اندلعت أعمال عنف وشغب أثناء الاحتفالات بفوز المنتخب الألماني لكرة القدم على نظيره التركي الليلة الماضية وتأهله لنهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا.

ففي مدينة درسدن بشرق ألمانيا هاجمت مجموعة من الشبان بعض المطاعم الصغيرة المملوكة لأتراك مساء أمس الأول (الأربعاء) ما أسفر عن إصابة اثنين من العمال الأتراك.

وقال متحدث باسم الشرطة في دريسدن عاصمة ولاية سكسونيا إن مجموعات الشباب قذفوا مطاعم الأتراك بالحجارة ما أدى إلى تكسير بعض الواجهات الزجاجية للمحال التي تبيع وجبة «الدونر» التركية الشهيرة.

وأضرم المشاغبون النار في الأعلام التركية كما اعتدوا على صاحب مطعم تركي آخر. وفي مدينة شمنيتس بولاية سكسونيا أيضا أصيب 6 من رجال الشرطة بجروح إثر مصادمات مع المشجعين الذين ألحقوا أضرارا بعدد من سيارات الشرطة.

وفي مدينة هانوفر بولاية سكسونيا السفلى ألقت الشرطة القبض على 20 من اليمينيين المتطرفين الذين رددوا عبارات عنصرية خلال تجمع للمشجعين. أما في مدينة كولونيا غرب ألمانيا فألقت الشرطة القبض على مجموعة من مثيري الشغب المعروف عنهم ميلهم للعنف. ولكن الاحتفالات بفوز ألمانيا جرت في أماكن أخرى من دون خوادث عنف بين الألمان والجالية التركية في البلاد التي يبلغ تعدادها نحو 3 ملايين نسمة.

وأشاد رئيس البرلمان الألماني (البوندستاغ) نوربرت لامرت بالسلوك السلمي للمشجعين الألمان والأتراك عقب المباراة المثيرة التي جمعت الفريقين وانتهت بفوز ألمانيا بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وقال لامرت في تصريحات لإذاعة «دويتشلاند فونك» أمس (الخميس): «أنا في غاية الانبهار» مؤكدا أن منتخبي ومشجعي البلدين تعاملا مع بعضهما بعضا باحترام بالغ.

وأضاف رئيس البرلمان الألماني «ثبت لحسن الحظ خطأ جميع المخاوف التي كانت تعتري البعض».

وكانت مختلف الشخصيات السياسية الألمانية قد ناشدت المشجعين قبل المباراة إظهار الاحترام المتبادل أيا كانت نتيجة المباراة وذلك بالنظر إلى العدد الكبير للأتراك الذين يعيشون في ألمانيا (نحو 3 ملايين شخص).

وسادت أجواء سلمية إلى حد بعيد في الأماكن العامة المخصصة لمشاهدة مباريات يورو 2008 في ألمانيا الليلة الماضية كما شارك بعض المشجعين الأتراك في احتفالات الألمان بالفوز.