يؤكد خبراء التغذية أن إعداد الولائم وتبادل العزائم وإعداد أصناف الحلوى والطعام الخاص بعيد الفطر تمثل جانبا تراثيا من جوانب الاحتفال بالعيد التي تجسد الطابع الإسلامي والوطني المميز لبر الوالدين وصلة الرحم والحرص على إنهاء القطيعة بين المسلم وأخيه وبذلك تعم الفرحة وتغمر قلوب الجميع.
وأنه بانتهاء شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط تغذوي ومعيشي مغاير كثيرا لذلك النمط المتبع طوال العام فنتيجة للصوم يعتاد الجهاز الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار مما يجعله في حالة راحة نهارا في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب. ففي أول أيام العيد ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول يعاني الكثير من عدد من العوارض الصحية الناجمة عن العبء الكبير الذي قد حملناه لجهازنا الهضمي دون سابق تمهيد أو إنذار. فترى أقسام الطوارئ بالمستوصفات والمستشفيات قد استنفرت كل أجهزتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد. وبالإضافة إلى كل ذلك كثيرا ما يرتفع عدد الحالات المسجلة للتسمم الغذائي في أيام العيد. ولكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل تغذوية ناجمة عن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام، هناك عدد من الاعتبارات التغذوية التي يؤدي تطبيقها إلى تجنب حدوث هذه المشاكل بسهولة ويسر منها:
- عدم الإفراط في تناول الحلويات في أيام العيد:
تمثل حلويات العيد جزءا غاليا من تراثنا الإسلامي وعاداتنا العربية والكويتية الأصيلة ولعل أكثر الحلويات تميزا لعيد الفطر الكعك والبسكوت والبيتفور وجميعها أطعمه عالية جدا في محتواها من الدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة. وتحتوي الكعكة الواحدة من كعك العيد التي تزن نحو 50 جراما على نحو 280 سعرا حراريا أي ما يعادل كمية الطاقة الموجودة في خبزه زنة مائة جرام. ويؤدي الإفراط في تناول الحلويات في صباح يوم العيد إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، كما قد يؤدي إلى حدوث إسهال شديد مصحوبا بالكثير من المخاطر الصحية الأخرى. وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.
العدد 2573 - الثلثاء 22 سبتمبر 2009م الموافق 03 شوال 1430هـ