العدد 265 - الأربعاء 28 مايو 2003م الموافق 26 ربيع الاول 1424هـ

حسُّهم الرهيف يمنعهم عن الهتاف بمطالبهم

التشكيليون المخضرمون

«ما دمنا ارتضينا الفن مهنة... فعلينا أن نستمر في العطاء».

هذه الكلمات التي تدفقت من الفنان التشكيلي عبدالله المحرقي، وسط مجموعة من الفنانين التشكيليين البحرينيين المخضرمين في حفل تكريم أقامه لهم قطاع الثقافة والتراث الوطني أمس لمشاركتهم في مهرجان التراث الحادي عشر الأخير.

في بهو قاعة متحف البحرين الوطني جلس الفنانون، تحيطهم لوحات رسمتها عقود من الفن والخبرة والممارسة الطويلة في أوساط فهمتهم مرة، وغرّبتهم مرات حتى استطاعوا أن يؤسسوا للفن البحريني المعاصر صورة تختال بها بلادهم، لوحات انكبوا عليها في الشهور الماضية ليصوروا فيها بجمالية عالية «الألعاب الشعبية» التي عاصروها، فاختصرت المسافة ليدلف إليها جيل اليوم وكأنه جزء من اللوحة.

طالب الفنانون باهتمام أكثر بعطاءاتهم، وإبرازها عبر وسائل الإعلام والانترنت، طالبوا بالنظر بجدية أكبر إلى تبني مشروع التفرغ الإبداعي للفنانين، طالبوا بكل ذلك على استحياء، لأنهم يؤمنون أن الفنان يجب أن يعطي، ولا ينتظر مقابلا لعطائه. وتبقى مهرجانات التراث متنفسا سخيا للوحات قلما رأت النور، ولاقت الدعم والتشجيع.


قطاع الثقافة يكرم المشاركين في المعرض التشكيلي لمهرجان التراث

الشيخة مي: تطوير متحف البحرين واستغلال المواقع الأثرية

المنامة - ندى الوادي

قالت الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والتراث الوطني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن إدارة المتحف تعد خطة لتطوير قاعات المتحف وضعها خبير متاحف عالمي، فيما أشارت إلى أن الخطوة المقبلة لقطاع الثقافة والتراث الوطني هي استغلال المواقع الأثرية في البحرين وتطويرها بحيث تدعم السياحة الثقافية في المملكة.

جاء ذلك أثناء لقاء أقامه قطاع الثقافة والتراث الوطني صباح أمس لتكريم سبعة من الفنانين المشاركين في معرض الفن التشكيلي الذي أقيم على هامش مهرجان التراث الحادي عشر في متحف البحرين الوطني، فيما شمل التكريم أيضا 71 من طلبة وطالبات المدارس الحكومية والخاصة التي شاركت في المهرجان من المرحلة الإعدادية وعددها 20 مدرسة، إضافة إلى تكريم مندوبي الصحف المحلية التي قامت بتغطية فعاليات المهرجان.

وقال مدير مهرجان التراث الحادي عشر إبراهيم سند إن الفنانين المكرمين هم كل من عبدالله المحرقي، راشد العريفي، ناصر اليوسف، عبدالكريم العريض، عباس المحروس، عمر الراشد وعباس الموسوي، فيما تعتبر مشاركتهم هي «البادرة الأولى التي تعكس البعد الثقافي والفني الذي يحاول المهرجان الوصول إليه من خلال رسالته الثقافية». وقالت الشيخة مي بنت محمد: إن المعرض استمر في عرض اللوحات التراثية متزامنا مع العروض الداخلية في بهو المتحف لمدة شهر واحد، وقد تم تمديد فترته بناء على طلب من الجمهور حتى 15 يونيو/ حزيران المقبل، بعدها تعود بعض اللوحات إلى ملكية الفنانين فيما تم شراء البعض الآخر منها.

وأشارت الوكيل المساعد أنه تم تصوير اللوحات بشكل فني محترف إذ سيقوم المتحف بتصميم بوسترات خاصة تباع في محل الهدايا في المتحف.

وأكدت الوكيل المساعد أنها بعد تعديل شكل بهو المتحف لجعله أكثر حياة، فإنها ستنتقل لتطوير المواقع الأثرية للاستفادة منها كمصدر للسياحة الثقافية بناء على قيمتها الثقافية والتاريخية.

أما المرحلة المقبلة للتطوير في المتحف فسوف تشمل تحديث قاعة تايلوس وقاعة المخطوطات الإسلامية، إذ بدأ المتحف تطوير خطة بالتعاون مع مختصين أجانب منهم بيير لامبارد والباحثة الفرنسية مونيك.

وأضافت الوكيل المساعد أنه تمت دعوة خبير عالمي للمتاحف لوضع خطة شاملة لتطوير المتحف، وقد قدم الخبير تومسون في زيارته إلى البحرين مقترحا خاصا للتطوير يعتمد على أن المتحف بحاجة إلى الترويج وإعداد خطط التدريب فيه من خلال خطة مبرمجة خاصة، إضافة إلى الحاجة إلى خبير للعروض المتحفية وخبير للتسويق.

ووعدت الوكيل المساعد بأنه «خلال سنة من اليوم» سيتغير شكل المتحف وهيئته إذ سيتم توظيف كل جزء منه لجذب أكثر عدد من أنواع السياح واهتماماتهم، مشيرة إلى أن إدارة المتحف تحاول جذب أكبر عدد من المساهمين والمستثمرين في المتحف وقد نجح هذا التوجه في جذب الكثير من التبرعات لدعم مهرجان التراث الحادي عشر.

وفي حديث لهم مع «الوسط» أشار الفنانون المكرمون إلى ضرورة توثيق اللوحات التي تمت المشاركة بها في المهرجان على اعتبار أنها إرث ثقافي وتراثي للأجيال المقبلة.

ومن جانبه قال الفنان المحرقي: إن الاستعدادات للمشاركة في هذا المهرجان بدأت منذ مدة طويلة، واعتبر المعرض الذي أقيم على هامش المهرجان ناجحا إذ إنه اصطبغ باللون التراثي وركز على الألعاب الشعبية، وهو الوقت الذي عاصره الكثير من الفنانين المشاركين وشهدوه حيا، لذلك فهم الأقدر على تصويره. وتمنى المحرقي أن يساهم المهرجان في ترسيخ فكرة التراث في أذهان أبناء الجيل الحديث، وخصوصا مع استخدام الألوان الزاهية والأساليب المبسطة في نقل الصورة، مشيرا إلى ضرورة تصوير باقي الألعاب الشعبية من خلال لوحات أخرى في المستقبل يشارك فيها مجموعة أخرى من الفنانين.

وأكد الفنانون أن مشاركة الفنان في فعاليات من هذا النوع ضرورة ومسئولية، وخصوصا إذ كان فنانا مخضرما، إذ إن هذه «ضريبة يدفعها الفنانون للتواصل مع الأجيال الحديثة من الفنانين».

فيما دعا الفنان الراشد إلى الاهتمام أكثر بالفنان البحريني الذي يحمل إرثا ثقافيا وحضاريا مهما، واقترح في هذا الصدد تطبيق نظام التفرغ الذي يتم فيه تفريغ الفنان الذي قدم عطاءات متواصلة للفن لكي يواصل إبداعاته ويساهم في دعم الحركة الثقافية، إضافة إلى دعم الفنانين عبر نشر أعمالهم في وسائل الإعلام المختلفة وعلى صفحات الإنترنت وتسجيل مشاركاتهم في المهرجانات والمعارض العربية والدولية.

ومن جانبه قال الفنان العريض إن الرسام «مصور للواقع ولما يدور في المجتمع، وكانت مشاركة اللوحات التشكيلية في مهرجان التراث الحادي عشر الذي حمل عنوان «الألعاب الشعبية» ضرورة إذ يحتاج الحضور إلى مشاهدة اللوحات التي تصور الواقع المعاش الذي تتحدث عنه القصص والحكايات القديمة. كما أكد ضرورة توثيق هذه اللوحات وتسجيلها لتكون فيما بعد مصدرا من مصادر البحث للأجيال المقبلة داعيا إلى استمرار فكرة مصاحبة المعرض للفعاليات التي يقيمها مهرجان التراث كل عام حتى تتجمع لديه مجموعة من الأعمال الراقية التي يمكن أن تبقى كمرجع للدارسين في المستقبل.

ومن جانبه أكد الفنان عباس المحروس على ضرورة إبراز العادات التراثية القديمة على اعتبار أنها كانت تعبر عن قضية كانت تهم الإنسان البحريني في الماضي، فمثلا كان الأطفال يمارسون الألعاب الشعبية بحب وبشوق كبيرين ربطتها بقضايا أخرى إنسانية في ذلك العصر.

وأجمع الفنانون على أن التميز الذي حمله المعرض هو التنويع في الألوان والأساليب التعبيرية وطرق التنفيذ في رسم اللوحات، إذ إنها نفذت بتقنيات مختلفة ومتنوعة لتلائم ذوق الجمهور وتركز على توضيح عمق رؤية الفنان وأصالته

العدد 265 - الأربعاء 28 مايو 2003م الموافق 26 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً