العدد 307 - الأربعاء 09 يوليو 2003م الموافق 09 جمادى الأولى 1424هـ

تناقض في بغداد إثر الإعلان عن اعتماد عملة عراقية جديدة

شعور غامض وسط العراقيين إزاء احتمالات إزالة صور «صدام» من نقودهم

استقبل سكان بغداد بارتياح أمس الاول الثلثاء قرار التحالف الاميركي البريطاني اعتماد اوراق نقدية جديدة تحل محل «دينار صدام»، والتي سيبدأ التداول بها في اكتوبر/ تشرين الاول المقبل، إلا انهم ابدوا في الوقت نفسه قلقهم ازاء تدهور قيمة عملتهم الحالية والشائعات السائدة بشأن عمليات تزويرها.

وبدا بعد مرور ثلاثة اشهر على سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أن هناك اجماعا بين السكان على الترحيب باستبدال الدينار الحالي بعملة توحي بالثقة، ويكون من الصعب تزويرها ولا تحمل صورة الرئيس السابق «صدام حسين».

ويساوي سعر الدولار الاميركي الواحد اليوم 1500 دينار عراقي، وقال الصيرفي هلال سلطان لوكالة «فرانس برس» وقد تكدست أمامه اوراق مالية من فئة 250 دينارا: «سنسرّ كثيرا بالتخلص من وجه صدام حسين ومن هذه العملة».

وبدا رجل يخرج من سيارته بهدف تبديل ورقة من فئة 100 دولار اميركي مندهشا لدى سماعه الخبر، وقال ساخرا: «جيد، لنأمل بأننا لن نرى صورة صدام بعد اليوم».

وفي السياق ذاته، يبدو المسئولون العراقيون الذين يواجهون تزايد انعدام ثقة الشعب العراقي بعملته مسرورين للتخلص من الدينار الحالي، إذ قال احد نواب حاكم البنك المركزي العراقي احمد محمد «آن أوان التغيير».

وأعلن الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر يوم الاثنين انه سيتم وضع دينار جديد في تصرف العراقيين في 15 اكتوبر المقبل، واكد احمد محمد ان «هذا الامر سيسمح للبنك المركزي بالقيام بمهمته الاساسية وهي تأمين استقرار العملة الوطنية».

وأعلنت شركة «دو لا رو» البريطانية المتخصصة في صنع قطع نقدية واوراق مصرفية في لندن أنها تجري مفاوضات من اجل صك العملة العراقية المستقبلية.

وستتمتع العملة الجديدة بنوعية افضل من تلك المتداولة حاليا، وبشكل يضمن الى حد كبير عدم تعرضها للتزوير، وسيتم اعتمادها في ست فئات مختلفة تصل الى 25 الف دينار.

وكان تعذر على بغداد، بعد فرض الحصار عليها اثر اجتياح الكويت في أغسطس/آب من العام 1990، طبع اوراقها المالية في الخارج، فبدأت السلطات القيام بذلك داخل البلاد عبر اصدار «الدينار الجديد».

ويتم التداول حاليا بورقتين نقديتين من فئة الـ 250 دينارا وفئة الـ 10000 دينار، إلا ان هذه الاخيرة غير مرغوبة كثيرا، لأن شائعات كثيرة تدور حول تزويرها، ويتم التداول بها بأقل من قيمتها الحقيقية.

وفي المناطق الكردية الخارجة عن سيطرة بغداد المركزية منذ حرب الخليج الأولى في العام 1991 يتم التداول بـ «الدينار السويسري»، ومن المفارقات أنه لا يطبع في سويسرا وإنما في بريطانيا وروسيا، وذلك خلافا لما يوحي به اسمه.

وأشار نائب حاكم البنك المركزي العراقي إلى انه يسهل تزوير الدينار أكثر من غيره من العملات، مشددا في الوقت نفسه على انه تم اتخاذ تدابير أمنية «جدية» لتجنب تزوير الأوراق النقدية الجديدة.

وأكد هلال سلطان، كما الصيارفة الآخرون الموجودون في ساحة الفردوس، ثقته بأن الأوراق المالية الجديدة ستضع حدا للكارثة النقدية التي يتعرض لها البلد منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال: «لا اعتقد أن الاميركيين سيحتالون علينا»، في حين قال زميله علي عطية (35 عاما): «اذا توجت هذه السياسة بالنجاح وادت الى الاستقرار، فإن كل العراقيين سيرحبون بها» وذكر الصيارفة ان الدينار العراقي خسر نحو 1 في المئة من قيمته بالنسبة الى الدولار أمس غداة اعلان بريمر اصدار عملة عراقية جديدة

العدد 307 - الأربعاء 09 يوليو 2003م الموافق 09 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً