اعتقلت القوات الأميركية ثلاثة مسئولين عراقيين سابقين ورد اسم اثنين منهم على قائمة الـ 55 الملاحقين. إذ استسلم المسئول في حزب البعث وعضو مجلس قيادة الثورة مزبان خضر هادي، وألقي القبض على وزير الداخلية السابق محمود دياب الأحمد.
كما ألقي القبض على السفير العراقي السابق في تشيكيا أحمد خليل إبراهيم سمير العاني، الذي يشتبه في أنه عميل سري، وأنه كان على اتصال مع محمد عطا أحد الإرهابيين المفترضين الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
على صعيد متصل، أعرب وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد أمس عن تأييده لإرسال وحدات عسكرية فرنسية وألمانية إلى العراق في إطار إعادة إعمار هذا البلد.
وأضاف الوزير أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ «هدفنا هو أن يكون لدينا عدد كبير من القوات الدولية من عدد كبير من الدول بما فيها هاتان الدولتان».
وكانت باريس ذكرت أمس الأول أنها لم تتلق طلبا بهذا الصدد من واشنطن، وأنها لن ترسل قوات إلا بقرار جديد من مجلس الأمن. وذكر مسئولان في التحالف أمس أن الجيش العراقي الجديد سيبدأ بتجنيد عناصر في 19 يوليو/ تموز، وان الجيش سيتألف أولا من ألف رجل يتم تدريبهم لمدة شهرين لتشكيل كتيبة مشاة مؤللة.
عواصم - وكالات
اعتقلت القوات الاميركية أمس مسئولين عراقيين سابقين ضمن قائمة الـ 55 الملاحقين، وتمكنت من مصادرة 400 قذيفة كانت محملة في شاحنة. وقام الحاكم المدني بول بريمر بزيارة للنجف، ولكنه تجنب مقابلة رجال الدين هناك. وفي رواية تناقض ما سبق أن أعلنته الولايات المتحدة قال وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد: «إن حرب العراق لم تنفذ بسبب العثور على أدلة جديدة بشأن اسلحة الدمار الشامل». وقالت القيادة الاميركية الوسطى في بيان إن المسئول في حزب البعث وعضو مجلس قيادة الثورة مزبان خضر هادي، استسلم في بغداد الثلثاء.
وألقي القبض على وزير الداخلية السابق محمود دياب الأحمد الثلثاء أيضا في بلدة عراقية لم توضح القيادة اسمها. وقالت القيادة الوسطى إن «قوات التحالف ستواصل العمل لاعتقال الأعضاء السابقين في نظام صدام». وأعلن متحدث باسم الجيش الاميركي في بغداد أمس أن القوات الاميركية صادرت ما بين «400 و500 قذيفة آر بي جي» في شاحنة كانت تسير بسرعة 100 كلم في الساعة غرب بغداد. وقال المتحدث إن «الكتيبة الثالثة في سلاح الخيالة صادرت الثلثاء ما بين 400 و500 قذيفة آر بي جي في شاحنة كانت تمر بين منطقتي الرمادي وعين الاسد» الواقعتين على التوالي على مسافة 100 و200 كلم غرب بغداد، وأوضح المتحدث انه تم توقيف الركاب الأربعة الذين كانوا في الشاحنة. وهاجم مسلحون مجهولون أمس مقر استخبارات القوات الأميركية في مدينة كركوك شمال العراق. وذكر راديو طهران أن المهاجمين أطلقوا قذائف «آر بي جي» على فندق دار السلام في كركوك الذي تتخذه استخبارات الجيش الاميركي مقرا لها في شمال العراق. وأشار الراديو إلى ان القوات الأميركية قامت اثر الهجوم بتطويق المنطقة وسارعت الى نقل الجنود الموجودين في الفندق إلى مطار كركوك، ولم تعلن عن الخسائر المحتملة للهجوم. وأصيب شخصان بجروح أمس في عملية إطلاق نار خلال اجتماع لجمعية الصناعيين العراقيين في بغداد. وأوضح شهود أن احد حراس الإدارة السابقة للجمعية، وهو عضو سابق في أجهزة الاستخبارات العراقية، فتح النار بينما كان رئيسه متورطا في نقاش حاد مع أعضاء الإدارة الجديدة للجمعية.
وقالوا إن شخصين جُرحا في وقت داهم فيه المكان العشرات من عناصر الشرطة العراقية والجنود الأميركيين. وتم توقيف ثلاثة أشخاص. وقال هادي حسن وهو صاحب مصنع للأثاث (52 عاما) انه تم انتخاب الإدارة الجديدة في 19 يونيو/ حزيران بإشراف قوات التحالف، إلا أن المجلس السابق الذي يسيطر عليه اعضاء في حزب البعث رفض التخلي عن صفته.
وأضاف أن الإدارة الجديدة - التي يبلغ عدد أعضائها حوالي خمسين - جاءت لتفاوض الإدارة السابقة بشأن العملية الانتقالية، واندلع عندئذ جدال وقام المرافق باطلاق النار في الهواء وبين أرجل المعارضين.
كما أفاد مصدر قريب من حاكم البنك المركزي العراقي أمس بأن مسلحين أطلقوا النار الاثنين على سيارة الحاكم فالح داوود سلمان الذي لم يصب بأذى. وأوضح المصدر أن شخصين كانا في السيارة مع سلمان أصيبا بجروح في عملية إطلاق النار. وقلل المقربون من سلمان من أهمية الحادث، مؤكدين ان حاكم البنك المركزي لم يكن مستهدفا شخصيا. وقال هؤلاء «بالنظر إلى حالة انعدام الأمن في العاصمة، يمكن لأي عراقي في أي سيارة أن يكون هدفا لإطلاق النار».
ومن جهته قال السياسي العراقي احمد الجلبي أمس إن واشنطن لا ينبغي أن ترسل مزيدا من القوات إلى العراق للتصدي للهجمات المتزايدة لكن يجب عليها بدلا من ذلك أن تقوم بسرعة بتسليح وتدريب قوة شرطة.
وقال الجلبي لـ «رويترز» بعد محادثات مع مسئولين أتراك في أنقرة إن تشكيل مجلس حاكم عراقي وهو خطوة أولى لتسليم زمام الأمور إلى المدنيين قد يساعد في كبح أعمال العنف، وأضاف أن «الولايات المتحدة تسيطر سيطرة كاملة على ساحة القتال... لا أحد يتحدى الجيش الأميركي هناك... لكنه ليس قوة شرطة». وألح الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر على الحاجة الى عراق موحد أمس دونما إشارة إلى أية حقوق خاصة للغالبية من المسلمين الشيعة الذين يسيطرون على جنوب العراق. وتجنب بريمر عامدا فيما يبدو خلال زيارته لمدينة النجف أي اتصال مع رجال الدين الشيعة بمن فيهم رجل الدين الواسع النفوذ رئيس الحوزة العلمية الشيعية السيد علي السيستاني.
وقال بريمر ردا على سؤال بشأن كيف سيعين التحالف زعماء من الشيعة والسنة في مجلس حاكم وشيك في العراق إن «حكومة نيابية لا تعني حكومة مقسمة بأي اختيار معين». وتظاهر أمس عشرات العراقيين من مؤيدي حزب الإنقاذ الوطني في بغداد للمطالبة بدور رئيسي للحوزة العلمية الشيعية في تشكيل الحكومة المقبلة.
من جهته أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسيفلد أمس أن شن الحرب في العراق لم يكن بسبب أدلة جديدة بشأن اسلحة الدار الشامل، مناقضا بذلك الفرضية الأساسية التي أعلنتها إدارة الرئيس جورج بوش لتبرير تدخلها العسكري في هذا البلد. وقال رامسفيلد أثناء جلسة استماع أمام لجنة الشئون العسكرية في مجلس الشيوخ: «إن التحالف لم يتحرك في العراق بسبب عثورنا على أدلة جديدة دامغة بشأن امتلاك العراق اسلحة دمار شامل».
وقال وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشئون السياسة دوجلاس فيث الثلثاء إن سرعة الاجتياح العسكري الأميركي للعراق وفي بغداد مهدت الساحة لمشكلات بعد الحرب منها الهجمات على القوات الأميركية، وقال: «إننا نواجه بعض المشكلات التي جلبتها حربنا الناجحة جدا».
واشنطن - وكالات
قال مسئول أميركي إن العسكريين الاميركيين القوا القبض على السفير العراقي السابق في جمهورية تشيكيا احمد خليل إبراهيم سمير العاني الذي يشتبهون بأنه عميل سري وبأنه كان على اتصال مع محمد عطا احد «الإرهابيين» المفترضين الذين نفذوا اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001، في وقت قالت لجنة تحقق في الهجمات إنها وجدت صعوبة في الحصول على معلومات من وزارتي الدفاع والعدل وان الفترة المقبلة حرجة للغاية إذا ما كان لها أن تنجز عملها في الموعد المحدد. وبحسب هذا المصدر فإن إلقاء القبض على الدبلوماسي السابق يشكل اختراقا مهما في عملية البحث عن أدلة على علاقات العراق مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي وقد سجن الدبلوماسي السابق في 2 يوليو/ تموز في مكان سري في العراق. كما ذكر مصدر أميركي حكومي إن وكالة السي آي أيه لديها أسباب للاعتقاد بأن العاني كان يستخدم مركزه الدبلوماسي في براغ للقيام بعمليات سرية.
بغداد - أ ف ب
أطلق ممثلون لمئات المنظمات غير الحكومية في مؤتمر صحافي عقدوه في بغداد أمس «المركز الدولي لمراقبة الاحتلال» في العراق من أجل الإبلاغ والتنديد بـ «انتهاكات» قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة.
وسيقوم المركز الذي التزمت بالعمل به مجموعات من القارات الخمس، بالتحقيق خصوصا في انتهاكات حقوق الإنسان، وكذلك في وسائل وسبل إعادة الأعمار.
وقال عضو منظمة «غلوبال اكستشنج» غير الحكومية الاميركي تيد لويس (من كاليفورنيا) «سنحقق ونندد بانتهاكات قوات التحالف»، مشيرا إلى وجود «عمليات اعتقال اعتباطية ومصادرة ممتلكات بصورة غير شرعية ووسائل استخباراتية اميركية وعمليات طرد جماعية للموظفين». وقال إن من واجب قوات الاحتلال تأمين الحد الأدنى من الأمن وتقديم الخدمات الأساسية للسكان
العدد 307 - الأربعاء 09 يوليو 2003م الموافق 09 جمادى الأولى 1424هـ