العدد 317 - السبت 19 يوليو 2003م الموافق 19 جمادى الأولى 1424هـ

خفض المعدلات لضمان استعادة الوضع الاقتصادي

رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي:

تنبأ رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، ألان غرينسبان الاسبوع الجاري ان الاقتصاد الأميركي سينتقل الى فترة استعادة ممتدة في النصف الثاني للسنة وأعلن ان الاحتياطي الفيدرالي يستطيع الاحتفاظ بالمعدلات منخفضة وحتى وقفها عند الضرورة لتأكيد حدوث هذه المعافاة الاقتصادية ولمنع الانزلاق نحو الانكماش.

وبينما يتحدث غرينسبان في هذا الشأن توقع البيت الأبيض عجز موازنة فيدرالية تحطم الرقم 455 بليون دولار أميركي العام الجاري و475 بليون دولار أميركي للسنة المالية 2004، مع عجوزات كبيرة تستمر حتى على الاقل نهاية العقد الجاري عندما يواجه الاقتصاد نفقات اول المتقاعدين من المواليد بعد الحرب العالمية الثانية.

مثل هذه العجوزات يمكن ادارتها اذا بات من المؤكد ان الموازنة ستعود الى التوازن بسرعة الى حد معقول، وذلك وفقا لتحذيرات رئيس الاحتياطي الفيدرالي للجنة الخدمات المالية في مجلس النواب الأميركي. وقال غرينسبان «ان الولايات المتحدة ستواجه مشكلات اساسية في المستقبل ما لم نتخذ بعض البدائل». وهذه ليست المرة الأولى التي يعرب فيها غرينسبان عن قلقه بشأن تخفيضات الضرائب الضخمة الأخيرة التي تم تقريرها بواسطة الرئيس بوش والتي قال عنها بعض الاقتصاديين انها ربما تكلف نحو 800 بليون دولار أميركي. ومع ذلك قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في تقريره النقدي الذي يقدم مرتين في السنة للكونغرس ان تخفيضات الضرائب يمكن موازنتها بواسطة تخفيضات الانفاق اذا تمت السيطرة على الموازنات المستقبلية.

وكالعادة، كانت شهادة كرينسبان مزيجا مدرجا من التفاؤل الحذر عن مستقبل الاقتصاد وتحذيرات مبطنة بان خطر الانكماش الذي يستلزم نزولا لولبيا للاسعار نمو اقتصادي وفرص عمل لم يتضح بعد. مثل هذا الخطر «مستبعد». ولكن لجنة السوق المفتوح الفيدرالية المحددة لمعدلات البنك المركزي «بدت جاهزة لتأكيد موقف متكيف على مستوى عال للسياسة بقدر الحاجة لترقية اداء اقتصادي مرضي» كما اورد غرينسبان، وأضاف ان المجال يظل مفتوحا لمزيد من الخفض في المعدلات لتأكيد استعادة الوضع الاقتصادي الأميركي.

وقد اعتربت التصريحات بواسطة بعض التجار بأنها اشارة إلى انه بعد خفض معدل التمويل الفيدرالي المستهدف بنحو 25 نقطة اساس الشهر الماضي انخفض 45 عاما بنسبة 1 في المئة تستطيع لجنة السوق المفتوح الفيدرالية خفض المعدلات مرة أخرى عندما تجتمع ثانية في 12 أغسطس/ آب المقبل.

ولكن الأمل ضعيف في أن تنتعش الاسواق. فبعد تقدم أولي اغلق مؤشر داوجونز عند مستوى منخفض بلغ 50 نقطة بمنتصف الجلسة بينما انخفضت أسعار الاسهم عندما ظهر غرينسبان مستبعدا أية اجراءات اضافية لضخ نقود في الاقتصاد، مثل شراء سندات الخزانة طويلة المدى.

واستطرد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، في شهادته المحضرة ان لجنة السوق المفتوح الفيدرالية قامت بدراسة مثل هذه «البدائل» ولكن اقرت بانه من غير المحتمل ان تكون مطلوبة، وبدلا عن ذلك حاول غرينسبان نفي الفكرة بان المعدلات قد اقتربت من مستوى الحضيض مشيرا الى ان الحاجة الى ترك هامش كافي لتمويل سوق المال لتغطية النفقات وتشجيع عودة المستثمرين. وعلى رغم ان معدل التمويل المستهدف هو 1 في المئة فقط، فان مزيدا من التخفيضات الجوهرية في الاسعار محتملة وممكنة اذا اعتبرها الاحتياطي الفيدرالي ضرورية. ولكن أكد غرينسبان ان الاقتصاد الاميركي يستطيع على نحو فعال الدخول في فترة نمو ممتد، بالاضافة لمعدل نمو الانتاجية، ويعني هذا ان أرباب الاعمال سيستوعبون مزيدا من المستخدمين الأمر الذي يتسبب في خفض معدل البطالة الأعلى حاليا منذ تسع سنوات.

(خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط»

العدد 317 - السبت 19 يوليو 2003م الموافق 19 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً