من بعيد، يبان لك مبنى فرع الجامعة العربية المفتوحة في البحرين الكائن في السهلة، الذي افتتح يوم أمس الأول، وكأنه هرم من الشكولاتة اجتز رأسه وذاب مع حرارة الصيف، يغريك إلى دخوله واكتشافه.

ومع تزايد التراخيص للجامعات الخاصة في البحرين، تطفح على السطح هواجس وأسئلة لدى العائلة البحرينية لضمان مستقبل أبنائها التعليمي والوظيفي، وهل الكليات والجامعات المرخصة قادرة على تقديم مستوى تعليمي وتدريب عال وشهادات معترف بها؟ هل تخضع لنظام الجودة والمراقبة من قبل وزارة التربية والتعليم؟ والاقتراب من الشكولاتة، حتما، ليس أكثر تشويقا من التهامها وتذوقها.

والجامعة العربية المفتوحة هي احدى الجامعات الخاصة التي تزاول نشاطها في المملكة بعد التغيرات التي شهدتها سياسة التعليم في عهد الاصلاح الذي يقوده جلالة الملك، وفتحت (الجامعة) أبوابها للدارسين في مطلع شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2002 وذلك في عدة فروع وهي الكويت (المقر الرئيسي للجامعة)، ولبنان والأردن والبحرين، ومصر، والسعودية .

ونشأت فكرة الجامعة بمبادرة من رئيس مجلس برنامج دعم الخليج العربي للمنظمات الإنمائية ورئيس مجلس أمناء الجامعة العربية المفتوحة صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز وبدعم من وزارات التعليم العالي في الدول العربية. ويعتبر مشروع الجامعة واحدا من المشروعات التي يتبناها برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية (أجفند).

وتعتمد الجامعة نظام التعليم المفتوح والتعلم عن بعد، وهو أسلوب حديث في التعلم يجري في معظمه عن بعد، وذلك من خلال استخدام أساليب ووسائل وطرق التعليم والتعلم غير المباشر، أي عبر مختلف قنوات الاتصال والتواصل مثل الكتاب المقرر ودليل الدراسة وشبكة الاتصالات الدولية «الانترنت» ومحطات التلفزيون الفضائية والأرضية والإذاعة والتلفون والفاكس والبريد الالكتروني والعادي، إضافة إلى الأساليب والطرق المباشرة مثل التعليم الصفي وجها لوجه، وشبه المباشر مثل مؤتمرات التلفون والتلفزيون، إلى غير ذلك من وسائط تكنولوجيا التعليم والتعلم المتوافرة.

وتتبنى الجامعة نظام أساليب الوسائط المتعددة والمتكاملة في تنفيذ برامج التعليم والتعلم منها The Integrated Multi Media System IMMS كما تستخدم أسلوب اللقاءات التعليمية المباشرة (وجها لوجه) كما يحدث في الجامعة العادية غير المفتوحة، أي عن طريق حضور الطالب / الطالبة إلى قاعات الجامعة وتلقي المعرفة بحضور المدرس والتفاعل معه ومع الطلبة الآخرين. وهذا الحضور للتعلم المباشر يقع في حدود 25 في المئة من الساعات المعتمدة المقررة للمقرر الواحد.

ويقول مدير فرع الجامعة العربية المفتوحة في البحرين سمير فخرو بمناسبة افتتاح الجامعة: «أبرز أهداف الجامعة توفير فرص التعليم العالي والمهني في مختلف حقول المعرفة لمواطني الدول العربية ممن فاتتهم تلك الفرص لسبب وظرف أو لآخر».

وعن الاعتراف بالجامعة وأدائها الأكاديمي يقول فخرو: «جامعتنا معترف بها عربيا كجامعة مرخصة للتعليم العالي، وبالتعاون المباشر مع الجامعة البريطانية المفتوحة الذي يقوم على أساس منهج التعليم المفتوح والتعليم عن بعد، تمنح درجة البكالوريوس في تخصصات أكاديمية عدة».

وتقدم الجامعة العربية خلال عامها الجامعي الأول عددا من البرامج الأكاديمية التي يتكون كل منها من 128 ساعة معتمدة موزعة على مدى مدة الدراسة، من بينها عدد من ساعات المتطلبات العامة. وهذه البرامج هي: برنامج اللغة الإنجليزية وآدابها، يؤدي إلى حصول الطالب على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها، وهو برنامج مستمد من مواد الجامعة البريطانية المفتوحة، وبرنامج دراسات تقنيات المعلومات والحاسب الآلي، ويهدف إلى تأهيل الدارس وحصوله على درجة البكالوريوس في تقنيات المعلومات والحاسب الآلي وإكسابه الكفايات العلمية والعملية الحديثة في مجال تقنيات المعلومات وتقنيات واتصالات الحاسبات الآلية. وبرنامج دراسات إدارة الأعمال الذي يؤهل الطالب لنيل شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال.

وتطرح عمادة الدراسات التربوية في الجامعة برنامجين استكماليين مختلفين، ويهدف كل من هذين البرنامجين إلى مساعدة المعلم الدارس على استكمال التأهيل التربوي وفق خلفيته الدراسية.

وتقول الطالبة مواهب حماد - تدرس أنظمة إدارية في الجامعة - عن رأيها في النظام الدراسي المتبع في الجامعة: «أرى أنه نظام متكامل فعلا وخصوصا أني جربت نظام الدراسة بأسلوب المراسلة ولكني كنت أفتقد إلى وجود التفاعل المباشر بين الطالب والمعلم».

وعن القبول في الجامعة، فإن طلبات القبول تكون مشروطة بحصول المتقدم على شهادة الثانوية العامة المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، ومع أنه ليست هناك نسبة أو معدل محدد للقبول، فإن حجم المقبولين يتحدد بإمكانات الجامعة البشرية والتجهيزية، وتدرس الجامعة الطلبات وفق الثانوية، وقد يكون هناك امتحان قابليات خاص «الميول والمهارات»، إضافة إلى امتحان المستوى في اللغتين العربية والإنجليزية، ثم تعلن قوائم القبول لاحقا