عندما بدأ مدرب نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم سير أليكس فيرغسون البحث عن لاعب جديد لشغل الفراغ الذي تركه قائد الفريق السابق روي كين بعد اعتزاله اللعب، ركز فيرغسون اهتمامه على لاعب منتخب إنجلترا مايكل كاريك ولاعب خط وسط فياريال الاسباني ماركوس سينا.
وبعدما نجح فيرغسون في ضم كاريك لفريقه من توتنهام، قرر سينا البرازيلي المولد والذي لمع بصفوف المنتخب الاسباني في بطولة كأس العالم 2006 بألمانيا، البقاء مع فريقه الاسباني الحالي الذي انضم لصفوفه العام 2002 قادما من نادي ساو كايتانو البرازيلي.
والآن وبعد مرور عامين، لم تساعد جهود سينا الدءوبة أمام خط الدفاع الاسباني ببطولة الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2008» فريقه بقيادة المدرب لويس أراغونيس على التصدي للتهديد الهجومي الذي كان يمثله لاعبين مثل لوكا طوني أو أندري أرشافين وحسب، وإنما تحولت الأضواء الدولية من جديد لتتركز على اللاعب الاسباني البالغ من العمر 31 عاما.
ورشح سينا للانضمام إلى نادي يوفنتوس الايطالي أو أرسنال الانجليزي خلال الأسبوع الماضي، ولكن اللاعب الاسباني يضع كل تركيزه حاليا على المهمة التي تشغله في الوقت الراهن، وهي لعب دوره في المحاولة الاسبانية لإحراز لقب بطولة الأمم الأوروبية للمرة الأولى منذ 44 عاما.
فبعدما ساعد سينا منتخب اسبانيا على الحفاظ على نظافة شباكه أمام إيطاليا وروسيا في دوري الثمانية وقبل النهائي على الترتيب، أصبحت مهمة سينا التالية هي منع صانع الألعاب الألماني مايكل بالاك من أن يكون له أي تأثير خلال نهائي البطولة الأوروبية اليوم (الأحد) على استاد «إرنست هابيل» بالعاصمة النمساوية فيينا.
وقال سينا: «أشعر أنني مستعد لإيقاف بالاك أيضا. إنه لاعب رائع ويستحق كل الاحترام الذي يتمتع به حاليا، ولكنني آمل في أن أتمكن من التعامل معه هو الآخر».
وأضاف «سيلعب كل فريق بالطريقة التي يعرفها جيدا. ستحاول أسبانيا الاستحواذ على الكرة، بينما ستعمل ألمانيا على إيقافنا ثم النيل منا عن طريق الهجمات المرتدة». وتنبئ مباراة نهائي يورو 2008 اليوم بمواجهة مثيرة بين فريقين يتمتعان بطريقتي لعب متناقضتين.
ولعبت ألمانيا حتى الآن معتمدة على نقاط قوتها التقليدية، وإن جاء ذلك بشكل غير مستقر. أما اسبانيا فشقت طريقها إلى النهائي بفضل أدائها السريع الذي يرهق منافسيها.
ويعتبر خط الوسط الديناميكي هو عامود الارتكاز في المنتخب الاسباني، إذ يتقدم إلى الأمام بسرعة كبيرة ولكنه في الوقت نفسه يحمي لاعبي قلب الدفاع كارلوس ماركينا وكارلس بويول عندما يستدعي الأمر.
ويقول سينا: «إن أسلوب لعبنا يتميز بالتمرير الكثير بمهارة تعادل مهارة لاعبي البرازيل في التمرير».
وعلى رغم أن سينا معروف بقدراته الكبيرة في التمرير الدقيق وتسديداته البعيدة، فإنه أكثر سعادة الآن بالتركيز على واجباته الدفاعية في يورو 2008 إذا كان هذا الأمر سيساعد على نسيان خيبة أمل الخروج من دور الـ16 لبطولة كأس العالم 2006 على يد فرنسا.
وقال سينا: «أعتقد أن اللاعبين باتوا أكثر خبرة وتوحدا الآن. جميعنا يعرف أننا أمامنا فرصة رائعة لسطر أسمائنا في سجل التاريخ».
العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ