عادت قوارب القراصنة الإيرانيين السريعة إلى ممارسة نشاطها في اعتراض سفن صيد بحرينية من جديد بعد نحو عامين من التوقف، وتعرضت سفن بحرينية للقرصنة في مياه الخليج العربي وبالتحديد بالقرب من المياه الإقليمية القطرية والإماراتية.

وأكد صاحب سفينة صيد بحرينية حسن الجنوساني تعرض سفينته للقرصنة المسلحة يوم الجمعة الماضي، وسلب جميع مقتنيات السفينة بعد تهديد طاقم السفينة الآسيويين. وقال الجنوساني في تصريح لـ «الوسط» إن سفينته ليست الوحيدة التي تعرضت للقرصنة، بل هناك سفن بحرينية أيضا تعرضت للعملية ذاتها قبل أيام وبالتحديد بالقرب من المياه الإقليمية القطرية، موضحا أن أحد عماله تعرض لإصابة بسيطة في يده، فيما نقل عامل آخر من سفينة أخرى لقسم الطوارئ لتلقي العلاج اللازم.

نقل أحد العمال للطوارئ وآخر أصيب بإصابات خفيفة والتهم تتجه للإيرانيين

سفن بحرينية تعترضها قرصنة مسلحة في مياه الخليج العربي

الوسط - هاني الفردان

تعرضت سفينة بحرينية (خشبية تقليدية) كانت في طريقها من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى البحرين، لأول عملية قرصنة بحرية في مياه الخليج العربي منذ سنوات.

وقال صاحب السفينة حسن الجنوساني لـ «الوسط»: «إن سفنا بحرينية تعرضت للقرصنة في مياه الخليج قبل ثلاثة أيام، بين الحدود البحرينية الإماراتية والقطرية»، مؤكدا أن القراصنة هاجموا عددا من السفن البحرينية واستهدفوا كل ما هو موجود عليها من صيد وأجهزة.

وأشار الجنوساني إلى أن عماله عادوا بسلامة سوى إصابة بسيطة تعرض لها أحد عماله، إلا أن عاملا في سفينة أخرى نقل إلى قسم الطوارئ، مشيرا إلى أن التهم تتجه إلى القراصنة الإيرانيين الذي ينشطون في المنطقة.

وقالت المصادر إن سفينة على متنها طاقم مسلح اعترضت أخرى شراعية من البحرين مساء الجمعة الماضي، يعتقد أنها تعود لقراصنة إيرانيين هددوا طاقم السفينة البحرينية المكوّن من ستة أفراد آسيويين، بالبنادق واعتدوا عليهم قبل الاستيلاء على شحنة أسماك كانت في السفينة، وهواتفهم المحمولة.

وأشارت المصادر إلى أن طاقم السفينة البحرينية يعتقدون أن القراصنة إيرانيون، بيد أنه لم يتسن التأكد من جنسيتهم. ولم يصب البحارة بأذى سوى إصابات بسيطة، وأطلق سراحهم إذ وصلوا إلى أحد موانئ البحرين أمس.

ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها التي تتعرض لها سفن الصيد البحرينية، إذ أكد نائب رئيس جمعية الصيادين البحرينية عيسى حسن أن سفنه تعرضت للقرصنة من قبل ثلاث مرات، وأن هناك أعدادا كبيرة من السفن البحرينية تعرضت لنفس العملية وبشكل متكرر من قبل قراصنة إيرانيين يهاجمون السفن البحرينية خارج المياه الإقليمية للبحرين.

وقال عيسى أن السلطات الأمنية في دولة قطر استطاعت القبض على إحدى السفن السريعة التابعة للقراصنة الإيرانيين، وذلك بعد اشتباكات طويلة استخدمت فيها الأسلحة النارية، مشيرا إلى أن أحد أصحاب السفن البحرينية التي تعرضت للقرصنة تحدث مع السلطات القطرية من أجل إرجاع ما سلب منه، إلا أنها طلبت منه مراجعة السلطات الأمنية في قطر لاستكمال الإجراءات الخاصة بذلك.

وأشار عيسى إلى أن السفن البحرينية دائما ما تتعرض لعمليات القرصنة المستمرة سواء كان ذلك خارج المياه الإقليمية أو داخلها، وأن القراصنة الإيرانيين دائما ما كانوا ينجحون في عمليتهم، إذ يكونون مسلحين فيما تكن السفن البحرينية غير قادرة على حماية نفسها من هذه الهجمات.

وعبّر عيسى عن قلق الصيادين من عودة القرصنة في مياه الخليج من جديد، وذلك بعد أن توقفت لمدة قصيرة ليعود القراصنة الإيرانيون من جديد لمهاجمة السفن البحرينية وسلب كل ما تملك من صيد وأجهزة غالية الثمن، مشيرا إلى أن هذه الأجهزة لا يمكن لصياد شراؤها مرة ثانية لارتفاع تكاليفها ولضعف حال الصياد.

ودعا عيسى السلطات الأمنية في البحرين وفي دول الخليج التنسيق للحد من هذه الظاهرة، وخصوصا أنها دائما ما تحدث خارج المياه الإقليمية للبحرين، مستشهدا بقضية الاختطاف المسلحة الذي تعرض له بانوش بحريني في مطلع العام 2004 والذي أرغم البحارة على ترك السفينة والسباحة، من ثم أخذ السفينة للسواحل الإيرانية.

ودعا عدد من الصيادين السلطات الأمنية في البحرين للتنسيق مع السلطات الأمنية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج لحماية المنطقة البحرية والكشف عن المتجاوزين للحدود الإقليمية وكذلك إخراج طائرات للبحث عن مراقبة المناطق الشمالية التي كثرت فيها عمليات السطو المسلحة.

وكانت وزارة الداخلية قد وعدت بتكثيف الدوريات في المناطق التي كثرت فيها أعمال القرصنة لحماية البحارة من أي هجوم وخصوصا أن الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، ونجحت في الحد من ظاهرة القرصنة في المياه الإقليمية البحرينية بشكل كبير جدا.

وقد نبهت الإدارة العامة لخفر السواحل البحارة بضرورة التقيد بالصيد داخل المياه الإقليمية وتسجيل خروج البوانيش من نقطة رأس رية الأمنية التابعة لقيادة خفر السواحل حتى يمكن إحكام السيطرة الأمنية لحمايتهم.

وكشف قائد الحرس البحري البحريني علاء سيادي خلال ورشة «الأمن البحري في منطقة الخليج العربي» أن قوات الحرس البحري رصدت خلال أكثر من 6 سنوات 24 حالة تهريب بحري، 18 حالة منها تهريب خمور والباقي مخدرات، إضافة إلى 16 عملية قرصنة و4 حالات تسلل.

ودائما ما كانت وزارة الداخلية تحمّل الصيادين مسئولية عدم التزامهم بالتعليمات الخاصة بذلك ومنها عدم تجاوز المياه الأقليمية لأي سبب كان، مع اصطحاب جهاز الاتصال V.H.F راديو أو ما شابه ذلك، بالإضافة إلى استخدام جهاز تحديد المواقع عن طريق الأقمار الاصطناعية G.P.S.

أما في حال الاشتباه بوجود قرصنة فيجب على جميع البحارة ومن هم على متن «البانوش» ارتداء سترة النجاة احتياطا لما قد يحدث من إلقاء البحارة في البحر أو في حال أي هجوم مسلح من قبل المهاجمين، وإبلاغ دوريات إدارة خفر السواحل عن حالات الاشتباه.

كما طلبت الوزارة من البحارة أن يسعوا دائما إلى الإبحار الجماعي في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للمملكة قدر المستطاع والإبلاغ الفوري لإدارة خفر السواحل في حالات حدوث القرصنة ويجب على البحارة عدم المقاومة وذلك حفاظا على سلامتهم.

بحارة سترة يشكون ندرة الأسماك في المياه الإقليمية

الوسط - فاطمة عبدالله

شكا عدد من بحارة منطقة سترة قلة الأسماك في مياه البحرين الإقليمية، شاكين في الوقت ذاته غلاء أسعار الأسماك.

وأوضح البحارة أنهم يواجهون منافسة الآسيوي لهم، إذ إن الأخير يدخل البحر وقت ما يشاء ويمارس الصيد بطرق غير مشروعة في أحيان كثيرة، ما يؤثر على البحر وعلى مصائد الأسماك.

ولفت البحارة إلى أنهم لا يعانون من ندرة الأسماك وغلائها فقط، فعمليات الحفر والردم أدت إلى تدمير مصائد الأسماك، مشيرين إلى أن ندرة الأسماك لم تؤثر على البحارة فقط، بل أثرت على المواطن أيضا وخصوصا أن الأخير أصبح يشتكي غلاء الأسماك، مؤكدين أن الأسماك لم تشهد ارتفاعا في أسعارها إلا منذ عامين تقريبا.

وتوقع البحارة أن تشهد الأسواق المركزية خلال العام المقبل شحا في الأسماك وخصوصا مع استمرار عملية الدفان واستمرار تدمير مصائد الأسماك.