قندات الغضبان، رقصن وعزفن وحلمن وأطللن بنظراتهن الساكنة المرتاحة عبر وجوه 36 لوحة، عرضت في افتتاح معرض الفنان البحريني عبد الجبار الغضبان، في جمعية البحرين للفنون التشكيلية.

افتتح المعرض بحضور الشيخ راشد أل خليفة، وبوجود حشد كبير من الناس من مختلف المستويات، فنانين مثقفين وحضور عام، وانطلق الحفل بمقطوعة موسيقية قدمت عبر ألحان العود الشرقي وآلة التشيلو (الكمان الجهير)، وأراد الغضبان من مرافقة هاتين الآلتين للافتتاح أن يعكس جانبا من لوحته في الموسيقى، خصوصاَ وأن الكثير من اللوحات كانت لنساء يحملن آلات موسيقية.

المعرض الذي بدأ التحضير له قبل عام ركز فيه الفنان على إبراز الملاح الجمالية للمرأة، ومن هنا كانت تسمية المعرض بالقندات أي مكعبات السكر على حد تعبير الفنان، واتصفت نساء الغضبان بملامح مميزة تقتبس من ملامح الأنثى البحرينية من دون أن تنحصر فيها، فهي تحمل هويتها المحلية من دون أن تغفل تعبيرها عن مطلق الأنثى لدى الفنان، ويقول الغضبان عن ملامح قنداته المميزة: «إن هذا التغير في جزء معين من الملامح يظفي جانبا جماليا يميز نسائه...، فرسم الملامح بشكل عادي لا يعطي للوحة شيئا جديدا أو رؤية جمالية جديدة»، ويضيف الغضبان أنه باعتماده هذا الأسلوب في تصوير ملامح نساءه إنما أراد منه أن يعبر عن أسلوبه الخاص في تكوين الوجوه واللوحات.

وجوه النساء السكريات على الرغم من تشابهها للناظرين إليها للوهلة الأولى، إلا أنها حملت في عيونها رسائل مختلفة، وإن كانت دارت جميعها في فلك واحد، حاول الفنان عبره أن يعرض قصة وقضية تتصل بالمرأة أين كانت أرضها، ولعله أراد من خلال شخوصه أن يستعرض جانبا آخر من حياتهن وقضاياها، أن يبين أنه لكل قضية وجهان وجه يحمل همومه ومشاكله، وجه يستطيع أن يعيش جمال الحياة وشغفها وموسيقاها ورقصها ومطاردة الأحلام، كل ذلك ببساطة وبراءة جميلة كحبات السكر.

وعلى الرغم من مجيء المعرض ضمن سياق فعاليات ربيع الثقافة 2008، إلا أن ما جمع معرض قندات الغضبان بهذا الفترة الثقافية البحرينية لم يكن أكثر من الصدفة، فالمعرض كان سيفتتح في الفترة نفسها حتى من دون ربطه بأي حدث آخر، خصوصا وأن الاتصالات للترتيب مابين الفنانين والمسئولين عن تنظيم الفعاليات جرت قبل بداية المهرجان بفترة قصيرة جدا، مما فرض على الكثير من الفنانين المشاركين بمعارض في ربيع الثقافة للاستعجال في إعداد أعمالهم لعرض ما يمكن منها على الجمهور.