العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ

الفيلم الصيني التايواني «الهروب في الليل»

لم تكن الموضوعات المتعلقة بالشذوذ معروفة في السينما الصينية منذ فترة ليست بالبعيدة، ومع ذلك وفي السنوات الأخيرة أصبحت أفلام الشذوذ تظهر بشكل متزايد باعتبارها دعامة أساسية في ميدان السينما الصينية. فمن الأفلام الكلاسيكية مثل «وداعا خليلتي» إلى فيلم «خيمة نبات عود الصليب» ومن افلام هونغ كونغ الكوميدية عن تغيير الجنس مثل «إنه امرأة وإنها رجل» إلى فيلم «يان يو»، فإن الفيلم عن الشذوذ باللغة الصينية أصبح ينتشر بصورة مستقلة نوعا حقيقيا ومهما من الافلام الصينية.

أما الإضافة الجديدة لهذا النوع لجعله ينتسب إلى السينما الاميركية فتتمثل في الانتاج الصيني التايواني المشترك للعام 2000 بعنوان «الهروب في الليل» (يى بن).

إن هذا الفيلم الذي تم اخراجه باعتباره عملا مشتركا بين لي كونج هو (منتج فيلم «كل واشرب أيها الرجل وأيتها المرأة» وفيلم «وليمة الزفاف») وتشي ين يروي قصة عاطفة وحنين وحب غير متبادل على خلفية الحوادث التي عاشتها الصين عشية حرب المقاومة ضد اليابان. يبدأ الفيلم بوي انجر (رينيه ليو) ابنة أحد أصحاب دور السينما الثري وخطيبها شاو دنج (لي هوانج) ابن رجل أعمال ثري يعود إلى الصين بعد دراسة الموسيقى في أميركا.

ومع أن انجر وشاو دنج لم يتقابلا قط فإنهما تبادلا الرسائل وطورا من علاقة الحب بينهما خلال مدة إقامة شاو دنج في الخارج. وقد تحول هذا الحب بسرعة إلى قصة رومانسية بريئة - على الأقل طبقا للمعايير القائمة حاليا وليس طبقا لوالدة انجر المحافظة - بعد عودة شاو دنج إلى الصين وبدء عمليات الغزل بينه وبين انجر.

وكان كل شيء يسير على ما يرام إلى أن ظهر لين تشونج (تشاو تي ين)، الممثل البارز في فرقة الاوبرا التي تقيم بصورة مؤقتة في مجمع وي السكني. إن هذا اليتيم الذي قام بتربيته منذ الطفولة استاذ فرقة الأوبرا اختار اسمه من اوبرا كنكو «لين تشنج يهرب في الليل» وهو الدور الذي أكسبه سمعة سيئة على المسرح. إن ما بدأ كقصة حب بسيطة تطور بسرعة إلى مثلث غرامي معقد عندما وجد كل من انجر وشاو دنج نفسيهما ينجذبان نحو لين تشنج، الرجل الوسيم الغامض. وما زاد الأمور تعقيدا أن هوانج زيلي (لي جين تاي)، الرجل الثري المولع بالاوبرا أصبح مهووسا بلين تشنج وصمم على الاستحواذ به. وعندما تتطور حوادث القصة فإن المصير الخاص بهذه الشخصيات يتقارب تدريجيا إذ حياتهم وحبهم يتشابكان بطريقة مثيرة ومأسوية.

انها لمتعة أن نشاهد الدقائق القليلة الأولى من فيلم «الهروب في الليل» إذ يبدأ المخرجون بأسلوب قصصي متحرر ويصورون رجلا صينيا عجوزا يتجول بمفرده خلال شوارع منهاتن الحالية مع عدة شخصيات صينية تعكس فترة الثلاثينات.

إن عملية التقييد التي يتبعها الفيلم للربط التدريجي بين القصص الخاصة بكل من الشخصيات المشتركة تعمل بشكل ناجح تماما وعندما تبدأ القصة الحقيقية بشكل بارع تكون قد بدأت في الاستمتاع الحقيقي. ولا يعني هذا أن حبكة الرواية لا تميل احيانا إلى الضعف. إن المشاهدين الذين شاهدوا فيلم «وداعا خليلتي» سيقومون حتما بعمل المقارنات وهناك الكثير والكثير - نجوم أوبرا يتامى تم الاعتداء عليهم من قبل اساتذتهم، اعتداء جنسي على الأطفال، مثلثات غرامية، صراع مع هوية الشاذ، انصار الاوبرا الأغنياء الذين يحاولون الاستحواذ على نجومهم المفضلين وهلم جرا.

إن عدد الأمور المتشابهة تقود المرء إلى الشك فيما إذا كان المنتجون يقومون بمحاولات حقيرة لتحقيق ربح عاجل من فيلم «وداعا». وفي الوقت ذاته فإن الفيلم لم يفشل في عمل اشارات كافية إلى اوبرا كنكو الكلاسيكية «خيمة نبات عود الصليب» والتي حازت نسخها المسرحية والسينمائية الكثير من المدح حديثا.

وتتألق رينيه ليو في دورها كإنجر. وكان أول ظهور لها في التمثيل بالصدفة العام 1995 في فيلم بعنوان «خيمة نبات عود الصليب» (وودي ميلي يو ايتشو) - يجب عدم الخلط بينه وبين الفيلم السحاقي الفائز بالجائزة وعنوانه ايضا «خيمة نبات عود الصليب» (يويوان جنج منج).

أما تمثيل لي هوانج ولي جين تاي فإن تصويرهما لهوانج زيلي نصير الاوبرا المستبد بشكل بغيض يوحي بشعور بالتكلف والمبالغة في التمثيل. إن مدة عرض فيلم «الهروب في الليل» طويلة نوعا ما ولكن لهذا الفيلم صفات كثيرة جيدة - أهمها قصة الفيلم. وإذا كانت قصة الحب الميلودامية الموضوعية في الثلاثينات من القصص المفضلة لديك فإن عليك مشاهدة هذا الفيلم. أو الذهاب إلى محل الفيديو المجاور لمنزلك لاستئجار فيلم «وداعا خليلتي»

العدد 275 - السبت 07 يونيو 2003م الموافق 06 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً