعبة». مشيرا إلى أن المنطق يجب أن يسود وان كل هذه الأمور تذهب في طي النسيان أو يجب على الأقل أن تنسى.
وقال هيدينك «إنه يرى ضرورة تعامل الحكام مع المدربين بشكل أفضل مما هو عليه الأمر حاليا».
وأشار إلى واقعة طرد المدربين المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف والمدير الفني للمنتخب النمسوي جوسيف هايكرشبيرغر خلال مباراة الفريقين بالدور الأول للبطولة موضحا أن الحكم كان من الممكن أن يتعامل مع المدربين بكلمات هادئة بدلا من طردهما خارج الملعب.
ويبدو أن انفعالات ومشاعر هيدينك ورجاحة تفكيره ألقت بظلالها على المنتخب الروسي الذي يسعى حاليا إلى الوصول للمباراة النهائية في البطولة والتي تقام يوم الأحد المقبل في العاصمة النمسوية فيينا.
ويملك هيدينك خبرة تدريبية كبيرة إذ أحرز ثمانية ألقاب في الدوري الهولندي كما تولى تدريب أربعة منتخبات مختلفة هي منتخبات هولندا وكوريا الجنوبية وأستراليا ثم روسيا حاليا ومن ثم نجح في فرض سيطرته وتفوقه الخططي خلال مباراته أمام المنتخب الهولندي في دور الثمانية ليورو 2008.
كما يملك هيدينك تاريخا تدريبيا حافلا في اسبانيا إذ تولى تدريب فرق فالنسيا وريال مدريد وريال بيتيس خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي ولكنه سيلتقي الآن مع المنتخب الاسباني مجددا في هذه البطولة.
ويلتقي هيدينك (61 عاما) اليوم الخميس مع أكبر مدربي يورو 2008 وهو لويس أراغونيس (69 عاما) إذ يلتقي المنتخبان الروسي والاسباني بالعاصمة النمسوية فيينا في الدور قبل النهائي للبطولة.
وسيحتفل أراغونيس بعيد ميلاده السبعين في الشهر المقبل ولكنه لم يفقد حتى الآن شعوره واهتمامه باللعبة والمباريات كما يريد الاستمرار في عالم كرة القدم بعد انتهاء البطولة.
ويمثل هيدينك مثل أراغونيس أحد الشخصيات البارزة في عالم التدريب كما يشرف على المنتخب الاسباني الذي يتطلع إلى الأفضل.
وأشار مهاجم المنتخب الاسباني سابقا وقائد فريق ريال مدريد الاسباني راؤول غونزاليس الى ان أراغونيس لا يخشى توجيه صدمات إلى الأسماء الكبيرة وأصحاب السمعة الكروية الرنانة.
وكان من الممكن أن يطيح أراغونيس الذي لم يضم راؤول لقائمة الفريق في البطولة الحالية بزميله فيرناندو توريس من تشكيلة الفريق الأساسية بعد امتعاض اللاعب لاستبداله قبل نهاية المباراة أمام المنتخب الروسي في الدور الأول. ولكن أراغونيس أوضح أنه لا يفكر كثيرا في هذه التفاهات.
وكان أراغونيس لاعبا سابقا ضمن صفوف أتليتكو مدريد كما تولى فيما بعد تدريب الفريق وفرق أخرى في اسبانيا مثل برشلونة وفالنسيا وأشبيلية ولكنه لا يحظى بعلاقة طيبة مع المشجعين ووسائل الإعلام في اسبانيا.
واشتهر أراغونيس بسلوكه الفظ في الحديث كما وضع نفسه في مشكلات عديدة بسبب تصريحاته العنصرية عن المهاجم الفرنسي تييري هنري وعلى رغم ذلك قد تصبح كل هذه الأمور في طي النسيان إذا توج الفريق بلقب يورو 2008 لتكون أول بطولة كبيرة يفوز الفريق بلقبها منذ فوزه بالبطولة الأوروبية الثانية العام 1964 في إسبانيا.
وقال أراغونيس بعد تحقيقه الفوز على إيطاليا في دور الثمانية: «أؤدي عملي وأنا هنا لأدرب الفريق وأحقق معه الفوز. إنه أمر مهم لإسبانيا. لا أشعر بالكآبة عندما أخسر. ولا أحتفل بشدة مع الفوز».
ويمثل المدير الفني للمنتخب الألماني المدرب يواخيم لوف أصغر المدربين وأقلهم خبرة من بين مدربي الفرق التي وصلت للمربع الذهبي في يورو 2008 وعلى رغم ذلك كان تبادله الكلمات مع هايكر شبيرجر والحكم الرابع في مباراة المنتخبين النمسوي والألماني بالدور الأول سببا في طرده من الملعب وجلوسه في المدرجات خلال مباراة فريقه أمام البرتغال في دور الثمانية للبطولة.
وكان لوف مساعدا لمواطنه يورغن كلينسمان خلال بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا والتي فاز فيها الفريق بالمركز الثالث.
ويتبع لوف فلسفة كلينسمان نفسها القائمة على اللعب السريع والمباشر والاستعداد التام من الناحيتين الذهنية والبدنية.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه الجميع كلينسمان هو الحافز والدافع للمنتخب الألماني في كأس العالم كانت النظرة إلى لوف على أنه المخطط. ويركز لوف (48 عاما) بشكل كبير على كل من «الالتزام» والتركيز». ولم يكن لوف من اللاعبين البارزين إذ خاض 52 مباراة فقط في الدوري الألماني (البوندسليغا) لكنه يتمتع بخبرة أفضل في عالم التدريب.
ويعرف لوف الكثير عن العقلية التركية قبل مباراة المنتخبين سويا في الدور قبل النهائي ليورو 2008 إذ سبق له تدريب فريقي فنربخشة وأدنه سبور التركيين.
ويواجه لوف اليوم عقلية تدريبية فذة تتمثل في المدير الفني للمنتخب التركي فاتح تريم والذي تسبب أسلوبه القيادي في تلقيبه بـ»الإمبراطور».
ويتولى تريم تدريب المنتخب التركي حاليا للمرة الثانية في مسيرته التدريبية إذ سبق له أن قاد المنتخب التركي إلى نهائيات يورو 1996 لتكون المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب التركي إلى نهائيات البطولة الأوروبية.
وفاز تريم سابقا بلقب الدوري التركي أربع مرات وبكأس الاتحاد الأوروبي مع فريق غلطة سراي التركي العام 2000 كما نال شهرة كبيرة خلال فترة تدريبه لفريقي فيورنتينا وميلان الايطاليين. ويعتمد تريم (54 عاما) مثل لوف على كل من الالتزام والتنظيم كوسيلتين أساسيتين لتحقيق النجاح. كما يتميز تريم والمنتخب التركي بمبدأ القتال حتى النهاية وعدم الاستسلام تحت أي ظرف وقد ظهر ذلك بوضوح من خلال الفوز في ثلاث مباريات متتالية بأهداف في الأوقات القاتلة من المباريات.
العدد 2120 - الأربعاء 25 يونيو 2008م الموافق 20 جمادى الآخرة 1429هـ