تستعد حلبة سيلفرستون البريطانية لاستقبال الجولة التاسعة من الموسم الحالي لبطولة العالم للفورمولا 1، والذي يمثل منتصف الموسم، إذ تشهد المنافسة على بطولة السواق صراعا عنيفا بين 4 سواق هم متصدر البطولة حاليا البرازيلي فيليبي ماسا والذي صعد للصدارة بعد فوزه الأخير في ماني كور الفرنسية وهو فوزه الثالث هذا الموسم، فوصل رصيده إلى 48 نقطة متفوقا على المتصدر السابق وملاحقه المباشر البولندي روبيرت كوبيتسا بفارق نقطتين، ويحل خلفهما حامل اللقب العالمي كيمي رايكونين سائق الفيراري برصيد 43 نقطة، ورابعا البريطاني لويس هاميلتون الذي أخفق في تحقيق أية نقطة في الجولتين الماضيتين فلم يتغير رصيده عن النقطة 38 وتراجع إلى المركز الرابع، وهو ليس ببعيد عن المتصدر سوى بعشر نقاط، يمكن أن تذوب إن فاز البريطاني بالسباق وأخفق ماسا في تحقيق النقاط.
وسيكون السباق الذي تستضيفه الحلبة البريطانية اليوم (الأحد) السباق التاسع والخمسين لجائزة بريطانيا الكبرى للفورمولا 1، وهو بالتالي السباق الوحيد المدرج على جدول بطولة العالم في تحقيق هذا الرقم، إذ لم يغب سباق الجائزة الكبرى البريطانية أبدا عن جدول البطولة منذ انطلاقتها منتصف القرن الماضي، وبالتحديد في الثالث عشر من مايو/أيار 1950 من الحلبة ذاتها، إذ فاز آنذاك سائق فريق ألفا روميو جيوسيبي فارينا الإيطالي، ولذا يكتسي الفوز عادة بالسباق البريطاني أهمية كبرى لدى أي سائق كونه ينقش اسمه بحروف من ذهب من عمالقة الفورمولا 1، وفي واحدة من أعرق الحلبات على الإطلاق والتي تحظى بشرف استضافة سباق لم يغب عن بطولة العالم، وهي الحلبة نفسها التي شهدت انطلاقة هذه البطولة.
يمثل السباق القادم في سيلفرستون المناسبة التاسعة والخمسين لبريطانيا بينما هو الثاني والأربعين لحلبة سيلفرستون، إذ اشتركت معها حلبتان أخريان في تنظيم هذا السباق على فترات متفرقة، أولهما حلبن أينتري البالغ طولها 4.828 كيلومترات، واستضافت 5 سباقات في الفترة بين 1955و1962، وبالتحديد سباقات مواسم 55 و57 و59 و61 و62.
بعدها جاء الدور على الحلبة الأخرى الشهيرة والتي مازالت تستضيف سباقات أخرى ولكن ليس في عالم الفورمولا 1، وهي حلبة براندز هاتش، والبالغ طولها 4.2 كيلومترات، إذ تناوبت على استضافة السباق البريطاني مع حلبة سيلفرستون منذ موسم 1964 حتى موسم 1986 مستضيفة 12 جولة من جولات سباق بريطانيا للفورمولا 1، وفي فترة الثمانينات استضافت موسمي 83 و85 لسباق الجائزة الكبرى الأوروبية للفورمولا 1، وبنهاية موسم 1986 غابت شمس الفورمولا 1 عن هذه الحلبة ولكنها بقيت في الساحة لتستضيف سباقات أخرى وخصوصا في بطولات الفورمولا 3 المختلفة، إذ استلمت حلبة سيلفرستون منذ منتصف الثمانينات وبالتحديد سباق موسم 1987 زمام استضافة سباق الجائزة الكبرى البريطانية حتى يومنا هذا.
ويعتبر كل من البريطاني جيم كلارك والفرنسي ألان بروست والألماني مايكل شوماخر أبطال الحلبة المميزين على صعيد الأرقام القياسية. إذ يتصدر جيم كلارك وألان بروست السواق من ناحية عدد من الانتصارات في هذا السباق برصيد 5 انتصارات، بينما يحتفظ جيم كلارك بلقب أكثر المنطلقين من المركز الأول برصيد 5 مرات، وكذلك أكثر السواق تصدرا للسباق برصيد 1683 كيلومترا، ويتشارك شوماخر وبروست في عدد المنصات برصيد 7 منصات، ويتصدر شوماخر السواق من حيث عدد النقاط المسجلة برصيد 65 نقطة، ولم يفلت من الثلاثي إلا لقب أكثر السواق تحقيقا لأسرع لفة إذ يحتفظ به البريطاني نايجل مانسيل برصيد 7 مرات.
أما على صعيد الفرق والمحركات فإن الأبرز هو فريق الفيراري لتصدره الفرق من حيث الانتصارات (15 مرة) والبول بوزيشن (14 مرة) وأسرع لفة (16 مرة) والمنصات (48 منصة) ومسافة البقاء في الصدارة وعدد النقاط المسجلة، أما على صعيد المحركات فإن الأمر ينطبق بالانجازات نفسها المذكورة كون الفيراري كان موجودا في البطولة منذ انطلاقتها كفريق ومزود للمحركات لبعض الفرق الأخرى التي لم تحقق ما حققه فريق الفيراري.
العدد 2130 - السبت 05 يوليو 2008م الموافق 01 رجب 1429هـ