العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ

«الماتادور» الإسباني يسعى لنطح «الماكينة» الألمانية

يسدل الستار اليوم (الأحد) على فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (يورو 2008) بالنمسا وسويسرا من خلال مواجهة ساخنة بين فريقين متناقضين تماما في أسلوب اللعب، إذ يلتقي المنتخبان الألماني والاسباني على استاد إرنست هابل بالعاصمة النمسوية فيينا في المباراة النهائية للبطولة.

ويستحوذ المنتخب الألماني على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بلقب البطولة (3 مرات) كما يشارك الفريق في النهائي للمرة السادسة.

بينما فاز المنتخب الاسباني بلقب البطولة مرة واحدة فقط كانت العام 1964 ويشارك الفريق في النهائي للمرة الثالثة فقط في تاريخه.

وأظهر المنتخب الاسباني على مدار البطولة أداء راقيا أعاد لعشاق اللعبة ذكريات الأداء الممتع من المنتخب البرازيلي في عصور تألقه وأوج قوته. أما مستوى المنتخب الألماني فكان أقل تأثيرا في المشجعين لكنه أظهر في بعض الأحيان جميع المميزات التي تتسم بها الكرة الألمانية مثل الأداء البدني والإصرار والإخلاص والعمل الجاد والسرعة في الركض بكل مكان في الملعب.

ويبدو تاريخ كل من الفريقين على مدار السنوات القليلة الماضية قمة في التناقض أيضا، ففي الوقت الذي ينجز فيه المنتخب الاسباني أقل كثيرا مما يعد به ينجز المنتخب الألماني أكبر كثيرا مما يعد به.

ويخوض المنتخب الألماني اليوم النهائي الثاني له بإحدى البطولات الكبيرة في غضون 6 سنوات، إذ وصل لنهائي كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان لكنه سقط أمام المنتخب البرازيلي، كما وصل إلى الدور قبل النهائي 3 مرات في غضون هذه الفترة أيضا. في المقابل، خسر المنتخب الاسباني في دور الثمانية لكأس العالم 2002 وفي دور الستة عشر بكأس العالم 2006 بألمانيا وخرج من الدور الأول (دور المجموعات) في يورو 2004 بالبرتغال على رغم أنه خاض البطولات الثلاث وهو مرشح بقوة للمنافسة على اللقب فيها جميعا. ويقود المنتخب الألماني في مباراة اليوم نجمه الكبير مايكل بالاك صانع ألعاب الفريق وقائده إذ يتحمل مسئولية توجيه زملائه داخل الملعب عند الضرورة وتعلق عليه الجماهير الألمانية آمالا عريضة.

وكان بالاك واحدا من 4 لاعبين فقط شاركوا ضمن صفوف المنتخب الألماني في جميع البطولات الكبيرة التي خاضها الفريق منذ العام 2002.

وسجل بالاك هدف الإنقاذ لفريقه في الدور الأول للبطولة الحالية إذ كان صاحب هدف الفوز الثمين 1/صفر على النمسا في المباراة المصيرية بختام لقاءات الفريقين في الدور الأول.

كما لعب بالاك دورا كبيرا في خط وسط فريقه خلال المباراة الصعبة والمثيرة أمام المنتخب البرتغالي في دور الثمانية للبطولة، كما سجل هدفا في المباراة ليقود فريقه إلى الفوز 3/2 والتأهل لدور الثمانية. وعلى رغم أن أداءه لم يكن جيدا في الدور قبل النهائي بذل اللاعب مجهودا جيدا في المباراة أمام تركيا.

وقال بالاك إنه مثل باقي اللاعبين الألمان يسعى دائما لتقديم كل ما بوسعه. وأوضح «نريد أن نتخذ الخطوة الأخيرة بحماس وقوة».

ويعتمد المدير الفني للمنتخب الاسباني لويس أراغونيس على مدافعه المتألق ماركوس سينا المولود في البرازيل ليوقف خطورة بالاك إذ لعب سينا دورا كبيرا في دفاع الفريق على مدار مباريات البطولة فلم تهتز شباك الفريق سوى 3 مرات فقط في 5 مباريات خاضها الفريق في البطولة حتى الآن. وقال سينا: «أشعر بأنني مستعد لإيقاف بالاك. إنه لاعب رائع ويستحق كل التقدير الذي يناله ولكنني أتمنى أن نتعامل معه جيدا». أما أكثر ما يزعج أراغونيس هو أنه سيخوض المباراة التي تمثل أهم مباراة في حياته من دون أبرز مهاجمي الفريق وهو ديفيد فيا متصدر قائمة هدافي البطولة حتى الآن برصيد 4 أهداف.

وسجل فيا 3 أهداف في المباراة الأولى للفريق بالبطولة ليقود الفريق إلى الفوز 4/1 على نظيره الروسي كما سجل هدفا في المباراة التالية ليقود الفريق إلى الفوز 2/1 على المنتخب السويدي ليتأهل الفريق على الدور الثاني (دور الثمانية) دون انتظار للمباراة الثالثة في الدور الأول والتي انتهت بفوز اسبانيا 2/1 على اليونان.

ويغيب فيا عن المباراة النهائية للبطولة بسبب الإصابة التي تعرض لها في مباراة الفريق أمام روسيا بالدور قبل النهائي والتي انتهت بفوز اسبانيا 3/صفر.

ولم يتدرب فيا مع الفريق أمس الأول (الجمعة) وشخص أطباء الفريق إصابته بأنها «تمزق عضلي بسيط».

ومن ثم سيعتمد أراغونيس في خط هجوم الفريق على نجم هجوم ليفربول الانجليزي فيرناندو توريس وهو لاعب صاحب مستوى عالمي ولكنه لم يهز الشباك على مدار المباريات الخمس التي خاضها في البطولة.

ومع غياب فيا المتوقع عن المباراة سيلعب مكانه نجم خط وسط أرسنال الانجليزي سيسك فابريغاس والذي قدم أداء رائعا على مدار البطولة يجعله مرشحا بقوة للفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة.

والمشكلة الوحيدة هي أن غياب فيا سيدفع فابريغاس (21 عاما) إلى اللعب في مركز يختلف عن مركزه الأصلي.

وقال فابريغاس إن فيا ما زال مستعدا لخوض المباراة: «الأمر يتوقف على رأي المدير الفني ولكنني سأكون جاهزا عندما يحتاجني». وأضاف فابريغاس أنه وباقي لاعبي الفريق يأملون في الفوز باللقب الأوروبي الثاني لاسبانيا بعد لقب البطولة الثانية العام 1964. وقال: «جئنا إلى هنا للفوز بالبطولة».

وقال سينا إنه على عكس ما حدث في العام 2006 عندما خرج الفريق من دور الستة عشر لبطولة كأس العالم بألمانيا اثر هزيمته أمام فرنسا أصبح لاعبو الفريق أكثر خبرة حاليا.

وقال سينا: «نعرف جميعا أنها فرصة رائعة لتدوين أسمائنا في سجلات التاريخ». وعلى رغم ذلك يراود الأمل نفسه المنتخب الألماني بقيادة مدافع الفريق نجم دفاع ريال مدريد الاسباني كريستوف ميتزيلدر والذي يثق في أن سجل المنتخب الألماني سيرعب نظيره الاسباني. وقال ميتزيلدر: «أعرف أن المنتخب الأسباني يحترمنا كثيرا. المنتخب الاسباني يملك الكثير من الإمكانات ولكنها المباراة النهائية إذ تحتاج فيها إلى إمكانات خاصة ونحن نمتلك بعضها».

وتكمن قوة المنتخب الألماني في خط الوسط إذ يضم لاعبين مثل بالاك وباستيان شفاينشتايجر ولوكاس بودولسكي الذي سجل 3 أهداف للفريق حتى الآن وتورستن فرينغز الذي ينتظر أن يكون ضمن التشكيل الأساسي للفريق على رغم إصابته بشرخ في أحد الضلوع. وقال فرينغز: «يجب أن نقاتل ونرد كفريق وألا نسمح لهم بالسيطرة على مجريات اللعب في المباراة. الاسبان لا يحبون أن نرد بقوة. ولذلك يجب أن نحاول في ذلك ثم نقدم الأداء الذي نريده».

وقال فرينغز عن المنتخب الألماني بأكمله يرغب في الفوز بلقب البطولة والتي يتعطش إليها المشجعون في ألمانيا بعد أن خسر الفريق فرصة الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا واكتفى باحتلال المركز الثالث في البطولة.

وقال فرينغز: «نريد هذه المرة أن نرفع شيئا ما في الهواء. فقدنا شيئا ما في العام 2006. ونحاول هذه المرة تقديم شيئا أكثر من قميص كتب عليه (شكرا لكم)».

العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً