العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ

الجنون يصيب شوارع بطل أوروبا الجديد

بعد انتظار دام لمدة 44 عاما، انطلق الملايين من مشجعي كرة القدم الإسبان إلى شوارع البلاد مساء أمس الأول (الأحد) للاحتفال بإحراز لقب بطولة الأمم الأوروبية «يورو 2008».

وكانت الصرخة الأعلى دويا بين الجماهير المحتشدة هي «ياله من شرف أن تكون إسبانيا»!

واجتمع أكثر من 30 ألف مشجع في ميدان «بلازا دي كولون» بوسط العاصمة مدريد لمشاهدة مباراة نهائي يورو 2008 الذي تغلبت فيه إسبانيا على ألمانيا 1/ صفر، على شاشة عرض عملاقة. وكانت الأعصاب متوترة إلى أقصى درجة وخصوصا خلال الشوط الثاني من المباراة، ولكن في النهاية كان الجميع يقفزون فرحا في الهواء.

وبمجرد انتهاء المباراة، بدأ أهم شوارع العاصمة مدريد، باسيو دي لا كاستييانا، يمتلئ بالجماهير كما حدث تماما في الميادين الأخرى المنتشرة على أطراف المدينة.

ولم تشهد مدريد من قبل تجمعات ضمت كل هذا العدد من الجماهير للاحتفال بلقب ما، ولا حتى عندما أحرز نادي العاصمة ريال مدريد أيا من ألقابه المحلية أو القارية.

وكان من الصعب أن يجد النوم طريقه إلى العيون ليلة أمس في مدريد. فقد أخرج الكثير من الجماهير مكبرات الصوت الخاصة بهم للتهليل بالشعار المعتاد للفرق الفائزة «الأبطال، الأبطال». وكانت السيارات تطلق أبواقها، فيما كانت الجماهير تضرب الطبول وتنفخ في الأبواق في احتفالات رائعة بالفوز الكبير.

والطريف أن أكثر عبارات التهليل الجماهيري خلال الاحتفالات الحديثة بفوز ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني في الشهر الماضي وهي «راؤول، المنتخب»، لم تسمع على الإطلاق.

فلم يتذكر أحد قائد فريق ريال مدريد راؤول غونزاليس، أو قرار مدرب المنتخب الإسباني لويس اراغونيس المثير للجدل بتركه خارج قائمة الفريق المشارك في يورو 2008.

فأمس الأول، ومع وجود كأس أوروبا بين أيدي الإسبان، كان الهتاف السائد بين الجماهير هو «لويس، ابقى» ردا على قرار لويس اراغونيس بترك منصبه كمدرب وطني لمنتخب إسبانيا بعد انتهاء البطولة الأوروبية.

ولكن احتفالات الجماهير الإسبانية لم تقتصر على مدريد وحسب. فسرعان ما أصبح المرور بالسيارة من ميدان بلازا دي خيريث بمدينة اشبيلية مستحيلا. فلطالما كانت العاصمة الأندلسية أحد الأماكن التي تشهد أكثر الاحتفالات جموحا بالانتصارات الاسبانية، ولم يختلف مساء أمس الأول (الأحد) عن أي يوم احتفالات آخر في اشبيلية.

كما شهدت مدينة برشلونة احتفالات صاخبة، فعلى رغم أن المدينة الكتالونية لطالما اعتبرت معادية لأي شعور بالانتماء الوطني لإسبانيا.

ولكن الوضع كان مختلفا تماما مساء أمس الأول. فقد نزل آلاف المشجعين إلى ميدان «بلازا دي كاتالونيا» بعد دقائق معدودة من رفع قائد المنتخب الإسباني وحارس مرماه إيكر كاسياس كأس «هنري ديلوناي» بالعاصمة النمسوية فيينا في إشارة إلى تتويج إسبانيا بلقب بطلة أوروبا الجديدة.

وكان لنجوم برشلونة المحليين (لاعبي نادي برشلونة) مثل تشافي هيرنانديز أو أندريس إنييستا أو كارلس بويول النصيب الأكبر من الهتافات في المدينة الكتالونية التي امتلأت بالأعلام الإسبانية كما لم تفعل من قبل.

كما احتفل شمال إسبانيا أيضا بليلة رائعة أمس الأول. ففي مدينة لا كورونا اجتمع نحو عشرة آلاف مشجع للاحتفال قرب نافورة كواترو كامينوس. وشهدت مدن سانتاندر وأوفييدو وجيخون مظاهر احتفالية مشابهة.

وكان إقليم الباسك هو المكان الوحيد الذي شذ عن القاعدة الاحتفالية الكبيرة بإسبانيا أمس الأول، إذ لم يشهد سوى إطلاق بعض الألعاب النارية احتفالا باللقب. وكان الباسك هو أول المناطق الإسبانية التي خلد سكانها إلى النوم ليلة أمس الأول، بعد دقائق قليلة من انتهاء مباراة نهائي يورو 2008.

وفي مدينة بلباو الواقعة بإقليم الباسك، شاهد نحو ألف مشجع مباراة النهائي الأوروبي على شاشة عرض عملاقة. ولكن هذا التجمع كان عبارة عن خدعة كبيرة. فقد كان هذا التجمع فكرة أحد مطاعم الوجبات السريعة الألمانية، ومعظم الموجودين في هذا التجمع الجماهيري كانوا يهللون لألمانيا.

وأعلنت الشرطة الاسبانية فجر أمس (الاثنين) عن اكتشاف جثة احد المشجعين وهو قضى خلال الاحتفالات بتتويج منتخب اسبانيا بكأس أوروبا أمس الأول (الأحد)، كما تم إيقاف 52 شخصا نتيجة حوادث الشغب التي جرت في العاصمة مدريد.

واكتشف عامل تنظيفات جثة هذا المشجع الذي يبلغ الأربعين من عمره ميتا فجر أمس (الاثنين) في وسط العاصمة وهو يسبح في مستنقع من الدماء.

وأشارت الشرطة إلى أن هذا الشخص الذي لا يحمل أي علامة عنف، قد يكون ضحية الإفراط في تناول الكحول أو تعرضه لرضوض في الجمجمة.

وأكدت الشرطة توقيف 52 شخصا خلال الليل أثناء الاحتفالات التي تلت فوز اسبانيا على ألمانيا 1/صفر في نهائي كأس أوروبا في فيينا.

وتم توقيف هؤلاء الأشخاص بسبب أعمال الشغب والإخلال بالأمن العام في ساحة كولون إذ تجمع نحو 65 ألف شخص لمتابعة المباراة النهائية على شاشة عملاقة.

وأشارت الشرطة إلى أن هؤلاء الأشخاص ما زالوا قيد التوقيف وقد يطلق سراح بعضهم بعد انتهاء التحقيق معهم وفرض غرامات بحقهم.

من جهة أخرى نقل 26 شخصا إلى المستشفى للمعالجة وهم في حال خطرة.

وأصيب 120 شخصا في مدريد بجروح خلال الاحتفالات.

وأعلنت مصادر في مدريد أمس (الاثنين) أن 25 مشجعا نقلوا إلى المستشفيات يعاني أحدهم من جروح خطيرة.

وكانت معظم الإصابات عبارة عن جروح نتيجة السير على بقايا الزجاجات المكسورة والملقاة على الأرض.

ونقل بعض المشاركين في الاحتفالات إلى المستشفيات نتيجة تناولهم كميات كبيرة من الكحوليات أو نتيجة عدم تحمل بعضهم لدرجات الحرارة المرتفعة.

وكان نحو 65 ألف مشجع قد تابعوا الليلة الماضية مباراة إسبانيا وألمانيا عبر شاشة العرض الضخمة في ميدان كولومبوس بمدريد.

واضطرت شرطة العاصمة مدريد إلى إطلاق ثلاثة عيارات نارية تحذيرية مساء أمس الأول (الأحد) من اجل تهدئة الجماهير المحلية التي كانت تحتفل بالفوز.

ولم يتعرض أي مشجع إلى الإصابة لان الهدف من هذه الطلقات التي لم تعرف إذا كانت مطاطية أو فارغة من الرصاص، كان تهدئة الجماهير التي كانت تحاول إثارة الشغب عبر رمي الزجاجات الفارغة قرب متحف ثيسن في وسط العاصمة مدريد.

واحتفل الآلاف في العاصمة والمدن الأخرى بعد فوز المنتخب الاسباني باللقب الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه بعد العام 1964.

وسادت حال من البهجة والاحتفالات الصاخبة الجالية الاسبانية في أستراليا أمس (الاثنين) بعد إحراز المنتخب الاسباني لقب كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة.

واحتشد مئات المشجعين الإسبان في النادي الاسباني وشاهدوا المباراة التي حقق من خلالها الفريق الاسباني الانجاز الأول منذ سنوات طويلة ونزح المشجعون إلى الشوارع عقب انتهاء المباراة للاحتفال بالفوز الثمين.

وقال أحد المشجعين ويدعى خافي: «بعد 44 عاما نحن الآن أفضل فريق في أوروبا. كان عرضا رائعا وفوزا غاليا».

العدد 2125 - الإثنين 30 يونيو 2008م الموافق 25 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً