لا شك في أن جماهير كرة القدم في ألمانيا ليست غافلة عن أداء اسبانيا الراقي من لمسة واحدة ، ولكن ألمانيا كلها مع ذلك واثقة في قدرة منتخبها الوطني على العودة إلى البلاد ومعه كأس بطولة الأمم الأوروبية الحالية «يورو 2008» إذا ما تمكن من تقديم مزيج من أدائه المميز وقيم الكرة الألمانية المعروفة.

ويقود الكورال التشجيعي للمنتخب الألماني أسطورة الكرة الألمانية فرانز بيكنباور ومستشارة البلاد أنجيلا ميركل والرئيس الألماني هورست كولر عندما يحضر ثلاثتهم نهائي البطولة الأوروبية في استاد فيينا اليوم (الأحد).

وصرحت ميركل التي أصبحت تميمة حظ المنتخب الألماني فقد أكدت أنها «مقتنعة بقدرة الفريق الألماني على إحراز اللقب، حتى لو لم يكن هو المرشح الأقوى للفوز»، بينما دعا كولر كل مواطن ألماني لمؤازرة الفريق.

وقال الرئيس الألماني: «إذا استمرينا في الدعاء جميعا فستنتهي المباراة 2/1 لألمانيا».

ولكن في الواقع لم يكن كولر بحاجة لدعوة الشعب الألماني لمؤازرة منتخب البلاد، إذ ان البلاد كلها تقريبا اجتاحتها حمى يورو 2008 منذ انطلاق منافسات البطولة في السابع من يونيو/ حزيران الجاري. ويرى 73 في المئة من الشعب الألماني الآن أن اللقب سيكون من نصيب منتخبهم الوطني، حسبما أشارت صحيفة «أبندبلات» الصادرة في هامبورغ أمس (السبت).

ومن المنتظر أن تحقق نسبة المشاهدة التلفزيونية للمباراة رقما قياسيا في ألمانيا بوصولها إلى 30 مليون شخص اليوم (الأحد)، فيما سيشاهد ملايين آخرون من الألمان المباراة في أماكن المشاهدة العامة المنتشرة عبر البلاد، وخصوصا في منطقة التجمعات الجماهيرية في برلين التي تتسع وحدها لنصف مليون فرد.

وسيكون لقب البطولة الأوروبية اليوم هو النتيجة المثالية لمحاولة بعث الكرة الألمانية من جديد.

وكانت شعبية المنتخب الألماني قد هبطت إلى أدنى معدلاتها بسبب العروض الهزيلة للفريق التي أعقبت إحرازه لآخر لقب بطولة كبيرة وكان ذلك في بطولة الأمم الأوروبية العام 1996. ولكن المنتخب الألماني أصبح «حبيب الكل» من جديد باحتلاله المركز الثالث في بطولة كأس العالم السابقة التي استضافتها ألمانيا في العام 2006 وسط حماس جماهيري كبير.

والآن مع نجاح المنتخب الألماني في تقديم عروض كروية جيدة من جديد في بعض الأوقات، فقد أصبح مستعدا لتحقيق نتائج جيدة أيضا، ولتقديم كأس البطولة الغالي لجماهيره عندما تحتشد لاستقباله عصر غدا (الاثنين) في برلين.

وقال لاعب خط وسط ألمانيا تورستن فرينغز: «هذه المرة نريد أن نكون ممسكين بشيء ما عندما نرفع أيدينا في الهواء، فقد كان هناك شيئا مفقودا في 2006. وهذه المرة نريد رفع أكثر من مجرد قميص مكتوب عليه: شكرا لكم».

وتتمتع ألمانيا بسجل شرفي رائع يضم 3 ألقاب في كل من كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية.

كما أن مباراتي الفريق الأخيرتين في النمسا وسويسرا على الترتيب عززتا ثقة الألمان في فريقهم بقوة، بعدما حقق الفريق فوزا رائعا على البرتغال 3/2 وألحقه بفوز آخر على تركيا بالنتيجة نفسها على رغم أن ألمانيا لم تقدم أداء رائعا في كلتا المباراتين.

وكتبت صحيفة «سويدويتشه تسايتونج» أمس تقول: «لقد ولدت الأسطورة الألمانية من جديد (في الدور قبل النهائي). من خلال القدرة على تحقيق الكثير من لا شيء، من خلال عزم الفريق على الصمود على رغم أن لا شيء كان يسير بشكل طيب، والأهم من ذلك من خلال تحقيق الفوز في النهاية».

وأكدت الصحيفة أن هذه القيم التي تتميز بها الكرة الألمانية إلى جانب ارتفاع مستوى المنتخب الوطني «يستحقان الإعجاب».