هل سمعتم بـ «سياسة السحلية»؟ ربما سمعتم الكثير عن سياسة الحمائم والصقور أو السلحفاة أو الفيل وخرطومه الطويل، ولكن من المؤكد انكم لم تسمعوا بهذا المصطلح على الإطلاق، لأنه ببساطة مصطلح جديد على علم السياسة ولغة الصحافة والإعلام، وإن كان مطبقا فيهما على نطاق واسع. ولمعرفة هذه السياسة لابد أن نعرف أولا ما هي السحلية؟.

السحلية من المخلوقات الكريهة التي تثير اشمئزاز النفوس، يكفي أن تراها فتشعر بالغثيان. وهي تعيش وتعشش في البيوت القديمة، ولكنها تتسلل أحيانا إلى البيوت الحديثة، سواء من النافذة أو من بين شقوق الباب أو تتسلق الجدران الواطئة. وهكذا تحتل لها زاوية أو عمودا أو موقعا تبيض فيه وتفرخ بيضا ما أكرهه، ولا يفقس ذلك البيض إلا سحلية مثلها إلى قيام يوم الدين. ولا ينتظر البشر أن تلد السحلية حمامة أو بلبلا مغردا يسبح بحمد الله مع إطلالة كل فجر. السحالي لا تجيد غير الفحيح، فلا مجال لأن ينطبق عليها قانون التطور أو تتعرض لقفزة وراثية على الإطلاق!

هذا المخلوق عندما يتعرض للخطر فإنه يلجأ إلى سياسة غريبة، يمكنك أن تتأكد منها إذا وجدت سحلية متطفلة في بيتك: اضربها بالمقشة وانظر ماذا ستصنع. أول ما سيحدث ان ذيلها سينفصل منها ويسقط على الأرض، ويبقى يتحرك مثل رأس المجنون لفترة من الوقت، وفيما تكون مشغولا بمتابعة الذيل تكون السحلية لاذت بالفرار.

قاسم حسين