يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (إف بي آي) وهيئة محلفين في مدينة الاسكندرية وهي إحدى ضواحي العاصمة الأميركية، مع مجموعة من العرب والمسلمين فيما إذا كانوا يعدون لحرب جهادية في الخارج.
وكان رجال الـ إف بي آي قاموا في الفترة من فبراير/شباط ومايو/أيار الماضيين بشن غارات على منازل نحو عشرين من العرب والمسلمين في ضواحي واشنطن جرى خلالها اعتقال مجموعة منهم من بينهم ابن دبلوماسي يمني سابق. وتقول إف بي آي في وثائق المحكمة انه ضبطت بنادق وأسلحة أخرى ومناظير وذخيرة وكتابات عن الجهاد ووثائق أخرى.
وتقول أوراق المحكمة ان المعتقلين كانوا يحضرون قبل 11 سبتمبر/أيلول 2001 محاضرات يلقيها باحث مسلم هو علي التميمي الذي فتش منزله في ضاحية فيرفاكس وانه أعطى توجيهات لأتباعه بمغادرة الولايات المتحدة إلى المنطقة العربية بعد هجمات 11 سبتمبر. وامتنع المدعي العام الأميركي بول ماكنالتي الذي يتولى التحقيق في القضية عن التعليق.
غير أن سالم علي وهو محامي أحد المعتقلين نفى أن يكون أي من المعتقلين متورطا في نشاطات إجرامية، مؤكدا أن سلطات الأمن أساءت تفسير «رسالة التميمي الذي كان يعني في توجيهاته فقط أنه إذا كان أتباعه يواجهون صعوبات في الولايات المتحدة فمن الأفضل أن يغادروها وأي يعيشوا في أي مكان آخر».
وتقول أوراق القضية ان اليمني المعتقل وهو إبراهيم الحمدي وهو قريب للرئيس اليمني السابق إبراهيم الحمدي اعترف بحيازته بندقية نصف أتوماتيكية وهو أمر اعتيادي في الولايات المتحدة ومسموح به. ولكن لأن الحمدي يحمل فقط بطاقة الإقامة الدائمة فإن سلطات الأمن الأميركية استغلت هذه الجزئية للحكم الذي سيصدر عليه في مطلع أغسطس/آب المقبل. ومن بين من تم تفتيش منزله دونالد سورات وهو أميركي مسلم، إذ ضبطت في منزله بندقية روسية من نوع سيجا ومسدس جلوك 45 ملم. ومن بين المعتقلين أيضا يونغ كي كوون من كوريا الجنوبية اعتقل في 27 ابريل/نيسان الماضي بتهمة التآمر لارتكاب تزييف في جواز سفر.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الوسط» ان سلطات الأمن الأميركية في إطار الحملة التي تشنها بعد هجمات 11 سبتمبر بدأت تراقب الأماكن التي يتردد عليها عرب ومسلمون وخصوصا المساجد والمدارس الإسلامية والمراكز الثقافية ومن بين هذه المراكز «دار الأرقم» في ضاحية فيرفاكس إذ كان العشرات من الشباب المسلمين يرتادونها لمزاولة بعض الألعاب والاستماع إلى محاضرات التميمي ومن بينهم باكستانيون وسعوديون ويمنيون وغيرهم. وان سلطات الأمن تحاول أن تجعل الأمور تبدو وكأن هؤلاء الشباب يحاولون القيام بأعمال الجهاد. وتضيف هذه المصادر أنه لم يتم اعتقال التميمي وهو مواطن أميركي من أصل عراقي كما يحمل في الوقت نفسه الجنسية السعودية.
وتضيف هذه المصادر أن وزير العدل الأميركي جون أشكروفت يسعى من خلال هذه القضية وأخرى مشابهة لها في نيويورك ونيوجيرسي إلى إظهار أن أجهزة الأمن الأميركية التابعة لوزارته تعمل بنشاط على تعقب «الأنشطة الإرهابية» في الولايات المتحدة بوصفها «خلايا نائمة» لتنظيم «القاعدة»
العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ