سئمت كثيرا من قلمي وهو يمني نفسه! باستعادة فلسطين! وبتصافي قلوب الفلسطينيين! وبصلي المسلمون في أولى القبلتين! ومللت منه وهو يعشم نفسه بسماع الدبكة اللبنانية في شبعا! والرقصة الشامية في هضبة الجولان! وتنتصر الألوية العربية الكبيرة على الحاخامات الصهيونية الصغيرة! لكنني مللت كثيرا من هذا التفاؤل لأقاطعه قليلا... كان من المفروض أن توجه تفاؤلك مباشرة إلى الحرف العربي! فقلت وأي حرف هذا الذي سيقبل بي؟ الحرف الذي يشترك اسمه في أكثر من 20 دولة عربية ؟ كما يسمون أنفسهم بالقوة الناعمة!
أيها الحرف العربي الكبير متى تخرج من صومك وصمتك وصومعتك وتوجه طائراتك الثلث المخزنة في الصحراء العربية! قبل أن تنتهي مدتها! وصواريخك عابرة القارات المغبرة بالأتربة والأوساخ! وبوارجك الحربية الراسية قبال السواحل تراوح مكانها! أو يصطاد ملاحوها الأسماك! متى؟ التي طالما تباهت بها وأنت تستعرضهما في يوم عيد جيشك أو في يوم عيد جلوسك! لكنني عدت من جديد لمخيلتي للبحث عن هذا الحرف العربي الغريب والذي أثاراستغرابي كثيرا حيث وجدته فعلا متخفيا بآخر حرف في كل اسم دولة من الدول العربية والتي قسّمهم الشيطان الأكبر إلى دول صديقة معتدلة! وأخرى مارقة إرهابية! غصت في أجواء هذه الدول الصديقة المعتدلة فوجدتها مذعنة مسببة محاصرة بقواعد بحرا و جوا وبرا! فقلت في نفسي إذن ما فائدة هذا التقارب وهذه العلاقات الرومانسية بين هذه الدول والشيطان الأكبر؟ ولمن هذا التجييش وهذا التسلح وهذا الاستعراض السنوي! بحثت عن ترتيب هذا الحرف من بين الحروف العربية فوجدته الحرف الرابع عشر في الأبجدية العربية وعددها 28 حرفا! فعدت من جديد متفائلا! ألا تكفي هذه الدول من أن تسترد فلسطين والحقوق العربية المسلوبة؟ بعكس الدول القليلة المتمردة على الشيطان الأكبر والتي يسميها بالدول المارقة! أو دول خارجة عن بيت الطاعة الأميركي (البيت الأبيض)! التي لا يتعد عددها على أصابع اليد!
أما عندما تجولت في موقعه ودلالاته وأسراره عند هذه الدول فوجدت أن هذا الحرف عندهم مكرما معززا من الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد في آيات كثيرة أجلها في سورة (ن، والقلم وما يسطرون)، وفي النهاية استسلمت وقلت في نفسي بالك من حرف كلك على بعضك غموض في غموض!
لكن ما أثار دهشتي واستغرابي أكثر وكذلك أنتم أيها العالم الصغير الذي انطوى فيكم العالم الأكبر! عندما تقراؤون المدونات وتتابعون الأحداث اليومية عبر التلفاز وتطالعون الصحف وأعتقد أنكم شدكم أكثرهذا الاستغراب عن هذا الحرف الغامض وكما قلت سابقا ينتهي بآخر حرف في كل اسم في كل دولة من الدول التي يسميها الشيطان الأكبر دول مارقة متمردة! خلافا لبقية الدول العربية الصديقة له! التي أصر قلمي على عدم ذكرها حتى لا يتم حذفها ابتداء من المقال! والتي حيرتني كثيرا كأنها والشيطان الأكبر تسير كالمسطرة في خط مستقيم مع البيت الأبيض أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالحمى والمرض والموت البطيء! بدليل عندما تصاب شعوب الشيطان الأكبر بالحمى تعطس هذه الدول وتزكم أنوف شعوبها وينشط فيها بيع البندول والعقاقير المسكنة! أو تكثر الإصابات والوفيات في الدول العربية جراء انتشار وباء انفلونز الخنازير في أميركا! التي ساعدت على انتشاره بسرعة في الدول العربية الصديقة! أليس كذلك؟
وتحزن وتصيبها الكآبة وتتدهور بورصاتها كلها عندما يتعرض البيت الأبيض لعارض كهجوم مسلح! كما حدث في العام 2001 والأكثر من ذلك قد يصيب شعوب هذه الدول العربية نوبات قلبية عندما يهتز البيت أو يصاب بأزمة مالية! وكما هو حاصل اليوم عندما تعرضت أميركا لتسونامي المالي وتدني سعر الدولار! حيث أفلست خزائن هذه الدول! وهبط سعر وقودها! فسرحت موظفيها في الشوارع والأزقة! وأغلقت المصانع لماذا؟ لأنها وضعت البيض في سلة أميركية واحدة! وجوعت شعوبها سنين عجاف! من أجل تكديس السلاح! وتجميع رأس المال! وقد تقاطعونني قليلا لتردوا على استغرابي ونظريتي عن أن هناك دولة واحدة وأكثر! ينتهي اسماؤها بحرف النون تعتبر من الدول الصديقة للبيت الأبيض ولا تملك مساحة من الأرض ولا قدرة من الشجاعة لتعصي أوامر بيت الطاعة! لكن الغالب من تلك الدول المعنية أنها مخيبة لآمال البيت الأبيض ومسببة صداع نصفي يوميا نتيجة مخالفتها أوامر وأطماع وخطط الشيطان الأكبر وتعكير مزاج سيدة البيت الأبيض حتى ثأر لنفسه معلنا الحرب على هذه الدول الخارجة عليه التي تنتهي بحرف النون بدءا بصحيفة المقاطعة والعقوبات الدولية وغلق مطاراتها الجوية وموانئها المائية ومنافذها البرية يعني حاصرها اقتصاديا كأفغانستان وباكستان مرورا ببلاد الرافدين والسودان ولبنان واليمن والجولان والقائمة تطول.
أعتقد أنك تتفق معي قليلا أيها القارئ العزيز أن البيت الأبيض يعيش أزمة نفسية أخرى ومشكلة مزمنة كبرى مع دولتين إسلاميتين أحدهما صغيرة في حجمها كبيرة جدا في قضيتها ينتهي أيضا اسمهما بالحرف ن لم ينساهما قلمي وهي دولة محتلة مسكينة مغتصبة! أتعرفون ما هي هذه الدولة؟ أعتقد أنكم تعرفونها كما تعرفون غصن الزيتون! أليس كذلك؟ التي مضى على أزمتها أكثر من سبعين عاما منذ اغتصابها في الأربعينيات! وكل رئيس أميركي يخطو البيت الأبيض يحمل راية الحل مناديا كذبا وزيفا بتدنيس الدولة الزيتونية.
أما الثانية فهي الرقم والاسم الأصعب كبيرة في حجمها قوية في مشروعها! و ينتهي اسمها بحرف النون ولكن هذه النون تختلف كثيرا عن النونات العربيات إذ لا يتحمل الشيطان الأكبر ولا الأصغر سماعها وذكرها! لأنه لا يتحمل نجاحاتها اليومية في عالم الذرة وتفوقها في إطلاق الصواريخ وصناعة الجغرافيا والتاريخ!
مهدي خليل
العدد 2552 - الإثنين 31 أغسطس 2009م الموافق 10 رمضان 1430هـ