أوضح استشاري أمراض وزراعة الكلى في مجمع السلمانية الطبي أحمد سالم العريض أن معدل حالات الإصابة بالفشل الكلوي يزداد في المجتمع البحريني بشكل متواصل مرجعا هذه الزيادة إلى زيادة معدل الإصابة بأمراض السكري وضغط الدم. وأشار العريض إلى أن مابين 30 و40 في المئة من مرضى السكري سيصابون بهبوط مزمن في الكلى خلال 10 إلى 15 سنة من المعاناة من مرض السكري. وأشار العريض إلى أن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي بسبب التهابات الكبيبات الموجودة في الكلى قلّت بشكل كبير في المجتمع البحريني نتيجة الوعي وتعاطي المضادات الحيوية فانخفضت من 60 إلى 20 في المئة حاليا، مشيرا إلى أن هذا النوع يعتمد على الإصابة بالتهاب بكتيري أو فيروسي أو أي من الأمراض الوراثية.
وفي تقييمه لعمل وحدة يوسف خليل المؤيد لأمراض وزاراعة الكلى التي افتتحت أخيرا قال العريض ان الوحدة تعاني من نقص كبير في أعداد الكوادر الطبية للقيام بعملها بدءا بمساعدي الأطباء الاستشاريين وأطباء الباطنية والطاقم التمريضي، وانتهاء بمنسقي زراعة الأعضاء. مشيرا إلى أن الوحدة تسعى إلى نقل المرضى الذين يشغلون أربعة أسرة في جناح 44 في السلمانية إلى غرف الوحدة التي تتميز بتجهيزها الكامل لاستقبال وعلاج هذه الحالات. إلا أن نقل المرضى الذين تمت زراعة كلى لهم مع طاقمهم الطبي والتمريضي يحتاج إلى وقت. وذكر العريض أن حاجة الوحدة الجديدة لا تقل عن طبيبين مساعدين للاستشاريين ينضمان إلى فريق زراعة الأعضاء، واثنين أو ثلاثة من الكوادر التمريضية لتدعم الممرضين اللذين يعملان في القسم.
وأشار العريض إلى أن الحل الأمثل لعلاج حالات أمراض الكلى يتمثل في زراعة الكلى، مشددا على أهمية نشر فكرة تقبل زراعة الأعضاء من متوفين دماغيا في البحرين. وفي هذا الصدد قال العريض ان الوحدة قادرة على القيام بأربعين عملية زراعة كلى، لا تقوم إلا بإجراء 15 عملية منها فعليا لقلة أعداد المتبرعين. مشيرا إلى أن وضع مرضى الفشل الكلوي ضمن برنامج غسل الكلى مدى الحياة مكلف للغاية إذ إنه يضعف من موازنة وزارة الصحة، إذ إن هناك حوالي 120 مريض كلى يتعالجون في الوحدة باستمرار، إضافة إلى 40 حالة من الهبوط الحاد في الكلى تضاف كل عام. ومن هنا تضطر الوحدة إلى تقديم 15 ألف دورة غسل كلى في السنة تستغرق كل منها ثلاثا إلى أربع ساعات بكلفة ثلاثة ملايين دينار.
وفي مجال نقص الأطباء المساعدين ضمن فريق زراعة الكلى أشار العريض إلى أن الوحدة بصدد دراسة الاستعانة بأطباء متخصصين في زراعة الأعضاء من الخارج لمساندة الفريق الطبي الموجود في الوحدة والذي يتكون من ثلاثة من الاستشاريين هم صادق عبدالله ومحمد طنطاوي وكاظم زبر، مشيرا إلى أن هناك تعاونا كبيرا مع مراكز زراعة الأعضاء في الرياض وجدة والكويت لتدريب وتقوية الفريق الجراحي المتخصص. إضافة إلى خبرات أطباء مساعدين في الأمراض الباطنية لمتابعة هذه الحالات والنقص فيها. أما في مجال النقص في المنسقين فأشار إلى حاجة الوحدة إلى منسق يقوم بالاتصال بعائلة المتوفى دماغيا وإقناعهم بالتبرع مع مراعاة حال الحزن التي يعانون منها، إلى جانب قيامه بالاتصال بالسفارات المختلفة ومراكز زراعة الأعضاء الخارجية في حال كان المتوفى مقيما أو أجنبيا.
يذكر أن فريق زراعة الأعضاء في السلمانية تمكن في العامين الماضيين من إجراء سبع عمليات زراعة كلى من متبرعين، وأن وزارة الصحة تلتزم بدفع مبلغ قدره خمسة آلاف دينار بحريني لعائلة المتوفى الذي تم التبرع بكليته هدية لهم والتي تعتبرها بعض المذاهب الإسلامية دية عن المتوفى
العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ