وقعت مشادة كلامية أمس بين رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، ورئيس المعارضة المحافظة ايان دانكن سميث، في الجلسة الأسبوعية لمجلس العموم الخاصة بمساءلة الحكومة.

وطلب زعيم المعارضة مجددا من بلير أن يعتذر للنواب لأنه «خدع البرلمان بشأن ملف الترسانة العراقية الذي نشر في فبراير/شباط» على حد قوله. وتبين أن الملف الذي قدمته لندن يومها - على انه حصيلة معلومات جمعتها أجهزة الاستخبارات البريطانية - ليس في الجزء الأكبر منه سوى صفحات منقولة بكاملها، كلمة بكلمة عن أطروحة طالب جامعي استند هو أيضا إلى معطيات قديمة تعود إلى عشر سنوات.

وصاح سميث في وجه بلير «قال رئيس لجنة الشئون الخارجية إن عليك أن تعتذر لدى البرلمان لأنك قدمت بشكل مخادع الملف الثاني، فهل ستفعل؟» فرد بلير، الذي بدت عليه الصدمة «لا أقبل قطعا أن يقال - بأي شكل من الأشكال - إن المعلومات كانت مغلوطة».

ورد زعيم المعارضة «لماذا يصعب عليك التلفظ بكلمة «آسف (...) طالما لم تعترف بأنك قدمت بشكل مخادع الملف الى البرلمان، فإن الثقة التي كان الناس يضعونها فيك ستستمر في الانهيار». وتخلل المشادة الكلامية بين الرجلين صراخ وشتم من جانبي مجلس العموم. وحذر بلير حزب العمال الحاكم الذي يتزعمه من أنه قد يخسر الانتخابات المقبلة. ونقل متحدث باسم الحزب عن بلير قوله في اجتماع مغلق للمجموعة البرلمانية للحزب: «هذه الانتخابات الثالثة التاريخية في انتظارنا (...) ينتظرنا فوز كبير. فلنأخذ هذا الفوز ولا نتركه (للمحافظين)»