لعل من أجمل الصور التي تسعد النفوس في شهر رمضان المبارك، هي تلك التي تجمع أهل البحرين، بكل طوائفهم وانتماءاتهم ومستوياتهم في رحاب المجالس الرمضانية، وهذا محور الحديث الذي دار في مجلس مدير عام التسجيل العقاري الشيخ عبدالرحمن بن علي آل خليفة مع الشيخ عبدالحسين العصفور فيما يرتبط بالعلاقات الوثيقة بين أهل البلد في السراء والضراء، وهو الأمر الذي ثمنه حضور المجلس وأثنوا عليه مؤكدين أن جهود كل مواطن يسعى لخدمة بلاده، أيا كان مستواه، هي جهود موفقة ومسددة من الله سبحانه وتعالى، وهذا هو المنهج الذي عرف به أهل البحرين.

وفي هذا الإطار، قال الشيخ عبدالرحمن بن علي إنه ليس غريبا على أهل البلد الحفاظ على وحدتهم وتماسكهم، والعمل من أجل تحقيق كل ما من شأنه رفعة البلد، ومهما يكن الأمر، فإن المجتمع البحريني قادر على تجنب الممارسات التي قد تسئ الى علاقاته وارتباطه وتلاحمه مع بعضه بعضا، ولا أدل على ذلك، ونحن نعيش العشر الأواخر من شهر رمضان، هذا التواصل المستمر، حتى في حدود العائلة الواحدة، حيث يجتمع الأهل متجاوزين كل الخلافات وكل المنغصات لينعموا ببركات هذا الشهر الكريم بعطاءاته الإيمانية الكبيرة.

وشارك في الحديث نائب محافظ الشمالية جاسم أحمد الوافي الذي أكد على أن العلامة البارزة للمواطنة الصالحة هي الدور الذي يلعبه المواطن في خدمة أهل بلاده، سواء في المجالات الخيرية أو مجالات العمل المختلفة، ونحن ولله الحمد، نعيش في بلد تتميز بالكثير من السمات الطيبة، وهناك الكثير من المواطنين الذين يسعون لخدمة مجتمعهم من باب نيل الثواب من الله سبحانه وتعالى، وهذا الأمر يسري أيضا على الكتاب والصحافيين الذين يطرحون مواضيع وقضايا تهدف إلى خدمة البلاد، وتتصدى لكل الظواهر السلبية وتحذر منها، معربا عن سعادته بالتواصل الرمضاني الكريم في مجالس أهل البحرين من أقصاها إلى أدناها، وهي الصورة التي تؤكد دائما على أن أهل البحرين، لا يمكن أن تفرقهم أصوات النشاز أو الممارسات التي لا تهدف إلى مصلحة العباد والبلاد. وأثنى الشيخ عبدالرحمن بن علي على ما طرحه الوافي من أن كل جهد مخلص لوجه الله لابد وأن يتحقق له النجاح، وهذا ليس أمرا أخرويا فقط، بل بركات العمل الصالح المخلص لوجه الله تظهر منافعه على الإنسان في الدنيا، وتتحقق الخيرات له ولأبنائه وأبناء بلده، ونسأل الله أن يوفق الجميع للالتفاف تحت مظلة الدين الواحد والوطن الواحد والمحبة والتواد في ظل قيادتنا وهي التي وضعت هذا المنهج البحريني الأصيل بين أفراد الأسرة الواحدة، وأن المجتمع البحريني الكريم معروف منذ القدم بطيبته وكرمه وحبه للخير للجميع، سائلا المولى العلي القدير أن يعيد شهر رمضان المبارك على البحرين قيادة وحكومة وشعبا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والرفعة.