عاد المواطن عيسى الجيب الذي تعرض إلى ضرب مبرح على يد مجموعة من المجنسين في دوار 19 بمدينة حمد أمس إلى منزله بعد 24 يوما قضاها في مجمع السلمانية الطبي، على إثر تعرضه لضرب بالمطرقة على رأسه.
وطالب الجيب في مؤتمر صحافي دعيت له الصحافة البحرينية لم تحضره سوى صحيفة «الوسط» في مستشفى السلمانية الطبي أمس النيابة العامة بتوجيه تهمة الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد، مشيرا إلى أن الذين حاولوا قتله هم من أصول عربية وأنهم قاموا بفعلتهم بعد ترصد وسبق إصرار إثر تدخله لإنقاذ شاب من الدوار نفسه كان يتعرض لضرب مبرح على يد 20 منهم.
السلمانية - عبدالله الملا
لاتزال الآلام في جسده حاضرة لتشهد على واقعة «دوار 19» في مدينة حمد، ولتحكي ما دار في ذلك اليوم المشوم الذي كاد يودي بحياة عيسى الجيب... ضربتان بالمطرقة على الرأس كانتا كافيتين لتدخلا الجيب في غيبوبة عاد من بعدها ليروي تفاصيل القضية على لسانه من على سرير المرض بعد 24 يوما من المعاناة في مستشفى السلمانية الطبي.
يبدأ الجيب بالحديث «قبل أن أنطلق في تفاصيل القضية، أتوجه بالشكر الجزيل لجميع شعب البحرين الوفي من منطقة الحد إلى الزلاق، ولا أبالغ حين أقول أن أول أسبوعين شهدا زيارات لا تقل عن 500 زيارة في اليوم، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على اللحمة الوطنية التي لاتزال حاضرة في شعب البحرين، كما وأشكر وزارة الداخلية التي لاتزال تحقق في القضية، وأخذ خطوات حثيثة في مركز شرطة دوار 17، كما وأتوجه بالشكر الجزيل إلى وزير الصحة وإلى كل العاملين في جناح 42 على اهتمامهم الكبير بي وهو أمر لن أنساه ما حييت».
وينتقل الجيب إلى سرد ما جرى في يوم الحادثة «خرجت من المنزل يوم الوقوف بعرفة، وبعد صلاة العشاء تحديدا، ولاحظت أن الشارع في المنطقة مليء بالمجنسين، واعتقدت للوهلة الأولى أن المجنسين دخلوا في عراك مع بعضهم البعض كما يحدث في أحيان كثيرة (...) ذهبت لأسأل أحد المجنسين من أصل يمني فقال إنه لا يعلم ما الذي يجري تحديدا، وبينما كنت كذلك صاحت بي بنت خالة الشاب المضروب، لتقول إن محمود يتعرض لضرب على يد المجنسين السوريين، فهدأت من روعها وقلت لها إني ذاهب لأتأكد من الموضوع».
يستعيد الجيب ذكرياته ويستجمع قواه، ويجلس على السرير بقرب عضو مجلس بلدي الشمالية يوسف ربيع وعلي منصور اللذان حضرا لغرفة الجيب بعد دعوته لمختلف الصحف المحلية لحضور مؤتمر صحافي قبل خروجه من المستشفى والذي حدده الأطباء يوم أمس الخميس، ولكن الصدمة التي تلقاها الجيب أن الصحافة لم تحضر في الموعد المحدد ليكتفي بنقل الواقعة لصحيفة «الوسط»... يعود من جديد ليكمل «دخلت بين المجنسين، وبمجرد أن ناديت على محمود، حتى التفت إلي مجموعة من المجنسين يلتفتون لي ويقولون: يا حمار، يا حشاش، حسابك بعدين عند بيتكم... انسحبت منهم، وخصوصا أن الشارع كان خاليا من البحرينيين، وجلست عند الرصيف».
ويقول الجيب «كان والد السورين يقول إن محمود ضرب ولدهم عند البيت وإنهم ضربوا محمود عند البيت أيضا، وما شاهدته هو إرهاب بكل معنى الكلمة، فقد كان هناك أكثر من 20 مجنسا يسحبون محمود في الشارع، فبينما كان والدهم يجره من يده كان يسقط تارة ويقوم أخرى والكل يضربه في كل مكان من جسده، وعادوا مرة أخرى وضربوه عند البيت لمدة خمس دقائق».
ويفصل «جاءت حينها دورية الشرطة، وهرعت بنت خالة محمود إلى الدورية لتنقل ما جرى، فحاولت إحدى النساء من بيت المجنسين أن تردها وحملت لها عصا، واشتكت للشرطة بذلك، فتراجعت المرأة المجنسة وأخفت العصا ودخلت البيت، وحينها أركبوا محمود والسوريين المجنسين في السيارة وذهبوا إلى مركز الشرطة».
الجيب: فقدت الوعي وحاولوا جري للمنزل لاتهامي بالتهجم!
تتسابق ذكريات اليوم الموعود لعيسى الجيب مع المجنسين لينطلق في سرد التفاصيل «رجعت إلى المنزل، وجلست عند الباب فجاءت أخت محمود وعمته وعدد من النساء وكانوا يصرخون في الفريق على السوريين، فقلت لهم: اتركوهم لأن الأمر الآن في يد الحكومة وستأخذ لكم الحق منهم، والأفضل أن ترجعوا إلى المنزل وسيكون كل شيء على ما يرام (...) انتظرت ليوم العيد وقرأت صحيفة «الوسط» ولكني لم أجد التفاصيل للموضوع كما حدث بالضبط، فاتصلت بالمحرر الذي كتب الموضوع، وطلبت منه أن يوافيني لأحكي له التفاصيل».
ويتابع «على اعتبار أن والدي محمود مسافران للخارج، ذهبت إلى أعمامه في منطقة الهملة وأخبرتهم بما جرى، كما أبلغتهم أني على أتم الاستعداد للشهادة في الواقعة ولكن في النيابة العامة، واتصلت مرة أخرى بالمحرر في صحيفة «الوسط» لأبلغه أن موعدنا هو ثاني أيام العيد (...) بينما كنت أنتظره عند الباب جاء اثنين من أصحابي ليهنئوني بالعيد، وأدخلتهما إلى المنزل وأخبرتهما أني أنتظر صحافي «الوسط» لأحكي له القضية التي جرت في المنطقة، وعندها خرجنا جميعا إلى خارج المنزل ورأينا أن النافذة الخلفية لسيارة صاحبي قد انكسرت ولم يكن هناك أي أحد في الفريق ما عدا ستة أو سبعة من أبناء العائلة السورية يقفون عند بابهم، فذهب صاحباي إليهم ليسألوهما عما جرى، وأنا تأخرت خلفهما لأغلق المنزل ولحقت بهما».
يستذكر الجيب ما حدث في تلك اللحظة لأن ذلك أكبر حدث سيظل في ذاكرته «بينما كنت أحاول اللحاق بصاحبي، إذا بثلاثة من أبناء المجنسين يتجهون مباشرة نحوي، وكنت في حال من الاستغراب حيث لم يكن هناك مجال للحوار ولا للحديث فإذا بأحدهم يضربني بمطرقة على الرأس، وحاولت التراجع للخلف في لحظة من الذهول، وعاودني مرة أخرى فضربني مرة أخرى بالمطرقة على الرأس حينها فقدت الوعي ولم أستفيق إلا في طوارئ مستشفى السلمانية الطبي».
في هذه اللحظات، كان صاحبا الجيب ومن حضر في الفريق ينقل للجيب ما جرى بعدها، فيقول: «يشير صاحبي إلى أن السوريين حاولوا جري إلى داخل منزلهم، وكانوا على ما أظن يحاولون اتهامي باقتحام المنزل، وحاول صاحبي جري من بينهم، إلا أنهما لم يتمكنا من ذلك، وحاول المجنسون مرة أخرى جري، فتدافع عدد من سكان الفريق وسحبوني من بينهم (...) يقول الجيران إن السوريين كانوا يضربوني بكل شيء في تلك اللحظة، وظن كثيرون أني فارقت الحياة، ويقول أحد أصحابي أن امرأة من المجنسين جاءت لتضربني بأداة حادة...».
ويقول: «لقد بيتوا النية لضربي بالمطرقة، خصوصا أني كنت أجلس على الدوام عند الباب فلم يكن لي عمل، ولم تكن لي مشاكل مع أي من سكان المنطقة، وأطالب النيابة العامة بتوجيه تهمة الشروع في القتل مع سبق الإصرار والترصد».
وعن التحقيقات في الموضوع يشير الجيب إلى أن النيابة العامة جاءت لتأخذ أقوالي في الاتهامات الموجهة إلي من المجنسين وهو أني تاجر مخدرات.
وتابع «أكرر شكري إلى جميع شعب البحرين، ونقول لهم إن العائلة قررت اتخاذ ثلاثة خطوات وتتمنى من شعب البحرين الوفي مساعدتنا فيها للتخلص من هذه المشكلة والخطوات كالتالي: البدء في تقديم عرائض شعبية كل في دائرته الانتخابية لرفعها إلى مجلس النواب والقيادة، لتبيان رفض شعب البحرين لوجود هذه العصابات من المجنسين بين أبناء البحرين والتي تهدد المجتمعات الآمنة. والخطوة الثانية هي رفع أعلام البحرين أو لصقها على السيارات لكل من يرفض وجود هذه الفئات في المجتمع، والخطوة الأخيرة هي مقاطعة شاملة للمجنسين حتى يخرجوا من البحرين».
ربيع ومنصور: بلدي الشمالية يرصد المخالفات في منزل المعتدين
من جهته، يقول عضو مجلس بلدي الشمالية ممثل الدائرة التي حدثت فيها الواقعة يوسف ربيع: «أستغرب من توجيه تهمة حيازة المخدرات والمتاجرة فيها، والوضع الذي يعيشه عيسى الجيب في منزل متهالك لا يدل إلا على الحياة الصعبة لهذه العائلة، وقد أدرج المجلس البلدي المنزل ضمن قائمة مشروع تنمية المدن والقرى».
وتابع علي منصور «إن المجلس البلدي في المنطقة الشمالية وبالتعاون مع الجهاز التنفيذي وبمتابعة اللجنة المالية والقانونية في المجلس، فقد تم الاتفاق على قيام الجهاز التنفيذي بحصر المخالفات الموجودة في مدينة حمد ورفع تقرير شامل إلى المجلس البلدي؛ هناك ثلاثة أنواع للمخالفات، وهي مخالفات البناء البسيطة التي يمكن حلها عبر الوصول إلى اتفاق ودي مع صاحب المخالفة لإزالتها، أما النوع الثاني فيستدعي تحويلها إلى النيابة العامة، أما النوع الثالث فهي مخالفات تتعلق بمخالفة اشتراطات البناء وبناء مبانٍ خارجة على الإطار القانوني واستغلالها لأغراض أخرى كالتأجير بالباطن وبالتالي التأثير على المنظومة الاجتماعية والخدمات في المناطق ومنها مخالفة المنزل المذكور للمجنسين، علما أن الجهاز التنفيذي لم يلحظ أي مخالفة من الخارج ونحن بصدد أخذ إذن من النيابة العامة لتفتيش المنزل من الداخل».
وقال ربيع: «المجلس البلدي يرصد جميع المخالفات في مدينة حمد ولن يتم استثناء أي أحد، والباعث في هذا الموضوع هو سلامة الإجراءات القانونية والحفاظ (...) ونحن ندعوا المواطنين في مدينة حمد للتعاون مع المجلس البلدي والجهاز التنفيذي عبر التبليغ عن المخالفات التي تؤدي إلى الضغط على الخدمات في المناطق أو ما يفهم منه استغلال الوحدة السكنية لغير وضعها الطبيعي، وسنتأكد من ذلك عبر مراجعة الجهات المختصة».
وتابع «لجنة الخدمات والمرافق العامة في المجلس البلدي تعد ملفا عن الحالات التي تم استغلالها خارج إطار القانون وسيتم مخاطبة وزارة الإسكان بهذا الشأن».
العدد 2310 - الخميس 01 يناير 2009م الموافق 04 محرم 1430هـ