بدأ يوم أمس (الإثنين) النشاط الاعتيادي مرة أخرى لمدينة بونا في ولاية ماهاراشترا الهندية بعد أسبوع من التوقف بسبب تفشي مرض انفلونزا الخنازير وإعلان حالة الطوارئ من قبل الحكومة الهندية، إلا أن الحراك كان ضعيفا بسبب تخوف عدد كبير من المواطنين الهنديين من الإصابة بالمرض.

وإثر ذلك، تخلف عدد من الطلبة البحرينيين أمس في بونا عن حضور الحصص الدراسية ضمن الدوام الرسمي بالجامعة، وكذلك عن الدروس الخصوصية التي يتلقونها في أوقاتٍ متفرقة.

وأرجع الطلبة في اتصالات هاتفية مع «الوسط» أسباب ذلك إلى رغبتهم في تأمين أنفسهم من عدم الاختلاط والانتقال من مكان لآخر، الذي قد يجعلهم عرضة للإصابة بفيروس المرض، إلى جانب إصرارهم على مرور عدد من الأيام المقبلة اعتقادا منهم بأن الوضع سيكون أقل وطأة في ظل الاحترازات الصحية المشددة التي تتبعها الجهات الصحية في الحكومة الهندية.

وتوقع الطالب هاني صالح (أحد الطلبة في جامعة بونا) في حديث مع «الوسط»، بأن تأجل الجامعة موعد امتحانات منتصف الفصل الدراسي الجاري لشهر ديسمبر/ كانون الأول، وذلك بعد أن كانت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، وذلك نظرا لتعطل الدراسة وتدهورها خلال الفترة الأخيرة.

وأكد صالح سلامة جميع الطلبة البحرينيين من الإصابة بالمرض أو أعراضه، مبينا أن الجميع ملتزمين بالاحترازات الوقائية والتزموا بالجلوس في مساكنهم طيلة الأيام الماضية، في حين تجنبوا تناول الأطعمة الخارجية. وذلك بحسب ما يتناقله الطلبة فيما بينهم.

هذا ومازال بعض الطلبة متخوفين من حالة الطوارئ التي تمر بها مدينة بونا الهندية، وخصوصا في ظل تفاقم عدد المصابين من الهنود بالفيروس وعدم وجود مضادات كافية لمكافحة الانفلونزا، إلى جانب عدم وجود توعية وتوجيهات من الجهات الرسمية البحرينية للطلبة تحثهم على كيفية التعامل في حال حدث لهم مكروه لا قدر الله.

كما عمد بعض الطلبة إلى حجز تذاكر على أقرب رحلة طيران للعودة للبحرين لحين عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي، وهو الأمر نفسه الذي قام به بعض أولياء الأمور في البحرين لأبنائهم. في حين استبعد طلبة آخرون ذلك باعتبار أنهم لا يضمنون التنسيق مع الجامعة مستقبلا في حال تخلفوا عن حضور الامتحانات عقب انتهاء الأزمة التي امتدت لنحو أسبوعين.

واستغرب بعض الطلبة البحرينيين في بونا ضمن تعليقاتهم على الخبر المعني بهم أمس (الإثنين) عبر موقع صحيفة «الوسط» الإلكترونية، قيام الجهات الحكومية في البحرين بمحاولة تخفيف حدة الأمر، بينما الطلبة في بونا أبدوا مخاوفهم من ذلك وأوضحوا أنهم في قلق شديد من الإصابة بالمرض.

ورفض بعض الطلبة أحقية أولياء الأمور أو المسئولين بوزارة الخارجية في البحرين الحكم على الوضع في بونا بأنه ليس بالخطير. وشددوا على أن من يدعي عدم خطورة الوضع أن يزور مدينة بونا بنفسه ليرى الواقع وتداعياته.

من جهتهم، جاءت تعليقات أولياء الأمور متمركزة غالبيتها في قلقهم وحيرتهم تجاه أبنائهم، في الوقت الذي أكدوا فيه جهلهم حقيقة ما يحدث هناك في بونا، وخصوصا أن المرض في صدد انتشار كبير وبعض الطلبة الخائفين على أنفسهم محاصرون في شققهم.

وشدد أولياء الأمور بالدرجة الثانية على ضرورة تحرك الجهات الرسمية البحرينية بصورة أوسع لتأمين صحة وسلامة رعاياها البحرينيين هناك، وعدم الاكتفاء بالاتصالات التي يطمأنون عليهم من خلالها.

من جانبها، أصدرت وزارة الخارجية أمس بيانا صحافيا تعليقا على وضع الطلبة البحرينيين الدارسين في مدينة بونا بسبب انتشار مرض انفلونزا الخنازير، أكدت فيه أن الوزارة على اتصال مستمر مع القنصلية العامة لمملكة البحرين في مومبي والملحقية الثقافية للوقوف على أوضاع الطلبة المواطنين في مدينة بونا.

وبيّنت أن القنصلية العامة تتابع أوضاع الطلبة والذين يقدر عددهم بنحو 550 طالبا ويتم الاتصال بهم مباشرة للاطمئنان عليهم، موضحة أن الإجراءات المتخذة من قبل السلطات الهندية بإغلاق الكليات والمعاهد الدراسية والمدارس هي إجراءات احترازية فقط. كما أفادت القنصلية العامة بأنها على اتصال مع السلطات الهندية لمتابعة الوضع عن كثب، وكذلك مع القنصليات العامة للمملكة العربية السعودية ودولة الكويت وسلطنة عمان، وهي دول المجلس التي لديها عدد كبير من الطلبة ممن يتلقون الدراسة الجامعية في بونا.