أحبها جمهورها من خلال أعمالها الكوميدية التي اشتهرت بها على مدى مشوارها الفني الحافل... حتى أن أدوارها التراجيدية كانت تصبغها بالصبغة الكوميدية التي تجعلها محببة إلى نفس مشاهديها، وفي العام 2007 كانت حصيلة أعمالها السينمائية ثلاثة أعمال استطاعت من خلال عملين منهما أن تخرج من عباءة الكوميديا، وهما فيلم «هي فوضى» و «حين ميسرة» مع يوسف شاهين وخالد يوسف، فكيف استطاعت أن تتخلى عن طبيعتها الكوميدية التي عرفها بها الجمهور، وكيف كانت تجربتها الجديدة بعيدا عن الكوميديا؟... التفاصيل نجدها في هذا اللقاء مع هالة فاخر:
ألا ترين أن دورك في فيلم «حين ميسرة « مأسوي جدا وهو ما يتعارض مع روحك الكوميدية؟
- فعلا فقد قدمت دور أم ابنها في الغربة، وابنتها تقتل على يد زوجها، وابنها الصغير صايع، وهي شخصية ثرية جدا بالمشاعر والأحاسيس، وعندما نزلت إلى الحارة التي تم التصوير فيها تأثرت جدا بالشخصية فهي موجودة بكثرة في الواقع المصري، والطفلة «هند» التي تعرضت للاغتصاب خير دليل على ذلك «مصر كلها مش حلوه»، فالفيلم دخل قلب البلد (العشوائيات) وهناك كل شيء مباح إذ تحكمها قوانين خاصة بها، وكشف الفيلم عن الكثير من المشكلات التي تعيش فيها مصر والمسكوت عنها مثل أولاد الشوارع وزنا المحارم والقتل وغير ذلك.
ولكن الفيلم أثار جدلا واسعا بشأن عدم واقعيته وخصوصا مشاهد الاغتصاب والشذوذ؟
- الذي ينكر واقعية «حين ميسرة» يبقى مش عايش في مصر، فالقضايا التي يقدمها الفيلم مثل السرقة والجنس والمخدرات والبطالة وأولاد الشوارع والإرهاب موجودة بكثرة، وخصوصا في العشوائيات التي تهدد أمن مصر واستقرارها، والفيلم لا يفهم من مشهد العشر ثوان لدور سمية الخشاب أنها لا تملك إلا جسدها الذي يطمع فيه كل من يشاهدها، فالفيلم يعتبر جرس إنذار للحكومة والشعب، ويؤكد أن مصر في خطر.
ولكن الفيلم لم يقدم أي حلول ولم يضع نهاية لأية مشكلة!
- لأن الأزمة أكبر من أن يحلها فيلم، فالمشكلة لم يتوصل المسئولون إلى حلها فكيف يستطيع أن يحلها عمل سينمائي.
شخصيتك في الفيلم من الشخصيات المركبة فكيف تعاملت مع هذه الشخصية؟
- الفضل يرجع إلى مخرج الفيلم خالد يوسف الذي أعاد اكتشافي، وتعلمت على يديه الكثير واستطعت من خلاله تقديم الشخصية بإحساس عال.
لغة جديدة
ما رأيك في استنكار الجمهور للكم الهائل من الشتائم والألفاظ الجريئة التي رددتيها في الفيلم؟
- الشتائم موجودة في كل مكان في مصر وليس في المجتمعات العشوائية فقط، وكل منا يسمع هذا الكلام في الشوارع، وللأسف أصبحت لغة جديدة بين شباب الجامعات، كما أنني أقدم دور سيدة في مجتمع عشوائي ومن الطبيعي أن تكون هناك شتائم، ودوري في «حين ميسرة» أول وآخر مرة أقدمه ولن أكرر الشخصية مرة أخرى. أما في «هي فوضي» فقد قدمت فيه دور الأم متوسطة الحال ولها بنت تعاني من مطاردة أمين الشرطة لها لأنه يريد الزواج منها رغما عنها، وأدافع عنها بكل قوتي، وهي مثال للأم المصرية عندما تشعر بخطر على أبنائها تدافع عنهم بشراسة منقطعة النظير.
في فيلم «هي فوضي» قلت إن يوسف شاهين أعاد اكتشافك، كيف ترين ذلك؟
- فعلا أعاد اكتشافي، واستفدت كثيرا من العمل معه، فمنذ زمن طويل تمنيت ذلك لأنه يمتلك رؤية خاصة في طرح أفكاره، ويكفي أنه المخرج الوحيد الذي أخرجني من ثوب الكوميديا الذي وضعني فيه المخرجون، واستطاع أن يفجر مني طاقتي الفنية ويعيد اكتشافي من جديد، وشاهين كان سببا في اختيار خالد يوسف لي في «حين ميسرة».
وكيف ترين دورك في «تيمور وشفيقة»؟
- كنت أجسد دور أم الوزيرة شفيقة، وهو يختلف كليا عن الفيلمين الآخرين، فدوري فيه لايت كوميديا، وده دوري الطبيعي، ولكن تم توظيفه بشكل جيد من المخرج، ويكفي أن عودتي إلى السينما جاءت من خلال هذا العمل مع أحمد السقا ومنى زكي.
ما أصعب المشاهد التي واجهتك في الأفلام الثلاثة؟
- كل المشاهد بالنسبة إلي صعبة جدا ولا أحب استسهال شيء، ولكن مشهدي مع عمرو سعد في فيلم «حين ميسرة» عندما حاول خلع «الغوايش» من يدي رغما عني كان صعبا جدا، وأعتقد أن بعض المشاهدين بكوا بسبب المشهد.
مشاركتك في فيلمين من أقوى أفلام الموسم الحالي هل تعتبرينها نجاحا يحسب لك؟
- سعيدة جدا من رد فعل الجمهور تجاهي، فكل يوم آخذ شهادات تقدير تحملني مسئولية المواصلة في تقديم الأعمال الجادة، ولكن الشيء الذي أسعدني أكثر هو أنني خرجت من إطار الكوميديا الذي وضعني فيها المخرجون، وأتمنى في الفترة المقبلة تقديم دور «الشريرة» الذي لم أقدمه من قبل، وأتمنى تقديمه العام المقبل.
العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ