تتجه الأنظار يوم غد (الخميس) إلى استاد البحرين الوطني لمشاهدة اللقاء الحاسم - الذي يتوقع أن يكون مثيرا - في نهائي كأس سمو ولي العهد الذي يجمع فريقي المحرق والرفاع، وقد تكرر وصولهما إلى هذه المباراة النهائية ثلاث مرات متتالية تبادلا فيه التتويج إذ حقق المحرق أول بطولة في مباراة لن ينساها الفريقان أبدا وخصوصا أبناء الرفاع بعدما كان متقدما بأربعة أهداف لأحمد حسّان ولكن الأحمر رفع شعاره لا لليأس واستنفر وانتفض وحقق الفوز وسط ذهول واستغراب من الرفاعية ومن الجماهير الرياضية التي لم تكن يومها مصدقة بما حدث حتى من أقرب الناس إلى أبناء المحرق.
ولكن الكرة عندما عشقها الأحمر في تداولها في المستطيل الأخضر استطاع أن يكسب ودها بدخولها مرمى الرفاع خمس مرات ولكن الرفاع في الموسم الماضي ردّوا اعتبارهم وخطفوا الكأس من بين أنياب الأخطبوط الذي دخل المباراة لتحقيق الثلاثية ولكن السماوي أبى أن يتجه كأس سمو ولي العهد ناحية عراد لينضم إلى شقيقه كأس الملك فخطفه بكل جدارة واستحقاق وفتح سجلات التاريخ ليكتب له من الذهب انجازه بعد فوزه مع المحرق 3/2.
هذه المباراة والتي ستقام غدا تحمل من الأهمية ما تجعل الفريقين أن يلعبا للفوز فقط... فهذا الأحمر بعدما كان في الموسم الماضي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق الثلاثية ولكن سقط في آخر امتحان له وإذا به هذا الموسم يتعرض للخروج من حصاد هذا الموسم من دون أية إنجازات وبطولة ولكن فوزه الكبير على منافسه التقليدي والغريم الأهلي (الأصفر) فتح له آفاق الفوز بالبطولة مرة أخرى إلى جانب ذلك ان الفرصة بالاخفاق مازالت قائمة، ولذلك لن يرضى الأحمر بغير الفوز في مباراة اليوم لإعادة ماء الوجه ومصالحة جماهيره بتحقيق هذا الإنجاز.
وأما الرفاع فيسعى إلى ضم كأس ولي العهد إلى درع الدوري والتأكيد على أحقيته بمستواه بعدما عقد صفقتين خياليتين مع نجوم لهما ثقلهما فحصد ما زرعه بالفوز ببطولة الدوري. والأمر الآخر الذي يسعى من أجله السماوي هو رد اعتباره من المحرق الذي خسر المباراتين في القسم الأول والثاني من الدوري .
ولا شك أن مباراة الغد من الناحية الفنية قد لا ترقى إلى المستوى الفني المطلوب، وسيغلب عليها في البداية الخدر الشديد قبل أن ينطلق أحد الفريقين إلى امتلاك مجريات الشوط الأول إن كان ذلك وقد يشوبها التوتر العصبي وبعض الخشونة بين فترة وأخرى والتي يجب على حكم المباراة المعيّن بالتعامل الحكيم مع اللاعبين ومع جو المباراة كذلك. فالأمور الفنية متشابهة كثيرا بين الفريقين وإن كان هجوم المحرق هو الأفضل عند المرمى أما خط الوسط فالكفتان متساويتان إلى حد ما والذي يعتبر عصب المباراة ومن يمتلكه سيكون الفوز حليفه.
فلوحظ في الفريقين أن الجانب الهجومي لديهما بارز بعد تسجيل الرفاع في مرمى البسيتين ثلاثية سريعة مكنته من الوصول إلى النهائي، بينما استطاع المحرق أن يضيف ثلاثية في الشوط الثاني إلى جانب هدفه الأول في الشوط الأول مكنه هو الآخر من عودة الأمل إلى حصد بطولة كأس سمو ولي العهد.
فالجماهير أيضا لها خصوصياتها ومميزاتها من على مدرجات استاد البحرين الوطني وسيكون للجمهور دور كبير ومؤثر في مجريات المباراة ولكن نأمل من الجماهير أن تضع أعصابها في «ثلاجة» وتشجع بأسلوب حضاري لتساعد الفريقين على تقديم العرض الجيد الخالي من العصبية والتشنج والانزلاقات الأخلاقية.
ويبقى هذا النهائي صعبا للفريقين ولننتظر إلى يوم غد لنرى ما سيفعله الفريقان على أرض استاد البحرين الوطني.
وصف قائد فريق الرفاع أحمد حسان مباريات المحرق والرفاع بالحماسية والمثيرة وقال: عندما نواجه فريقا قويا يرتفع مستوانا حتى نستطيع مجاراة الفريق المقابل، وكما تعود الجمهور مشاهدة لقاء قوي عندما يتقابل المحرق والرفاع فسنسعى لتقديم مباراة تليق بمستوى الحدث.
وأضاف حسان: أرى أن الحذر سيطول في المباراة النهائية لكن مع تسجيل هدف لأحد الفريقين سيفتح المجال لتسجيل أكثر من هدف وسيلعب الفريقان بأسلوب مفتوح لمسايرة تطور اللعب وسخونته.
وعن اكتمال لاعبي دفاع المحرق وأثره على أداء الرفاع قال حسان: يمتلك الرفاع أقوى خط هجوم في الدوري ولن يؤثر علينا اكتمال صفوف المحرق ولن نواجه صعوبة في الوصول الى مرمى علي حسن وأعتقد ان دفاع المحرق سيواجه مشكلة بسبب قوة خط هجوم الرفاع صاحب أعلى معدل تهديفي في الموسم.
وعن ابتعاده عن التهديف منذ بداية الموسم قال حسان: حصلت على عدة فرص لتسجيل الاهداف لكن لم يحالفني التوفيق امام المرمى بالاضافة لوجود أكثر من مهاجم في الرفاع يجيد التهديف. وأشار حسان الى تبديل مركزه في الملعب ما جعل اهدافه اقل من السابق. وعبّر حسان عن رضاه التام عن مستواه في الموسم الجاري واحرازه عشرة أهداف في مسابقة الدوري على رغم ميله لمساعدة خط الدفاع في غالبية فترات المباريات.
عن المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد والتي والتي ستقام غدا بلقاء المحرق والرفاع تحدث نجم المحرق رياض بدر بقوله:
مباراة الأهلي والتي فزنا فيها قد نسيناها، الآن نفكر في مباراة الغد ونأمل بأن نقدم المستوى المطلوب والرياضة فيها الفوز والخسارة والتوفيق من المولى عز وجل.
وأضاف: أعتقد كل من كان أهدأ وركز في اللعب أكثر سيكون هو الأقرب إلى الفوز.
وقلنا له ألا تعتقد أن الحضور الجماهيري الكبير يسبب لكم ضغطا نفسيا يؤثر على المستوى الفني للفريق فقال: بالعكس فأنا أعتقد أن الحضور الجماهيري يبث فينا الحماس والعزيمة والاصرار لتحقيق الفوز وكلما زاد الحضور كلما كانت عزيمتنا أكثر ونأمل أن يكون مستوانا في مباراة الغد أفضل من مباراة الأهلي...
وسألناه عن السبب في عدم تقدمه إلى الأمام في مباراة الأهلي تقال: كنت أحاول أن أعمل توازنا إذ ان فيصل لم يكن في فورمته البدنية وكان من الصعب أن أتقدم ثم أعود وخصوصا أن هجوم الأهلي يعتبر من أقوى المهاجمين في البحرين بعد عودة علاء ووجود محمد وصاحب وبوكركور وفي البداية كنت مرتبكا ولكن بعد الهدف الأول شعرت بالارتياح وبعدها قدمت مباراة جيدة.
ونأمل بأن تظهر مباراتنا مع الرفاع بصورة جيدة ونشرّف الكرة البحرينية ولا أستطيع أن أتوقع من سيفوز بالمباراة ولكن أتمنى الفوز.
عن مباراة نهائي كأس سمو ولي العهد والتي تجمع المحرق والرفاع تحدث نجم المحرق ابراهيم المشخص قائلا: مباراتنا مع الرفاع من المباريات المرتقبة والتي دائما تحفل بالحضور الجماهيري وبالحماس والاثارة وكل فريق يسعى الى الفوز.
ومباراة اليوم هي الثالثة في كأس سمو ولي العهد ففي الأولى فزنا ببطولتها وفي الثانية فاز الرفاع وأما غدا فالفريقان مؤهلان لاقتناص الكأس وهما من أفضل الفرق ويضمان الكثير من نجوم الكرة البحرينية. وأضاف: ومن المعروف أن المحرق يلعب بمعنويات عالية وروح قتالية ولا ينسى الجوانب الفنية والتي لها دور كبير في تخطي الفرق الأخرى.
وسألناه عن عدم قيامه بالجانب الهجومي في مباراة الأهلي فقال: كما تعرف أن فيصل كان غائبا لفترة غير قصيرة بسبب الاصابة وهذه أول مشاركة له فلابد لنا أن نكون سندا له.
وواصل حديثه عن مباراة الغد: الرفاع يمتلك خط هجوم خطير لوجود عناصر فعّالة أمثال محمد سلمان وسلمان عيسى وأحمد حسان وطلال يوسف ونحن قادرون على وقف خطورتهم ونأمل التوفيق في ذلك.
والرفاع فريق ممتاز وبطل ويسعى إلى الفوز غدا مثلما نحن نسعى جاهدين للفوز بالبطولة أيضا وعن توقعاته للمباراة قال: التوقع صعب ولكن أتوقع 2/1 لأحد الفريقين ونأمل في أن تكون لصالحنا لنفرح جمهورنا الذي يحتاج الى هذه البطولة لينفس عن همومه وخصوصا أن هذا الموسم لم نحصل على أية بطولة.
وتحدث مدافع الرفاع راشد محمد عن اللقاء الختامي لكأس ولي العهد قائلا: أعتقد أن المباراة سيغلب عليها طابع التوتر، لحرص اللاعبين على لقب البطولة وهو لقاء تترقبه الجماهير. وأضاف: سنسعى للتحرر من الضغوط التي تصاحب المباريات النهائية لنحقق الفوز ونحتفظ بالكأس للعام الثاني على التوالي على رغم صعوبة اللقاء. وأشار راشد إلى أن قوة الرفاع تكمن في جماعيته إذ يدافع الفريق بأكمله ويهاجم بالطريقة نفسها وأضاف: لن نلاقي صعوبة في الدفاع نظرا لتعاون لاعبي الرفاع في جميع خطوط الفريق وهذا ليس تقليلا من هجوم المحرق المتمثل في بدر الشمري وحسين علي وكلاهما نجمان ولكننا نعرف كيف نحد من خطورتهما.
وعبر راشد عن ثقته في جميع لاعبي الرفاع حتى الاحتياطيين لمواجهة ظروف المباراة مشيرا الى تغلب الفريق على الاصابات خصوصا في خط الدفاع ومقدرة الفريق على إكمال مسيرة الدوري والحفاظ على مرمى الفريق بأقل الأهداف، وامتدح راشد جاهزية اللاعب الاحتياطي وتمتعه بمهارات اللاعب الأساسي في فريقه. وعن الناحية الفنية للمباراة قال راشد: مبارياتنا أمام المحرق تحفل بالاثارة وكل فريق سيرمي بثقله في الهجوم لحسم المباراة، لذلك أتوقعها مفتوحة وهجومية وأتوقع كثرة الأهداف.
ووعد راشد جماهير الرفاع ببذل أقصى جهد للحصول على البطولة وإهداء الكأس للجماهير الرفاعية ورئيس النادي على مساندته المستمرة ودعمه الكبير للفريق طوال الموسم. وعبّر راشد عن أمنيته بختام سعيد للموسم وضم بطولة الكأس إلى الدوري وتثبيت الفريق كبطل وظهور أسماء جديدة وقوية تخدم الكرة الرفاعية.
عن نهائي كأس سمو ولي العهد تحدث مدرب المحرق حميد رمضانة بعدما قلنا لماذا جازف المحرق بلعبه المرتدات السريعة من دون التوجه الى الهجوم مع ان الفريق يمتلك من العناصر ما يؤهله على ذلك؟ فقال:
اعتقد أن متطلبات المباراة يحتم علينا ذلك ولأن المحرق تعامل معها بشكل جيد والفوز في المباراة ذليل على ذلك.
وأضاف: نحن امتصصنا حماسهم ولعبنا لمسة بلمسة واستخدمنا المهارات في المرتدات السريعة ومن الطبيعي أن ينزل الأهلي بقوة ويضغط على المرمى لكون الفريق متأخر عن الدفاع. وليس هناك فائدة بأن نملك الوسط من دون أن نسجل هدفا والهجمات المرتدة السريعة على الأهلي أسفرت عن ثلاثة أهداف وسألناه عن مشاركة فيصل عبدالعزيز فقال: كان فيصل مصاباَ ولم يتدرب معنا لفترة طويلة وبعد شفائه من الاصابة تدرب معنا لمدة اسبوعين وكنا نحاول نؤهله بدنيا وكنا محتاجين الى الخبرة التي كان يمتلكها وأنا كمدرب اردت الاستفادة من خبرته وخلال الاسبوعين تدرب وبانتظام ونأمل في المباراة النهائية أن يكون مهيئا لها أيضا.
وقلنا له هل تعتقد أن نتيجة مباراة الأهلي قد تكون عكسية على الفريق في مباراة الغد فقال: تحدثت الى اللاعبين بعد مباراتهم مع الأهلي ان المباراة دخلت التاريخ والآن أمامنا مباراة الرفاع ولست أظن أننا بحاجة للتحدث عن مباراة الأهلي والتي انتهت واننا نأخذ العبرة الايجابية والسلبية منها لخوض مباراة الغد النهائية والتي ستجمع فريقين من خيرة الفرق البحرينية ونأمل في أن ترقى الى الطموح الذي ننتظره ويطغى عليها الروح الرياضية ونأمل في أن نخرج من المباراة والفوز حليفنا.
أكد لاعب الرفاع حسين بابا انتهاج فريقه اللعب الهجومي أمام المحرق في محاولة الفوز عليه والاحتفاظ بكأس ولي العهد وقال: خير وسيلة للدفاع هو الهجوم وخصوصا أمام قوة نجوم المحرق الضاربة. وأضاف بابا: سنسعى إلى الضغط على فريق المحرق ومهاجمته منذ بداية المباراة والدفاع مع المحرق من دون الهجوم لا يؤمن الفوز وعن طريقة اللعب التي يفضلها قال بابا: أفضل التقدم لمساندة الهجوم لكن لياقتي ستحدد طريقة لعبي في النهائي اذا قرر المدرب مشاركتي.
وأشار بابا الى ان قرار مشاركته بيد المدرب ويعتمد على جاهزيته خلال التدريبات بعد توقفه لمدة شهرين وعودته الى التدريب قبل اسبوعين لا تكفي.
وذكر بابا أن الخوف من معاودة الاصابة قد زال بمجرد ممارسة التدريبات مع الفريق بناء على تعليمات الطبيب.
وأبدى بابا رغبة كبيرة في مشاركة الفريق اذ يخوض لأول مرة مباراة نهائية. ونفى بابا أن يكون لاندفاع وحيوية لاعبي خط وسط المحرق أية تأثير عليه وخصوصا بعد عودته من الاصابة وأضاف: نجومية لاعبي وسط المحرق تدفعني إلى الظهور بأفضل مستوى ولن يؤثر عليّ قوتهم وتحركاتهم بحيوية وبمساندة زملائي سنتمكن من ايقاف خطورة المحرق وأتوقع فوز الرفاع بنسبة مرتفعة من الاهداف لأن مستوانا في الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد يبشر بالخير بفضل تكامل خطوط الفريق
العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ