العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ

رايس تلتقي شارون اليوم للبحث في «الهدنة» الفلسطينية

الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات 

28 يونيو 2003

أجرت مستشارة البيت الأبيض لشئون الأمن القومي كوندليزا رايس مساء أمس محادثات - في ظل تكتم شديد - مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس (ابومازن)، قيل إنها تهدف إلى متابعة الخطوات التنفيذية في «خريطة الطريق». غير أن مصادر مطلعة أكدت أن رايس أولت عنايتها بالجانب الأمني، للحصول على ضمانات بهذا الشأن تقدمها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون الذي يلتقي بها اليوم الأحد في القدس المحتلة. كما تجري محادثات مع عدد من الوزراء الإسرائيليين، بينهم وزيرا الدفاع شاؤول موفاز والخارجية سيلفان شالوم. في غضون ذلك من المتوقع أن تعلن الفصائل الفلسطينية اليوم أو غدا هدنة لمدة ثلاثة أشهر مشروطة بتوقف «إسرائيل» عن عملياتها ضد الشعب الفلسطيني.


إضراب واسع للأسرى وعباس يتعهد بالإفراج عنهم

الفصائل الفلسطينية تستعد لإصدار إعلانها المشترك بشأن الهدنة

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات

قال وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو أمس - عقب اجتماع للحكومة - إن السلطة الفلسطينية تلقت موافقة مبدئية من قبل الفصائل على الهدنة مع «إسرائيل» فيما أعلنت الجهاد وقفا مشروطا لإطلاق النار، وقالت مصادر أخرى إنه ستعلن هدنة لمدة ثلاثة أشهر اليوم أو غدا بالتنسيق مع الدول العربية، فيما قالت كتائب شهداء الأقصى إنها ليس لها علم بما يدور بشأن الهدنة، يأتي ذلك بالتزامن مع زيارة مستشارة الأمن القومي كوندليزا رايس للأراضي المحتلة وبعد الموافقة الرسمية على انسحاب إسرائيلي من غزة وبيت لحم، والذي يتم غدا، وفي سياق متصل تعهد رئيس الحكومة الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) بأنه سيعمل للإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، قائلا «لا سلام ولا أمان وأسير خلف القضبان».

وقال وزير الإعلام الفلسطيني نبيل عمرو إن الحكومة الفلسطينية لديها موافقة من جميع الفصائل بإعلان هدنة مع «إسرائيل» للمضي قدما في عملية السلام. وقال عمرو في مؤتمر صحافي عقب انتهاء جلسة الحكومة الأسبوعية في رام الله برئاسة محمود عباس «فيما يتعلق بالهدنة لدينا موافقة مبدئية واضحة ومشجعة من جميع الفصائل وهناك بعض القضايا الفنية مازالت تعالج» وأضاف عمرو ان السلطة الفلسطينية تشدد على أهمية التزام «إسرائيل» بوقف الاغتيالات وعمليات الاجتياح. وناقشت الحكومة أيضا الاتفاق الفلسطيني الإسرائيلي بشأن الانسحاب الإسرائيلي غدا من شمال قطاع غزة وبيت لحم.

وقال عمرو إن «إسرائيل» أبلغت السلطة الفلسطينية باستعدادها للانسحاب بشكل كامل. ومضى يقول «الانسحاب الكامل يوم الاثنين». وأشار عمرو إلى أن الجانبين سيعقدان اجتماعات أمنية ميدانية في بيت لحم اليوم لمناقشة آليات التنفيذ. وفي وقت سخرت «إسرائيل» من مسألة وقف إطلاق النار ووصفتها بأنها لا تساوي الورق الذي تكتب عليه، قال نشطاء فلسطينيون إنهم يتوقعون تعليقا مؤقتا لإطلاق النار. وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، موافقتها الرسمية على الهدنة المشروطة لمدة ثلاثة أشهر، وقالت إنها ستمتنع خلال هذه المدة عن القيام بعمليات استشهادية داخل «إسرائيل» وفي مناطق الـ 67. وقال محمد الهندي، أحد قادة الجهاد الإسلامي، إن الحركة وافقت على الهدنة المشروطة، وأشار إلى وجود اجتماعات في القاهرة لممثلين من فتح وحماس والجهاد الإسلامي بهدف صوغ شروط الهدنة، وقال إنه سيتم رسميا إعلان الاتفاق بعد غد الاثنين. وأضاف الهندي انه في حال قيام «إسرائيل» بأي عمل مخالف لما اتفق عليه فإن الحركات الفلسطينية ستكون في حل من التزامها بالهدنة. وكانت مصادر في حماس قد قالت إنها أرسلت مبعوثين إلى الدول العربية للتشاور بشأن شروط الهدنة. كما قال الشيخ أحمد ياسين إن حركته لن تعلن موقفها الرسمي إلا بعد الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية والدول العربية. وتشير صياغة اتفاق الهدنة إلى ضرورة التزام «إسرائيل» بوقف عملياتها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ووقف الاغتيالات والاجتياحات. إلى ذلك قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية الفلسطينية صالح زيدان إن الحوارات الجارية حاليا على الصعيدين الفلسطيني والعربي توشك أن تصل إلى إعلان اتفاق بشأن موضوع الهدنة. معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى صيغة متوافق عليها وتوفير ضمانات تنفيذ هذه الصيغة.

وأكد زيدان أن المباحثات والمشاروات مازالت دائرة للوصول إلى أفضل صيغة ممكنة والحصول على الضمانات اللازمة التى تمكن من أن يكون هناك شروط معقولة مقابل هدنة. وقال ان الضمانات التي تريدها الفصائل أبرزها وقف كل أشكال العدوان الإسرائيلي وإطلاق سراح جميع المعتقلين والانسحاب الإسرائيلي من القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية ووقف الاستيطان وضمانات دولية تؤدي إلى إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة.

كما اجتمعت اللجنة المركزية لحركة «فتح» بقيادة الرئيس ياسر عرفات لبحث موضوع إعلان الهدنة وتطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. وتناول الاجتماع عددا من القضايا في مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، إضافة إلى الجهود الدولية المبذولة لدفع عملية السلام وتطبيق «خريطة الطريق».

وصرحت مصادر فلسطينية مطلعة بأنه سيتم اليوم الأحد في غزة ورام الله والقاهرة بشكل رسمي إعلان الورقة التي توصلت إليها حركات فتح وحماس والجهاد والتى تقضي بتعليق العمليات العسكرية ضد الاحتلال لمدة ثلاثة أشهر يسري مفعولها ابتداء من يوم الإعلان. فيما أعلن أمس الأسرى الفلسطينيون والعرب في سجن مجيدو الاحتلالي الإضراب المفتوح عن الطعام تضامنا مع المعتقلين أحمد البرغوثي وموسى دودين اللذين قامت مصلحة السجون في سجن بئر السبع الصحرواي بعزلهم في حبس انفرادي الذي تسبب في تدهور خطير في صحتهما. وينضم بذلك 150 معتقلا من سجن مجيدو إلى إخوانهم في سجن عسقلان الذين أعلنوا هم الآخرين إضرابا مفتوحا عن الطعام قبل يومين. وبعث المعتقلون في سجن مجيدو برقيات الاحتجاج إلى سلطة السجون والى وزير الأمن مطالبين بإخراج الأسيرين البرغوثي ودودين من العزل الانفراد. وفي سياق متصل تعهد (أبومازن) ببذل كل ما بوسعه للإفراج عن الفلسطينيين الذين اعتقلتهم «إسرائيل» خلال الانتفاضة.

وقال أمس أمام تجمع حاشد شارك فيه مئات من أقارب السجناء الفلسطينيين أمام مكتبه في رام الله تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الاسرائيلية لليوم السادس والعشرين على التوالي واحتجاجا على استمرار اعتقالهم «نحن نبذل كل الجهود من أجل إطلاق سراحهم». وأضاف أبومازن أنه «يتابع شخصيا وحكومته بقلق قضية إضراب الأسرى والمعتقلين».

وميدانيا أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية، عددا من المواطنين في قرية كيسان جنوب بيت لحم بهدم منازلهم. وأفاد شهود عيان، أن قوة كبيرة من جنود الاحتلال اقتحمت القرية وأخطرت أربعة مواطنين من عائلة عبيات، وهم: محمود حسن عبدالله عبيات، حسن عبدالله عبيات، علي موسى عبيات، ومحمد حسن عبدالله عبيات بهدم منازلهم. وقال أصحاب المنازل المهددة بالهدم إن منازلهم تم تشييدها حديثا لإيواء أفراد عائلاتهم، إذ تتراوح مساحتها ما بين 200 إلى 330 مترا مربعا. وفي خليل الرحمن، صعد مستوطنون متطرفون من مستوطنتي «كريات أربع» و«خارصينا» ومجموعات من حركة «كاخ» العنصرية الإسرائيلية اعتداءاتهم ضد أهالي منطقتي البويرة وواد النصارى شرق المدينة، في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال تدابيرها القمعية ضد المواطنين في البلدة القديمة ومركز المدينة التجاري «باب الزاوية» بذريعة خرق حظر التجول. وشددت تلك القوات تدابيرها القمعية ضد المواطنين في البلدة القديمة ومحيطها وفي مركز «باب الزاوية» ونفذت حملة مداهمات لمنازل المواطنين واعتقلت 8 مواطنين على الأقل، بينما احتجزت نحو 15 مواطنا آخرا لعدة ساعات بحجة خرقهم لحظر التجول.


«إسرائيل» تحرض على الاقتتال الفلسطيني

القدس المحتلة - وام

أكدت وزارة الإعلام الفلسطينية أن سلطات الاحتلال تروج إشاعات بهدف ضرب الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وكذب وكيل الوزارة اليوم الإشاعات الإسرائيلية أحمد صبح الأنباء التي ادعت أن الجانب الفلسطيني طلب من أطراف متعددة وأوروبية ودولية الضغط على عدد من الفصائل أو إدراجها ضمن «المنظمات الإرهابية». وأشار إلى أن هناك بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية ادعت معلومات عارية عن الصحة وأراد الاحتلال من خلالها ضرب الحوار ومحاولات تفعيل الهدنة التي نسعى إليها مع المصريين. وشدد صبح على أن حديث «إسرائيل» - عن المفاوضات الأمنية التي تهدف إلى تسليم الفلسطينيين مسئوليات أمنية في مناطق ينسحب عنها الجيش الإسرائيلي - مرفوض فلسطينيا جملة وتفصيلا لأن المطلوب الآن هو انسحاب إسرائيلي إلى حدود ما قبل الانتفاضة. وأضاف أن السلطة ملزمة بتسلم أية أرض ينسحب منها الاحتلال بكامل الصلاحيات وليست الصلاحيات الأمنية فقط

العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً