نفى الفنان صلاح السعدني أن يكون مسلسله «عدَّى النهار» الذي عرض في شهر رمضان الماضي هجوما على أحد، موضحا أنه تعرض فقط لأسباب الهزيمة في يونيو/ حزيران 1967حتى نتعلم منها الأخطاء التي وقعنا فيها في الماضي وكذلك لدراسة أثر الأحداث على المجتمع المصري والتحولات التي لحقت به وهذا ما ستتم مناقشته في الجزء الثاني من المسلسل.
وقال: «إن دراسة التاريخ دراسة متأنية أعتبرها من الضروريات... فمن ليس له ماض ليس له حاضر ولا يستطيع التعامل مع المستقبل ومن حق أبنائنا علينا أن يعلموا تاريخ آبائهم وأجدادهم».
وأضاف أن «هذا المسلسل يرجع بي إلى أغنية رائعة من روائع عبدالرحمن الأبنودي وتحمل الاسم نفسه شرحت كل التفاصيل التي مرت بها الأمة العربية وليس مصر فقط خلال هذه الفترة المريرة... فهي فترة لا يمكن أن تنسى في تاريخنا وقد كنت وقتها - وتحديدا في يوم النكسة - موجودا بمسرح الجمهورية بصحبة السيد راضي حيث تلقينا خبر الهزيمة، وقلت: على رغم المرارة التي كان يشعر بها كل المصريين فإن النهار لن يختفي بعد... وقتها أحسست معنى الأغنية ولمسنا رسالتها فقد ظهرت الشمس من جديد. وعن تعاونه مع المؤلف صفاء عامر ومهاجمة الصحف له من قبل بالتطبيع وتأثير ذلك على تكرار التجربة مع المؤلف نفسه، قال: «صفاء عامر كاتب كبير ويجب عدم التخوف من تقديم أي عمل معه نظرا إلى ثقتي بكتاباته. وبالنسبة إلى تهمة التطبيع فهي تهمة مضحكة لأنني أرفض في كل حواراتي أن أقول «إسرائيل» كما يقولها المواطن العادي وأحرص على أن أقول الدولة الصهيونية لذلك فهي تهمة باطلة شكلا ومضمونا ولو شعرت أن مسلسل «نقطة نظام» فيه شبهة تطبيع لما كنت من المشاركين فيه وكذلك أرفض اتهامي بعد هذا العمر بهذه التهمة البشعة».
وعن حرصه على أن تتميز أعماله بالطابع السياسي، قال: لأن السياسة أصبحت في كل حياتنا... في رغيف العيش والمساكن وسعر البنزين و»ياميش» رمضان، فهي التي تحدد لنا طريقة حياتنا وقد كانت قديما السياسة مجرد كلام في التليفزيون والمؤتمرات وكانت فقط تخص رجال الدولة الكبار من المسئولين والأمراء بينما أصبحت السياسة شعبية يستطيع أي فرد التحدث فيها.
وعن استخدامه عبارات اللغة العربية الفصحة في أعماله يقول: لأنها غابت عن حياتنا وخاصة في الفترة الأخيرة عندما دخلت اللغة الإنجليزية حياتنا، لذلك أجدها طريقة مناسبة لتذكير ذلك الجيل بأن لغتنا العربية هي اللغة الأم ومع ذلك فأنا لا أستخدمها طوال الوقت بل فقط في المسلسلات التي تتطلب ذلك
العدد 2303 - الخميس 25 ديسمبر 2008م الموافق 26 ذي الحجة 1429هـ