طائر الواق هو أحد أندر المخلوقات في بريطانيا، وقد خصص الاتحاد الأوروبي مبلغ 2,4 مليون جنيه استرليني دعما لمشروع يأمل في مضاعفة أعداد طيور الواق في المملكة المتحدة خلال عشرة أعوام.
هذا الطير البني الغامض الذي ينتمي إلى فصيلة مالك الحزين بدأ يوشك على الانقراض في انجلترا منذ منتصف القرن التاسع عشر على الأقل لأن جسده الممتلئ لحما كان يعتبر طعاما شهيا ومترفا وكان اصطياده يتم عن طريق طلقات منتظمة. ثم بدأ يتوالد من جديد في العام 1911 وظل يعيش منذ ذلك الحين في موقعين هما شرق انجليا، وفي زاوية صغيرة في لانكشير، ولكنه لم يوجد أبدا بأعداد كبيرة.
بلغت أعداده ذروتها في الخمسينات، إذ وصلت إلى ما يقرب من 80 زوجا، وبعدها بدأت في التناقص بشكل ثابت حتى العام 1997 حين لم يتبق منها سوى 11 ذكرا ذا صوت مدوٍ في انجلترا بأكملها. صيحات الذكور الغريبة التي كانت تطلق لإعلان مملكتها ولجذب الاناث، يمكن أن تسمع على بعد ميلين في الظروف المناسبة، وهذه هي الطريقة المعتمدة الوحيدة لحساب أعداد هذه الطيور. طيور الواق كانت على وشك الانقراض ولكن صندوق دعم الطوارئ بالاتحاد الأوروبي، التابع لبرنامج حياة الطبيعة، أنقذها من الانقراض.
وقد أظهر البحث الذي اجرته الجمعية الملكية لحماية الطيور أن هذا الطائر كان يختفي بسبب فقدانه المستمر للبيئة المناسبة له، وهي الأراضي الرطبة التي يزرع فيها القصب والتي يتوافر فيها الماء النقي، وتتغذى طيور الواق على السمك لكنها تفضل ان تقوم بعملية الصيد هذه وسط عيدان القصب.
وقد أدت المنحة الأولية التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى توسيع حقول القصب التي يعرف عنها بأنها موطن لبعض هذه الطيور وتم تحسين ظروفها على مدى أربعة أعوام، وقد نجحت هذه العملية بشكل كبير، إذ تم سماع دوي 40 ذكرا من هذه الطيور، وهو أكبر عدد منذ العام 1983. وفي الوقت الحالي يقوم تحالف من 8 منظمات لحماية البيئة بعمل مشروع تبلغ كلفته 4 ملايين جنيه استرليني، تم التبرع بنسبة 60 في المئة منها، لمواصلة هذا العمل، لاعادة طيور الواق مرة أخرى إلى أماكن أخرى كثيرة. وقد بدأ العمل على المشروع في 12 مايو/آيار الماضي في منطقة مينسمير على ساحل سفولك، وهي أفضل مكان لسماع ورؤية هذه الطيور في انجلترا، من كورنوول حتى يوركشاير.
(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»