بدأت منذ يوم أمس تحركات نيابية-بلدية في مدينة المحرق يقودها النائبان الشيخ عادل المعاودة والشيخ إبراهيم بوصندل والبلديان يوسف الريس وعبدالناصر المحميد وبدعم من كتلة الأصالة وذلك بهدف تغيير الموقع المحدد حاليا لبناء جامع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى. وإذ شكر المذكورون جلالة ملك البلاد المفدى لاختياره المحرق من أجل هذا المشروع فإنهم يرون أن الموقع الحالي غير مناسب وسوف يأخذ جزء كبيرا مما تبقى من سواحل المحرق العامة، متهمين بعض المسئولين بتهميش دور المجلس البلدي وموجهين اللوم لوسائل الإعلام بعدم إيصال رأي الأهالي إلى جلالة الملك.
وتأتي هذه الجهود بعد أن فوجئ بحارة المحرق الذين يستقرون منذ سنوات طويلة في الكابينات المطلة على ساحل الغوص بخبر نشرته إدارة الثروة السمكية وتطلب منهم إخلاء كابيناتهم خلال أسبوعين وهو ما وصفه البحارة إنه سوف يعطل مصدر رزقهم لا سيما أن البديل المقترح بشكل غير رسمي وغير جاد - وهو فرضة حالة بوماهر - يتسم بضيق المساحة وعدم الجاهزية فضلا عن عدم مخاطبتهم رسميا وعدم الالتقاء بهم للتفاهم والأخذ بآرائهم.
وقال النائب الشيخ عادل المعاودة إن المطلوب ليس إيجاد مكان آخر للبحارة بل الحفاظ على الموقع الحالي الذي وصفه بالاستراتيجي والجمالي كونه يوجد في مكان بارز في مدينة المحرق العريقة والذي يجب أن يبقى رمزا للتراث ولأصالة المواطن البحريني الذي يحافظ على هوية البحرين ويورثها لأبنائه وأحفاده رغم كل ما يواجه هذه المهنة من مصاعب. وتابع المعاودة: نحن نشكر جلالة الملك لاختياره المحرق لبناء هذا المسجد المبارك ولكن يجب تغيير مكانه لأن هذه البحيرة الواقعة بين الجسرين أخذ منها جزء كبير من الجهة الغربية لمشاريع خاصة ولم يبق منها الكثير من المساحة، والمسجد سيأخذ نصف مساحته المتبقية، كما أن مداخله لن تكون سليمة... لا يجوز شرعا أن يأتي بناء المسجد على حساب حقوق المواطنين... مسألة أخرى هامة هي أنه يجب إعطاء الناس قدرهم واحترامهم فليس الرجل من ركب السيارات الفارهة بل من حفظ هذه البلاد وحفظ بحرها أبا عن جد، فهم من يحفظون صورة البلد الحقيقية وعروبتها المتأصلة في هذه الأرض وفي هذا البحر، هؤلاء هم الثروة الحقيقية للبلاد فهم لا يتغيرون حتى لو حصل لهم ضرر - وقد حصل - فولاؤهم يبقى للبحرين لا يتزحزح... هؤلاء رجال يُشترون بالذهب، والقرارات لا تؤخذ من المكاتب بل من الناس الذين يجب أن يناقشوا باحترامهم وتؤخذ آراؤهم.
أما النائب الشيخ إبراهيم بوصندل فأعرب عن شكره لجلالة الملك مقدرا بناء جلالته للمساجد وسائلا الله أن يتقبل نيته، لكنه أكد أن موقع الجامع غير مناسب خاصة مع معاناة المحرق من قلة السواحل إضافة إلى حاجة هذا الجامع الكبير إلى مساحة كبيرة ومداخل عديدة ومواقف شاسعة. وأضاف بوصندل أنه ينبغي المحافظة على أكبر عدد من السواحل، وأن عددا من المهتمين بالبيئة أخبروه بأن الموقع غير ملائم بيئيا لأنه يتوسط ممرا مائيا لكن هؤلاء المهتمين لا يستطيعون الحديث في الصحافة خوفا من سوء تفسير تصريحاتهم وذلك لكون جلالة الملك هو المتبرع بإنشاء الجامع. وواصل بوصندل: جلالة الملك هدفه المشكور هو بناء الجامع وليس هدفه الموقع نفسه، ولذلك من واجبنا أن نوصل له الصورة الحقيقية وهي أن الموقع المحدد حاليا غير مناسب وسوف يسبب ضررا كبيرا يمكن تجنبه من خلال اختيار موقع أكثر مناسبة بكل المقاييس.
وبدورهم أبدى البحارة استياءهم الشديد من أسلوب معاملة إدارة الثروة السمكية لهم متهمين رئيسها بأنه يضرب مصلحة الوطن عرض الحائط. وقال أحدهم: أحد زملائنا ذهب ليسترجع عدة قراقير فأتاه طراد من الثروة السمكية مصطحبا فردا من خفر السواحل وطلبوا منه الرحيل مهددين بالقبض عليه، فمنذ متى هذه الأمور موجودة في البحرين؟ يمكننا الرد عليه بأنه ليس لديهم إذن من النيابة ولكننا بكل صدق لا نريد معارضة القوانين والأنظمة ولم نوقع على الميثاق لجلالة الملك المفدى إلا ونحن نعلم أنه إعلان عن وقوفنا معه بالتأييد المطلق والطاعة، ولذلك نرجو من جلالته النظر في مسألتنا لا سيما أن الموضوع يضايق المحرق والوطن بأكمله كما شرح الإخوة النواب.
أما ممثل الدائرة البلدي يوسف الريس فقد استعرض خطة مرسومة بالكمبيوتر لمشروع تطوير كابينات الصبادين موضحا أنه تقدم بهذا المقترح ووافق عليه المجلس وعليه تعاونت وزارة شئون البلديات والزراعة ومضت في تطوير المخطط بالتعاون مع البحارة أنفسهم، غير أن توارد الأنباء عن مشروع الجامع شل عمل هذا المشروع، وبدوره قدم الريس شكره لجلالة الملك لكنه أيضا دعا إلى اختيار مكان أفضل. وبدوره قال عضو مجلس المحرق البلدي عبدالناصر المحميد إن المطلوب هو توضيح رأي الناس الحقيقي إلى جلالة الملك الذي يملك الحق في إيقاف المشروع لغاية إيجاد البدائل التي تضمن اختيار المكان المناسب. وكشف المحميد أن مجلس المحرق البلدي بصدد عقد اجتماع طارئ يحدد فيه المجلس موقفه من المكان الحالي للجامع وهو الرأي الغالب لأهالي المنطقة من ذوي الاختصاص والتجربة، كما يُتوقع أن يذكر المجلس اقتراحاته بهذا الصدد. وقد دعت جمعية الأصالة إلى لقاء مفتوح مع مجموعة من بحارة المحرق وذلك عبر رسالة رسالة نصية للمشتركين في خدمة أخبار الأصالة بالنص التالي: يدعوكم النائب إبراهيم بوصندل لتغطية استضافته لمجموعة من بحارة المحرق التي تعتزم السلطات طردهم من أماكنهم وذلك يوم غد الأربعاء (اليوم) في الساعة السابعة والنصف مساء بمقر جمعية الأصالة بالبسيتين.
العدد 2315 - الثلثاء 06 يناير 2009م الموافق 09 محرم 1430هـ