اختار الحاضرون في مجلس المرحوم السيد كاظم العلوي بالدراز، الحديث عن تاريخ رجال البحرين القدامى، والذين كان لهم دور كبير في الحركة الوطنية البحرينية قبل عشرات السنين، وعن التحركات التي هدفت إلى توحيد صفوف البحرينيين من أبناء الطائفتين.
وتذكّر الحاضرون الرجال الوطنيين في السابق، أمثال عبدعلي العليوات، عبدالعزيز الشملان، محمد المردي، عبدالرحمن الباكر، محمود المردي، وغيرهم ممن كانت لهم إسهاماتهم الواضحة في تاريخ البحرين.
أحد الحاضرين، وهو الحاج عبدالله سعيد المحروس، تحدث عن جمعية الصادق الدينية التطوعية، والتي عمل على تأسيسها مجموعة من الرجال، بهدف دعم الشباب وتعليمهم وتثقيفهم، إذ انضوى تحت الجمعية قرابة 150 شابا تلقوا علمهم في الجمعية.
المحروس ذكر أن الجمعية تأسست في نهاية خمسينيات القرن الماضي، وكانت اجتماعات القائمين عليها في منزل المرحوم إبراهيم الصيرفي، ومن ثم انتقلوا إلى منزل المرحوم الشيخ خلف العصفور، إلى أن استقر بهم الأمر في منزل رجل يسمى سلمان بن جاسم. ووصف المحروس الجمعية بأنها حركة تقرب ما بين المذاهب الإسلامية في البحرين، سعيا للوصول إلى وحدة وطنية تنهض بالبلد، مبينا أن الجمعية بمثابة بذرة زرعها رجال سابقون، وأثمرت جيلا واعيا ومقدرا أهمية التآلف والوحدة بين أطياف الشعب.
وقال المحروس: «على رغم الأهداف الوطنية التي كانت تحملها الجمعية، إلا أنها سرعان ما أُغلقت أبوابها من قبل حكومة البحرين آنذاك، بعد أن شعرت بأن وجودها يشكل خطرا، بدلا من أن تكون أداة حكومية تساعد على تحقيق استراتيجيتها».
الجمعية التي لم يكتب لها الاستمرار في عملها، تمكن القائمون عليها من عقد اجتماعات مع قيادي الطائفتين السنية والشيعية في البحرين، وخصوصا رجال المحرق الوطنيين، وذلك بحسب المحروس, إذ كان الاجتماع الأول في مسجد بن خميس، والثاني في مسجد مؤمن بالمحرق، محاولين من خلال اجتماعاتهم لم الشمل البحريني، والعمل على تحقيق الأهداف المشتركة، من أجل صالح الوطن. وتحدث الحاضرون في مجلس المرحوم سيد كاظم العلوي عن احترام رجال الدين، وعدم التطاول عليهم مهما كانت الظروف، وخصوصا عندما تكون لديهم مسائل شرعية وآراء فقهية لا تتوافق مع الأفكار السائدة.
العدد 2547 - الأربعاء 26 أغسطس 2009م الموافق 05 رمضان 1430هـ