استهل الفنان الملتزم مارسيل خليفة حفلة أقامها في دمشق مساء السبت بالقول «اسمحوا لي أن أهدي هذه الأمسية الى اهلنا في غزة»، واختتم حفلته بالتأكيد على ضرورة «الوحدة العربية والتضامن» مع غزة من أجل «صد العدوان» الاسرائيلي. وحضر نحو 7500 شخص الحفلة التي أقيمت في صالة الفيحاء الرياضية في دمشق بعد حفلات اخرى اقامها في حلب وحمص واللاذقية في إطار جولة موسيقية يقوم بها خليفة تحمل عنوان «ونحن نحب الحياة» تحية لروح الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش.
وكانت الحفلة التي أقيمت في دمشق الأضخم بين هذه الأمسيات التي نظمتها احتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية على مدار العام. وامتلأت الصالة بجمهور تفاعل بعمق مع خليفة، ورافقه في اغانيه التي حفظها معظم الحاضرين عن ظهر قلب، ما دفع مارسيل خليفة الى القول ان الجمهور «هو من أحيا الحفلات». وبدا الجمهور أشبه بجوقة هائلة ومتناغمة قادها خليفة في بعض الأحيان بملاحظات اعطاها لتوجيه الأداء. فقد رأى مرة ان الاغنية لا تحتاج الى تصفيق يصاحبها ومرة قال ان الأغنية يلزمها «صوت أكثر دفئا وخصوصا صوت الصبايا». وكان الجمهور يتجاوب معه في كل الحالات.
ولعل ذروة التناغم جاءت عندما أهدى خليفة احدى اغنياته «للسجناء العرب في السجون الاسرائيلية»، فصفق الجمهور طويلا، قبل ان يكمل خليفة «وإلى السجناء العرب في السجون العربية» لتعصف الصالة بالتصفيق والهتاف. وهذا التناغم عبر عنه خليفة بعد انتهاء الحفل «هذا يظهر كم هناك رغبة لدى المواطن العربي ليقول لا». وتوافد الحضور الى مكان الحفل قبل ساعات من بدايته.
وما أن لاحت تلك البداية، مع ظهور العازفين على المنصة، حتى بدأت عاصفة من التصفيق أصبحت مدوية يرافقها الصفير والهتاف عندما ظهر مارسيل خليفة حاملا عوده الذي يلازمه منذ بداياته الفنية.
وكان الشباب يشكل الغالبية العظمى من الحضور الحاشد.
وقدم خليفة في الحفلة ألحانا جديدة لبعض قصائد الشاعر الراحل محمود درويش. وردد مرتين أول تلك الألحان من قصيدة «يطير الحمام» ثم طلب من الجمهور ان يغنيها. وبسرعة التقط الجمهور اللحن واخذ يردد الاغنية.
كما قدم اغنيتين جديدتين الاولى من قصيدة كتبها درويش عن مدينة دمشق، وقال انه استعار لحنها من الالحان المعروفة في تراث المدينة. ويقصد بذلك لحن موشح «يا ليل الصب متى غده» الذي كانت غنته المطربة اللبنانية فيروز أيضا.
أما الأغنية الثانية فهي من قصيدة «ونحن نحب الحياة» لمحمود درويش.
وتنوع برنامج الحفل الذي قدم فيه خليفة بعضاٍ من أغانيه الأشهر مثل «منتصب القامة أمشي»، و«يا بحرية».
وشاركت في الحفل المغنية اللبنانية أميمة الخليل التي رافقت خليفة منذ بدايته، وقدمت اغنية يحفظها الجمهور غيبا هي «عصفور طل من الشباك» وصاحبت خليفة في أغان أخرى مثل «في البال اغنية»، كما صاحبته أيضا المغنية يولا كرياكوس.
العدد 2306 - الأحد 28 ديسمبر 2008م الموافق 29 ذي الحجة 1429هـ