تراجع مسلسلات المحجبات في دراما رمضان هذا العام أصبح لغزا كبيرا بعد الانتشار الكبير في الأعوام السابقة، حيث لا يوجد سوى مسلسلين فقط «هانم بنت باشا» لحنان ترك، و «العمدة هانم» لصابرين، إضافة إلى مشاركة الفنانة منى عبدالغني في مسلسل «متخافوش» مع النجم نور الشريف.
لماذا تقلص عدد مسلسلات المحجبات مقارنة بالسنوات السابقة؟ وهل هناك شبه مؤامرة من قبل شركات الإنتاج على هذه النوعية من الأعمال؟ هل صحيح أن عدم الإقبال عليها بحجة عدم التسويق أم أن الأزمة في شروط المحجبات ومحاولتهن فرض آرائهن على المؤلفين لكتابة سيناريوهات تفصيل لهن؟
النجمة حنان ترك التي تعود إلى الدراما بعد غياب ثلاث سنوات بمسلسل «هانم بنت باشا» بعد مسلسلها الأخير «أولاد الشوارع» قالت: ما استهواني في هذا المسلسل أن السيناريو الذي كتبه ياسر عبدالرحمن جديد على الدراما ولم يحاول استخدام الحجاب سلبا أو إيجابا، بل يعرض نماذج إنسانية بعيدة عن الشكل الخارجي وفكرته عصرية لأن أحداثه تدور حول الكذب في المشاعر وخداع القلوب من خلال شخصية هانم عبدالحميد باشا التي أجسدها، وهي لفتاة من طبقة شعبية جدا تعمل في «زنقة الستات» وهي منطقة شهيرة بالإسكندرية، وتتحمل مسئولية أخواتها وتضحي بنفسها من أجل إسعاد الآخرين حتى تتعرف إلى شاب يوهمها بالحب ويسير على مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة».
الفنانة صابرين التي تطل على شاشة رمضان هذا العام بمسلسل «العمدة هانم» قالت حول قلة عدد أعمال المحجبات هذا العام: إنها مصادفة مثلما كان وجود أكثر من مسلسل لهن العام قبل الماضي مصادفة أيضا، وهذا العدد القليل لا يدل على مؤامرات بقدر كونه يرتبط بكل فنانة حالت الظروف دون وجودها هذا العام، وخصوصا أن الجمهور أحب مسلسلات المحجبات عندما شاهدها.
وتعترف صابرين بأن الفنانات المحجبات يتعرضن بعض الأحيان للاضطهاد، لا لشيء سوى أنهن تحجبن، وهذا أمر غريب بحسب قولها في مجتمع معظم سيداته محجبات، الأمر الثاني أن هناك حالة تربص بالفنانة المحجبة واتهامات مسبقة في المسلسلات التي تقدمها المحجبات، يأتي وراء هذه المسلسلات مخطط لتحجيب الفن وهو أمر لا أفهمه حتى الآن.
وحول ما قاله بعض النقاد عن أن المحجبات لديهن قائمة ممنوعات تخرج الدراما عن مسارها الصحيح، قالت صابرين: لا أدافع عن أحد، ولكل فنانة محجبة فكرها الخاص وظروفها ولا توجد عندي قائمة ممنوعات أو خطوط حمر، لأنه ببساطة شديدة لا فرق بين صابرين الفنانة قبل الحجاب أو بعده، فأنا منذ بدأت عملي بالفن لم أقدم مشهدا واحدا مبتذلا أو أدوارا ساخنة، وبالتالي ليس غريبا أن أكون كذلك في أعمالي بعد الحجاب، كما أن هناك فعلا مشاهد لا تناسب الحجاب أو الفنانة المحجبة.
أما ثالث الفنانات المحجبات اللائي يظهرن هذا العام، فهي الفنانة منى عبدالغني التي تشارك الفنان نور الشريف في مسلسل «متخافوش» وتقول إنها سعيدة بمشاركة نور الشريف في العمل الرابع لها معه بعد أن شاركته من قبل في مسلسلات «هارون الرشيد» و «عيش أيامك» و «كلام في الممنوع»، مشيرة إلى أنها تجسد في المسلسل دور زوجة محجبة لصاحب قناة فضائية اسمها «الشعلة» وتساعده في أزماته التي يواجهها بسبب نظرة القناة لقضايا سياسية ساخنة، ولها طفلة وحيدة.
وأكدت منى أن مسلسلات المحجبات لم تفشل لتختفي، والدليل وجود أكثر من مسلسل بطلته فنانة محجبة، والمهم في هذه الجزئية ما يطرحه المسلسل من قضايا بعيدا عن التصنيفات.
أما الفنانة سهير البابلي فقالت: تعمدت الاختفاء هذا العام على رغم أن لديّ مسلسلا يحمل عنوان «سوسكا» لكنني رفضت عرضه في شهر رمضان بعد التجربة الأليمة التي مررت بها في مسلسل «قلب حبيبة»، فعلى رغم نجاحه فإن الزحام الشديد في المسلسلات التي تعرض في رمضان لا تعطي لكل مسلسل فرصة عادلة للحكم عليه، وخصوصا أنني بذلت مجهودا ضخما في هذا المسلسل ولكنني أرى أنه لم يحقق نسبة المشاهدة التي أتمناها وخصوصا على شاشة التلفزيون المصري.
أما سهير رمزي فأكدت أنها كانت ستصور مسلسلا جديدا لرمضان هذا العام من إخراج تيسير عبود، لكن ظروفا إنتاجية حالت دون تصويره، وستبدأ تصويره بعد رمضان. وأضافت أن: الحجاب لا يخل بالدراما، وهو ما حدث كمثال في مسلسلي السابق «حبيب الروح»، فقد رفضت منذ البداية كتابة أي مشاهد في غرف النوم بين الطبيبة التي جسدت شخصيتها وزوجها، لأنه من المفترض أن تخلع الحجاب لتكون الدراما منطقية، أما في منزلها فكانت ترتدي الحجاب وهو أمر عادي عند بعض الطبقات الاجتماعية التي يوجد في منازلها خدم من الرجال، فالمفروض أن تكون السيدة محتشمة.
وحول ما يقال إن هدف مسلسلات المحجبات «تحجيب» الدراما المصرية قالت سهير متسائلة: وهل من الممكن أن أكون سيدة محجبة وأرتدي ملابس عارية في المسلسل؟ والمسألة ليست لها علاقة بـ «تحجيب» الدراما، وأنا لا أقول إنه من المفروض أن كل الممثلات يكن محجبات أو العكس، لكن الصنفين موجودان في المجتمع والأنموذجان يعرضان على الشاشة، إذن لماذا كل هذه الضجة؟الفنانة شهيرة علقت على الانتقادات التي توجه إلى مسلسلات المحجبات وأنهن يردن سيناريوهات «تفصيل» قائلة: حتى لو أن البعض أحيانا ينتقد المحظورات التي تفرضها بعض الفنانات المحجبات على العمل، فمن لا يريد التعامل بناء على هذه المحظورات لا يعمل، ثم أحيانا الفن لابد أن تكون له بدائل، لا يوجد شيء ليس له بديل، وأنا أتفق مع البعض في أن هناك بعض المشاهد لا تكون بها صدقية مثل زوجة تكون مع زوجها في غرفة نوم وترتدي الحجاب، هذا لا يعد منطقيا لكن هناك حلولا درامية لها.
وأضافت شهيرة أنها ضد الأصوات التي تطالب الفنانة المحجبة بالجلوس في منزلها وعدم العمل بالفن، لأن الحجاب ليس معناه أن تتقوقع الإنسانة التي تحجبت وتنفصل عن مجتمعها ولا تتواصل معه، ثم لماذا لا يقال ذلك للطبيبة والصحافية والمحامية والمهندسة المحجبة؟
وعلقت شهيرة على عودة النجمات المحجبات مثل سهير البابلي وسهير رمزي وحنان ترك وصابرين إلى الشاشة من خلال مسلسلاتهن قائلة: إنهن قدمن أعمالا جيدة وأقبل عليها الجمهور، وهناك أعمال لمحجبات هذا العام، وأعتقد أنهن سيقدمن الأحسن في الفترة المقبلة لأنه بالتأكيد كانت هناك أخطاء، ثم أية فنانة محجبة طالما تصدت لمسلسل عليها أن تقبل النقد بجميع أشكاله، لأن تجربة مسلسلات المحجبات جديدة على المجتمع بعكس دولة مثل إيران أعمالها تصل إلى «الأوسكار» بالحجاب، لأنهم تعودوا على ذلك عكس مصر.
العدد 2568 - الأربعاء 16 سبتمبر 2009م الموافق 26 رمضان 1430هـ