أطلق الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر تصريحاته النشاز واصفا فيها عمليات المقاومة التي تتعرض لها قوات الاحتلال الأميركي بأعمال اليائسين والمذعورين. وفي حقيقة الأمر إن مثل هذه الهلوسات لا تنم الا عن حالة التخبط والرعب الذي تعيشه رموز أميركا، ويبدو ذلك بوضوح في تناقض تصريحات الصباح مع تصريحات المساء وتناقض الأثنين مع الممارسات الاستعمارية على أرض الواقع، وليته (بريمر) استمع لتصريحات رئيسه بوش الذي ادعى فيها صدقية تبنيه لاحلال الديمقراطية في العراق وان هذه الحرية المزعومة لن تتحقق بين ليلة وضحاها بمعنى أن الأمر سيطول وهذا ما يتناقض مع أبسط مصطلحات الحرية والاستقلال التي استندت عليها إدارة البيت الأبيض لتبرير عدوانها على العراق واحتلال أراضيه وتكبيل شعبه بكل ألوان الذل والعبودية لتوصيل رسالة واضحة لكل أنظمة العالم التي قد يساورها أمل الخروج على بيت الطاعة الأميركي. مغامرة سقوط الجيش الأميركي في مستنقع بغداد لم يكن أول حماقة ترتكبها إدارات البيت الأبيض المتلاحقة ولن تكون الأخيرة، إذ سجل التاريخ في أقذر صفحاته تدخلاتهم المستمرة في حقوق الشعوب للعيش بكرامة وحرية وسلام، إلا أنها - الإدارة الأميركية - لم تستوعب لحد الان الدرس الذي تلقته على عدة جبهات وكابرت كي لا تصغي لضمير العالم وهذه المكابرة والتعجرف هي بالتأكيد أقصر طرق الانهيار، فالمقاومة حق والحق لا يمكن التنازل عنه حتى مع خروج الروح، وهذا سر صمود المقاومة وتجذرها لدى العراقيين الذين يقاومون دفاعا عن أرضهم وشرفهم ومبادئهم وحريتهم السليبة دون لحظة يأس أو ذعر إذ اليأس والذعر من حقك أنت... أنت فقط يا بريمر
العدد 304 - الأحد 06 يوليو 2003م الموافق 06 جمادى الأولى 1424هـ