قامت جماعات يهودية متطرفة أمس (الأحد) بمحاولة لاقتحام الحرم القدسي مدعومة بقوات من الشرطة الإسرائيلية؛ ما أدى إلى حدوث اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين. وكانت الشرطة الإسرائيلية أغلقت جميع بوابات الأقصى قبل اقتحامه لقمع وتفريق جموع المصلين الذين احتشدوا في باحات الأقصى منذ صلاة فجر أمس للتصدي لمحاولة اقتحامه من قبل جماعات يهودية متطرفة.
وعلى إثر ذلك، قال وزير الأوقاف الفلسطيني محمد الهباش: «ما يجري في المدينة المقدسة لا يحتمل التأجيل، وأنا أدعو باسم السلطة الوطنية الفلسطينية، الجامعة العربية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل لبحث ما تقوم به سلطات الاحتلال في المدينة». استنكار عارم والسلطة الفلسطينية تطالب الهيئات العربية والإسلامية باجتماع عاجل
القدس المحتلة، غزة - د ب أ، أ ف ب
قوبلت محاولة اقتحام جماعات يهودية متطرفة للحرم القدسي والاشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين فلسطينيين أمس (الأحد) باستنكار فلسطيني عارم ودعوات للرد على التصعيد الإسرائيلي.
وارتفع عدد الإصابات جراء الاشتباكات المستمرة بشكل متقطع منذ صباح أمس إلى 16 فلسطينيا برصاص جنود وعناصر الشرطة الإسرائيلية الذين اقتحموا باحات الأقصى من جهة بوابة المغاربة. وأعربت السلطة الفلسطينية عن بالغ قلقها وغضبها لما يجري في المسجد الأقصى بحماية ودعم الحكومة اليمينية الإسرائيلية.
وقال وزير الأوقاف والشئون الدينية في الحكومة الفلسطينية محمود الهباش إن «أحداث الأحد في المسجد الأقصى تنذر بعودة العنف من جديد للمنطقة وعواقب وخيمة على عملية التسوية». وأضاف الهباش في بيان صحافي :»إذا كان المجتمع الدولي لا يريد للعنف أن يعود للمنطقة، فعليهم أن ينظروا إلى أن (إسرائيل) هي المسئولة عن العنف القائم وكل ما يفعله الشعب الفلسطيني هو التثبت بالحياة والدفاع عن مقدساته وأرضه وهذا هو حق للشعب الفلسطيني في الحرية ومقاومة الاحتلال». ودعا الهباش المجتمع الدولي إلى التدخل، «لأن الأمور بدأت تعود إلى المربع الأول وتنذر بعواقب وخيمة جدا».
ودعا الهباش الهيئات العربية والإسلامية إلى عقد اجتماع عاجل على خلفية الأحداث التي جرت في المسجد الأقصى. وقال «ما يجري في المدينة المقدسة لا يحتمل التأجيل، وأنا أدعو باسم السلطة الوطنية الفلسطينية، الجامعة العربية ولجنة القدس ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل لبحث ما تقوم به سلطات الاحتلال في المدينة».
بدورها، أدانت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة «حماس» في غزة «الاعتداء على الأقصى ومصليه»، ودعت جماهير الشعب الفلسطيني للاستنفار. وطالبت الحكومة في بيان الأمة العربية والإسلامية بالتحرك العاجل لإنقاذ الأقصى وأهله «المرابطين»، محذرة من انعكاسات ما يجري على الصعد كافة.
وفي السياق ذاته، اعتبر المتحدث باسم حركة حماس، سامي أبوزهري، في مؤتمر صحافي عقده في غزة، ما يحدث من محاولة اقتحام الأقصى وإصابة العديد من الفلسطينيين «بمثابة تنفيذ مخطط صهيوني للاستيلاء على المسجد الأقصى». وقال أبوزهري «إن محاولات استهداف المسجد الأقصى واستباحة حرماته تصعيد خطير نحذر من الاستمرار فيه ونحمل الاحتلال المسئولية عن كل التبعات والتطورات التي ستترتب على هذه الجريمة».
من جهتها، قالت رابطة علماء فلسطين إنها «تنظر بخطورة بالغة لما يجري في ساحات المسجد الأقصى المبارك من محاولات محمومة من قبل غلاة المتطرفين اليهود لاقتحام المسجد الأقصى بدعم ومساندة علنية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي».
كما دعت حركة الجهاد الإسلامي إلى «تصعيد المقاومة ضد جرائم العدو والرد على عدوانه حتى لا يظن العدو أن بمقدوره أن يمرر على شعبنا أوراقا جديدة وأن يفرض وقائع جديدة تمكنه من هذا الشعب ومن هذه الأرض المباركة». ودعت الحركة في بيان صحافي جماهير الشعب الفلسطيني إلى نصرة المسجد الأقصى وحمايته والدفاع عن قدسيته «بكل الوسائل والطاقات».
من جهته، حذر المتحدث الرسمي لكتائب عز الدين القسام، أبوعبيدة من استمرار «الاعتداء» على المسجد الأقصى. وهدد أبوعبيدة، في تصريحات إذاعية، بأن هذه الاعتداءات «سيكون لها تبعات، والعدو الصهيوني سيتحمل المسئولية الكاملة عن هذه التبعات».
وكانت الشرطة الإسرائيلية أغلقت كل بوابات الأقصى قبل اقتحامه لقمع وتفريق جموع المصلين الذين احتشدوا في باحات الأقصى منذ صلاة فجر أمس للتصدي لمحاولة اقتحامه من قبل جماعات يهودية متطرفة.
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وفدا من قيادة الحركة برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل سيصل إلى القاهرة لمتابعة الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية تحت رعاية مصر.
قال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم «أن وفد الحركة من قطاع غزة غادر غزة الأحد إلى القاهرة للانضمام إلى وفد حماس برئاسة خالد مشعل وموسى أبومرزوق ومحمد نصر الذي يصل إلى القاهرة مساء الأحد قادما من سورية».
ميدانيا، أعلنت كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة «فتح»، قصف موقع «إيرز» العسكري الإسرائيلي شمال قطاع غزة بقذيفتي هاون. وقالت الكتائب، في بيان صحافي، إن إحدى مجموعاتها قصفت الموقع الإسرائيلي بقذيفتي هاون عيار 80 ملم، مؤكدة أن القذائف أصابت الموقع بشكل مباشر.
وعلى إثر ذلك قالت مصادر فلسطينية إن قطاع غزة شهد فجر أمس توترات أمنية عبر عدة توغلات محدودة للجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي متقطع استهدف أطراف القطاع الحدودية.
العدد 2579 - الأحد 27 سبتمبر 2009م الموافق 08 شوال 1430هـ
