عثرت القوات الأميركية على جثتي جندييها المفقودين أمس بعد ساعات فقط من مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين في ضاحية في بغداد على أيدي مهاجمين ولكنها لم تعثر على المدرعة المخطوفة وسارعت إلى شن حملة اعتقالات طالت 900 شخص.
ولم توضح القيادة المركزية الأميركية ملابسات مقتل الجنديين اللذين فقدا الأربعاء ولكن مسئولا عسكريا قال إن موجة الهجمات على الاحتلال تشير إلى أن الحرب لم تنته بعد. وفي محاولة للتغطية على فشلها في وقف المقاومة زعمت القوات الأميركية أنها تعمل لاستعادة السيطرة على حدود العراق معترفة بعجزها عن منع من وصفتهم بالمقاتلين الأجانب من التسلل لشن هجمات.
واعلن مجلس الشيوخ الأميركي تثبيت تعيين الجنرال جون أبي زيد اللبناني الأصل خلفا للجنرال تومي فرانكس على رأس القيادة الوسطى التي تغطي خصوصا العمليات الأميركية في العراق وأفغانستان.
واشنطن - محمد دلبح
عواصم - وكالات
أعلنت قوات الاحتلال الأميركية أمس مقتل ثلاثة من جنودها اثر العثور على الجنديين المفقودين مقتولين ومصرع أخر في هجوم، واعتقلت 900 عراقي بحجة انهم من أتباع النظام السابق إضافة إلى محافظ البنك المركزي العراقي السابق. وفي ظل هذه الأوضاع وعلى رغم استبعاد وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد تحوُّل عمليات المقاومة إلى حرب عصابات طالب وزير الخارجية كولن باول الأميركيين بالتحلي بالصبر.
وقال السرجنت باتريك كومبتون الناطق العسكري الأميركي أمس قتل جندي وجرح أربعة آخرون الليلة قبل الماضية. وأوضح إن مترجما عراقيا أصيب أيضا في الهجوم من دون أن يعطي تفاصيل إضافية. وقال مسئول أميركي آخر لوكالة فرانس برس «كان هجوما بالقنابل اليدوية. وعثرنا على واحدة منها» مضيفا أن الضحايا من عناصر الفوج الثاني المدرع.
من جهة أخرى أفاد شهود ان مجهولين أطلقوا النار ليل الجمعة والسبت على آلية أميركية مصفحة قرب جسر في الفلوجة على بعد 50 كلم غرب بغداد. وأضافت المصادر ذاتها ان قذيفتين مضادتين للدروع أطلقتا ما أدى إلى احتراق الآلية كليا. وهرعت سيارات إسعاف على الفور لنقل المصابين الذين تعذر التعرف على عددهم بسبب الطوق الذي ضربه الجنود الأميركيون في المكان.
وسمع صباح أمس دوي انفجار قوي في حين تصاعدت أعمدة دخان كثيفة من موقع الهجوم وتعذر معرفة السبب في ذلك. وعثر أمس شمال غرب بغداد على الجنديين الأميركيين اللذين فقدا قبل ثلاثة أيام في العراق، مقتولين على ما أفاد متحدث عسكري أميركي. وقال اللفتنانت كولونيل مارتن كومتن لوكالة فرانس برس «تم العثور أمس على جثتي الجنديين المفقودين منذ 25 يونيو/حزيران».
وأوضح «البنتاغون» ان المفقودين هما السيرجنت اول غلاديمير فيليب (37 سنة) من لنكولن (نيوجرسي) والجندي كيفن اوت (27 سنة) من كولومبوس (اوهايو). وهما تابعان لكتيبة المدفعية 18.
وأعلنت مصادر عسكرية أميركية انها تلقت تحذيرات تفيد بأن مسلحين عراقيين يعتزمون تنفيذ هجوم يستهدف فندق «ميريديان فلسطين» بوسط بغداد والذي يتخذه الصحافيون ومبعوثو وكالات الإغاثة الدولية مقرا لهم وتنتشر فيه قوات أميركية بكثافة. وقالت المصادر انها تحسبت لتلك التحذيرات وأخذتها مأخذ الجد وقامت بنشر المزيد من القوات الأميركية حول الفندق ووضع متاريس أسمنتية تمركز خلفها جنود وآليات عسكرية.
وقال ضابط أميركي أمس إن القوات الأميركية اعتقلت أكثر من 900 من الموالين لصدام كانوا «يخربون» الجهود الأميركية في إعادة أعمار العراق. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته «أوقفنا في الأسبوع الماضي أكثر من 900 من أنصار النظام السابق ومن الفدائيين وغيرهم من المجرمين الذين يخربون جهودنا». غير إن الضابط أضاف «لم يعد كلهم قيد الاعتقال» دون أن يحدد عدد الذين لا يزالون رهن الاعتقال.
ونقلت صحيفة «الدستور» أمس عن معتقل أردني سابق إن قوات التحالف تعتقل ما بين 30 و35 أردنيا في سجن في جنوب العراق. وأضاف إنهم «يعانون من مشاكل عدة أبرزها انقطاعهم عن العالم تماما كون الزيارات ممنوعة وكذلك الاتصالات».
واعتقلت قوات التحالف محافظ البنك المركزي العراقي السابق عصام رشيد حويش لاستجوابه بشأن التحويلات المالية التي أجراها الرئيس المخلوع ونجلاه وأركان النظام المنهار. وأفاد مصدر مطلع لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن اسم حويش ورد في التحقيقات التي تجريها قوات التحالف مع عبد حمود السكرتير الخاص للرئيس العراقي المخلوع.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس إن وزارة الدفاع الأميركية طلبت تأخير تسليم سوريا خمسة من حرس الحدود السوريين الذين أصيبوا بجروح الأسبوع الماضي في اشتباك مع القوات الأميركية. وذكرت الصحيفة ان هذا التأخير يأتي وسط اعتراضات من سوريا والعسكريين الأميركيين على الأرض ووزارة الخارجية التي تخشى أن تسمم هذه القضية العلاقات بين واشنطن ودمشق.
في غضون ذلك عادت القوات البريطانية إلى المجر الكبير (جنوب العراق) بعدما انسحبت اثر مقتل ستة عسكريين تابعين لها في مواجهات مع السكان المحليين، كما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس. وقال متحدث باسم الوزارة «يمكنني أن أؤكد اننا عدنا إلى المدينة. وقد عاد حوالي 500 جندي، والسلطة المحلية على علم بالأمر، واستأنفنا دورياتنا المشتركة مع رجال الشرطة المحليين».
إلى ذلك دمر حريق مخزنا للورق المستخدم في طبع الدينار العراقي في بغداد أمس فيما يكافح رجال الإطفاء والقوات الأميركية حريقا في مصنع للكبريت بشمال العراق لليوم الثالث. ولم يتسن على الفور معرفة سبب الحريقين أو ما إذا كانت لهما صلة بموجة التخريب والنهب التي حدثت في الآونة الأخيرة. كما اندلع حريق أمس في مستودع للكتب المدرسية في بغداد اثر محاولة نهب على الأرجح وذلك حسبما ذكره ضابط أميركي.
ووصل رئيس الإدارة المدنية للعراق بول بريمر إلى مدينة كركوك أمس في إطار جولة تشمل كذلك زيارة السليمانية واربيل وذلك للاجتماع مع الزعيمين الكرديين جلال طالباني ومسعود البرازني.
وإزاء تزايد عدد القتلى الأميركيين في العراق طلب وزير الخارجية الأميركي من الشعب الأميركي التحلي بالصبر وأعرب عن الأمل في إلا تسفر حصيلة القتلى المتزايدة عن ضغوط كبيرة لسحب القوات الأميركية بشكل مبكر من العراق.
ومن جهته شكك رامسفيلد في فكرة ان الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية ترتفع إلى مستوى حرب العصابات.
بغداد - رويترز
شنت جماعة السلام الأخضر «جرينبيس» المدافعة عن البيئة حملة أمس لتوفير براميل لتخزين مياه الشرب النظيفة للعراقيين في مقابل رد حاويات ملوثة - يستخدمونها - كانت قد نهبت من منشأة نووية.
وقالت الجماعة إن الغرض من ذلك أن يكون اقتراحهم أكثر جدوى بالنسبة إلى لعراقيين من عرض طرحه الجيش الأميركي بتقديم ثلاثة دولارات في مقابل كل حاوية من الحاويات التي كانت تستخدم في وقت سابق في تخزين مادة اليورانيوم بيروكسايد المنخفضة التخصيب وهي المادة الخام للوقود الإشعاعي.
وأضافت الجماعة أن العراقيين في المنطقة الفقيرة الواقعة قرب محطة التويثة على بعد نحو 25 كيلومترا جنوبي بغداد كان سيتعين عليهم دفع نحو 15 دولارا للحصول على حاوية جديدة واستبدالها بالبراميل الملوثة
العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ
