العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ

الجماهير الألمانية تخرج على بكرة أبيها

وسط حسرات الأتراك بالخسارة

احتفل عشرات الآلاف من مشجعي كرة القدم الليلة الماضية بتأهل ألمانيا إلى نهائي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) على حساب تركيا عقب مباراة مثيرة للأعصاب حسمها المنتخب الألماني لصالحه بثلاثة أهداف مقابل هدفين.

وما أن أطلق الحكم صفارة انتهاء المباراة حتى اجتاحت حالة من الحماس الشديد أنحاء ألمانيا بالكامل.

واحتفل المشجعون في الشوارع والحانات وأمام شاشات العرض الضخمة بفوز منتخبهم الذي تحقق في الدقيقة الأخيرة ليضمن تأهل الألمان للمباراة النهائية المقرر إقامتها يوم الأحد المقبل في فيينا.

وتعالت صرخات الفرح في أكبر ساحة للمشجعين عند بوابة براندنبورغ الشهيرة في العاصمة برلين والتي تجمع فيها نحو نصف مليون مشجع.

وكانت ألوان العلم الألماني (أسود- أحمر- ذهبي) هي المسيطرة على الصورة العامة أمام بوابة براندبورغ تصاحبها صرخات عالية تقول: «إلى النهائي».

من ناحية أخرى، سادت حالة من الحزن بين المشجعين الأتراك في ألمانيا وفي تركيا.

وبدت خيبة الأمل واضحة في أوساط نحو 12 ألف مشجع تركي في مدينة هامبورغ بشمال ألمانيا.

أما في حي كرويتسبرغ ببرلين والذي يعد أكبر معاقل الجالية التركية في ألمانيا فتجاوز المشجعون الأتراك أحزانهم بسرعة لدرجة أن الكثيرين منهم كانوا يلوحون بالعلم الألماني.

والتقت كاميرات إحدى القنوات التلفزيونية الألمانية بمشجعين أحدهما ألماني والآخر تركي إذ قال الأول: «أعزيه (التركي) اليوم وأجفف دموعه».

وخرج الكثير من المشجعين الألمان إلى الشوارع في مواكب بالسيارات للتعبير عن فرحهم بفوز منتخب بلادهم كما خلع مئات المشجعين الجزء العلوي من ملابسهم وبدأوا يرقصون في الشوارع.

وسادت حالة حماسية رائعة بين المشجعين في منطقة شوناو بولاية بادون فورتمبرغ، مسقط رأس المدير الفني للمنتخب الألماني يواخيم لوف، إذ تابع أكثر من 300 ألف مشجع المباراة المهمة التي حسمها الألمان لصالحهم.

أما في ميدان «تاكسيم» وهو أشهر ميادين مدينة اسطنبول التركية، فقد سادت حالة من الصمت الطويل بين المشجعين الذين كانوا في غاية الحماس قبل المباراة.

ولكن بعد فترة قصيرة من الحزن أخذ المشجعون الأتراك في ترديد عبارات حماسية لمواساة أنفسهم كما قال الرئيس التركي عبدالله غول في مقابلة تلفزيونية: «لنرفع رؤوسنا لأعلى».

وكان وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير سعيدا للحاقه برحلته الجوية المتجه من برلين إلى اليابان منتصف ليل أمس الأول (الأربعاء)، بعدما شق طريقه بصعوبة بالغة إلى المطار وسط عشرات الآلاف من المشجعين الذين كانوا يحتفلون بسعادة هستيرية بتأهل ألمانيا إلى نهائي بطولة الأمم الأوروبية الحالية لكرة القدم «يورو 2008».

من ناحية أخرى، وفي مدينة هامبورغ الألمانية، حاول النادل التركي حسن التماسك ليواصل عمله في تقديم الطعام والنبيذ والقهوة الايطالية في مطعم «كوما بريما» الايطالي بعد هزيمة منتخب بلاده الدرامية 2/3 أمام ألمانيا.

وحاول زبائن المطعم إقناع مالكه ريكاردو بعمل استثناء وفتح المطعم في يوم الأحد المقبل الذي سيجرى فيه نهائي البطولة، إذ لا يتوقع أن تساعد هذه المباراة على ملء المطعم الايطالي عن آخره وحسب وإنما ينتظر أن تجذب ملايين المشجعين الألمان لمناطق المشاهدة العامة المنتشرة عبر البلاد، وإلى أي مكان يوجد به جهاز تلفزيون.

وعلى أية حال، فقد أعلنت القناة الألمانية الثانية (زد دي إف) أمس (الخميس) عن تحقيقها عوائد قياسية من خلال مباراة قبل نهائي يورو 2008 الأولى مشيرة إلى أن نحو 30 مليون ألماني شاهدوا هذه المباراة بحصة تسويقية بلغت 81 في المئة.

وقال شتاينماير أثناء توجهه سريعا إلى المطار للحاق بطائرته المغادرة إلى اليابان لحضور اجتماع لوزراء خارجية الدول الثماني الصناعية الكبار: «يالها من مباراة. لقد سعدت بشدة عندما سجل لام هدفه».

وشاهد شتاينماير المباراة في مقاطعة «تريبتوف» ببرلين والتي وفرت له وصولا سريعا إلى المطار مقارنة بالطريق الآخر الذي كان من الممكن أن يقطعه بالقرب من بوابة «براندنبورج جيت» التي اجتمع عندما 500 ألف مشجع لمشاهدة المباراة.

وساد الوجوم بين الجماهير عندما تحولت شاشات العرض العملاقة إلى السواد، ولكن قناة زد دي إف الالمانية وفرت على الأقل تغطية صوتية لجماهيرها عندما تحول مراسلها إلى التعليق من خلال البث الإذاعي للقناة.

وعاد البث التلفزيوني خلال الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وسيطر الجنون التام على جماهير ألمانيا بمجرد إطلاق صفارة نهاية المباراة.

وقالت متحدثة رسمية باسم منطقة التجمعات الجماهيرية في برلين: «إن الأجواء هنا رائعة، فالجميع حالتهم النفسية جيدة جدا».

العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً